كاتب يتحدث عن جريمة ولد عبدالعزيز المنظمة

لست ممن يسعون إلى رأب تصدعات منتدى المعارضة و التستر على تشوهاته بـ”الطلي على زغبه”، لأنها دعوة إلى العودة إلى أخطاء الماضي و التعايش معها على حساب نضال الشعب الموريتاني و تضحياته و مصالحه التي لم تعد تتحمل المزيد من الهدر و الاستباحة و إن كنت أتمنى من كل قلبي أن يكون الجميع قد أعاد حساباته و تأكد أن مصلحة الجميع في نهوض موريتانيا من كبوتها :

لقد جرب كل منكم ذكاءه و مهاراته و تأكد كل واحد منكم من حقيقة كل شيء ؛ لم يعد هناك أي لبس و لا أي مهرب لأي جهة من الحقيقة.

والحديث الآن عن عودة المياه إلى مجراها داخل المنتدى حديث كاذب .. المنتدى يعاني اليوم من أعلى درجات عدم الثقة .. يعاني من معضلة تذاكي أغبيائه .. يعاني من خداع تحمس متردديه .. يعاني من مراوغات مزدوجي المواقف داخل صفوفه، لكنه رغم كل هذه المشاكل تجاوز أصعب مرحلة في تاريخه من خلال الاتفاق على “الممهدات” حتى لو كان البعض ما زال يبحث عن طرق للالتفاف على ما وقع عليه رغم وضوحه و بساطته. و سيكون المنتدى صاحب الكلمة الفصل في مصير موريتانيا حين يتفق الجميع على الالتزام حرفيا و بوفاء كامل، بما جاء في “الممهدات”. 
  إن نظام ولد عبد العزيز أهون من بيت العنكبوت ؛ في اليوم الوحيد الذي نزلت فيه الجماهير غاضبة إلى الشارع ـ بعد تمزيق المصحف الشريف (شلت أياديهم) ـ هرب ولد عبد العزيز إلى مزرعته في إينشيري و كان في حالة استعداد للهروب من البلد.. و لا تحتاج سرايا حفظ النظام أكثر من صرخة غاضبة في بوق “كفى غلظة، لم يعد هناك من يخاف طيشكم و لا من يهاب الاصطدام بكم” ليتلاشى كل شيء كأنه لم يكن قط. 
  لا تحتاج المعارضة لإخراج ولد عبد العزيز ذليلا من القصر أكثر من قرار إجماع على نهاية تحكمه..

  
و ما دامت المعارضة تحسب “المعاهدة” جزء منها فهذا يعني أنه ما زال فيها من يبحث عن رفاق للالتفاف على المواقف : المعاهدة أسوأ ألف مرة من “الأغلبية” و أخطر من “بازيب” و أتفه من ولد الطيب و أكذب من ولد أجاي ..  على الجادين اليوم في الدفاع عن موريتانيا أن يتجاوزوا خلافاتهم الشخصية.. أن يدركوا أنه لم يعد لأي منهم الحق في تأجيل إنهاء حكم ولد عبد العزيز المنهار و المرتبطة نهايته اليوم بوفاقكم جميعا :

أنتم من يجب أن يدعوا الشعب الموريتاني اليوم إلى حوار وطني عاجل يخرج البلد من مأزقه، لا يحضره عزيز و لا مسعود و لا أي متملق أو متردد آخر.. أنتم من يجب أن يدعوا الجميع اليوم إلى تجاوز خلافاتهم و تحمل مسؤولياتهم .. أنتم من يجب أن يعطوا المثل الأعلى في البذل و التضحية.. أنتم بوفائكم لهذا الوطن و تضحياتكم من أجله، من يجب أن يقرروا طريقة إنقاذ موريتانيا بالحوار أو التمرد ، بالتصالح أو العصيان المدني..
  من حقنا أن نحملكم مسؤولية كل ما يحدث في البلد : ليس فيكم من لا نختلف معه لكن المسؤولية الوطنية تحتم علينا اليوم تجاوز كل خلافاتنا الطبيعية و من العار عليكم أن تكون الجماهير أشجع منكم.. 
  من العار أن يظل تاريخنا كله أخطاء و كل ترميم لأخطائنا أخطاء و كل تبرير لأخطائنا أخطاء..

  موريتانيا لم تعد تتحمل هذه المجاملات و الألاعيب و من لا يتألم اليوم لحالها.. من لا يخاف على مصيرها.. من يصافح أخا أو أبا أو صديقا يركض خلف ولد عبد العزيز، لا يكترث من قلبه لما يتهددها من مخاطر يضيق أي مقام عن ذكرها. لم يعد هناك اليوم أي مكان في العالم يمكن أن يحدث فيه أي مما يحدث في موريتانيا: 


ـ زيارات الرؤساء الكرنفالية و اصطفاف الشعوب في الشارع لاستقبالهم مظهر سبعيني، كان يبرره تطلع الشعوب إلى رؤية حكامهم بعد الاستقلال و غياب وسائل الإعلام المرئية، أما اليوم فلم يعد يمارسه على وجه الأرض إلا متخلف عقليا، يعيش خارج الزمن، يتمتع بنرجسية ولد عبد العزيز و تخلف عقله و عقده النفسية. 


ـ انفراد شخص بالسلطة في بلد و توزيع خيراته على أقاربه و وظائفه على مقربيه بوقاحة ولد عبد العزيز و تحديه لمشاعر الشعب، عمل لم يعد يحدث في غير بلدنا .  
ـ تسلل شخص مجهول (يأتي من قاع تخلف و شذوذ المجتمع) إلى كرسي الرئاسة، لا أحد يعرف من أين يأتي و لا كيف أتى، لم يعد يحدث في المباريات الرياضية المفتوحة غير المنظمة في الساحات العمومية بالأحياء الشعبية: ولد عبد العزيز ليس عسكريا و لا مدنيا و لا متمدنا و لا منضبطا، و لا سوي السلوك إنه تعبير واضح عن استهتار النخب الموريتانية و اختلال الموازين في البلد.. وصول ولد عبد العزيز إلى سدة الحكم دليل لا مراء فيه على اختلال موازين الحياة في هذا البلد .. إنها رسالة واضحة من الخالق على تحكم الكذب و المكر و النفاق في هذا البلد ، علينا أن نعتبرها إنذارا من الله يجب تداركه قبل فوات الأوان..  
على المعارضة اليوم ـ إذا كانت تريد إسقاط ولد عبد العزيز خلال أسابيع فقط ـ أن تقسم على المصحف الشريف أن لا تفاوض ولد عبد العزيز في أي أمر و لا لأي سبب و أن تقسم على محاكمته بكل قساوة مع كل طقمته الفاسدة و كل من ساهموا في استمرار عبثه بخيرات هذا البلد و احتقار أهله.

على الشباب الموريتاني الرائع بنضالاته الباسلة، أن يقود هذه المبادرة و أن يجمع التواقيع لها على المصحف الشريف و على الزعامات السياسية الجادة أن تبارك مبادرتهم و تؤازرها و تدعمها بكل شيء لبلوغ الأربع ملايين توقيع ..  



أريد هنا أن أقول إننا جميعا مسئولون ـ بقدر ـ عن ما يحدث في بلدنا اليوم و مطالبون جميعا بالاعتراف بأخطائنا و التصالح مع ذواتنا:  
علينا أولا أن ندرك أن ولد عبد لعزيز جريمة منظمة تمت بإحكام ضد بلدنا و نجحت بالفعل في نهب خيراته و تدمير إدارته و تمزيق لحمته و تحويل جيشه و أمنه إلى مليشيات : بازيب عزيز، شرطة مسقارو، عصابات ولد احريطاني، مليشيات المرتزق الفرنسي الكولونيل المتقاعد “بير دي جونغ” (Peer de Jong) في ضواحي آكجوجت…  
ـ لن نجد اليوم جوابا مفهوما، إذا سألنا كيف حصل ولد عبد العزيز على أوراق موريتانية؟ 
ـ لن نجد جوابا مقنعا إذا سألنا لماذا لا تتم المطالبة بمعاقبة العمدة ولد الزين الذي منحه أوراقا موريتانية  
ـ لن نجد اليوم أي جواب من أي جهة إذا سألنا من زور لولد عبد العزيز شهادة ميلاد في أكجوجت و تعرفون جميعا أنه مولود باللوكه في السنغال ؟  
ـ لن نجد جوابا يشفي حيرتنا إذا سألنا كيف أصبح ولد عبد العزيز ضابطا في جيشنا من دون شهادة الابتدائية؟  
ـ لن نجد أي جواب يمكن فهمه إذا سألنا كيف تخرج ولد عبد العزيز ضابطا من مدرسة ضباط صف؟  
ـ لن نجد جوابا يمكن فهمه إذا سألنا كيف تحول من ميكانيكي سمكرة إلى ضابط مشاة يقود الوحدات القتالية المتخصصة؟  
من كان وراء كل هذه الجرائم؟ و كيف نصفها بغير الجريمة المنظمة؟
  ألا تؤكد تصرفات ولد عبد لعزيز و احتقاره لأبناء هذا البلد و الاستعانة بأنذالهم لتركيع شرفائه و تكراره أمام خاصيته بأنه شعب حقير لا يستحق أي احترام و سعيه بكل الطرق إلى تصادم أهله من خلال سياسة التجويع و انسداد آفاق الأمل و إثارة النعرات، بأنه ينفذ أجندة شيطانية لتدمير هذ البلد؟
  هل يعقل اليوم، بعد سبع سنين، مارس فيها ولد عبد العزيز كل جرائمه في حق شعبنا: 


ـ توزيع ثروات البلد على مقربيه و تحويلها إلى بلدان أجنبية..


ـ تعطيل الإدارة و سيطرة أقاربه على كل منافذ المال فيها. 

.
ـ تخضيع ركائز اقتصادها لنمط تسيير سوق شعبية بلا ضوابط .. 


ـ تدمير أرشيف حالتها المدنية و تحويلها إلى محطة وقود على طريق سريع “أدفع و طوف”، تتحكم فيها سلحفاة مبلدة الإحساس لا تخرج رأسها إلا لتأكل؟ 


ـ تحويل جيشها و أمنها إلى مليشيات..
 

ـ إقصاء كل مثقف و كل صاحب ضمير و خلق نخبة مزورة ، دمرت القيم و الأخلاق و استباحت كل ممنوع و استهانت كل قبيح .. 


ـ جرائم قهر و ترويع منظمة ، يحميها انحراف قضاء لا يخجل و استهتار أمن تخلى عن أقل حد من المسؤولية (هل سمع أي منكم عن محاولة انتحار بدوي على امتداد تاريخ موريتانيا قبل راعي ولد عبد العزيز و بسبب مبلغ في حدود 100 ألف أوقية حسب ادعاءاتهم السخيفة الكاذبة؟.. )  
هل يعقل اليوم بعد كل هذا، أن تكافئ نخبنا هذا المجرم الساعي إلى الخلود، بالجلوس معه على طاولة الحوار لإنقاذه من مأزقه و هو يصفهم كل يوم أمام الجميع بالخونة و المجرمين و الفاشلين و الساقطين ؟  

نحن لا نواجه نظاما وطنيا متغطرسا نسعى لإزالته، بل نواجه حالة إذلال وطنية لا بد من محو عارها ..  إن سكوت من يطلقون على أنفسهم “أطر و أعيان الشرق” عن احتقار ولد محم لهم في اجتماع الخميس الماضي في دار الشباب (يأتي الاجتماع متأخرا بأكثر من ساعة و يصدر لهم أمرا في خمسين كلمة و يخرج عنهم من دون أن يسمع أي كلمة منهم) ، يجعلنا نتساءل أي أطر أنتم و أي أعيان ؟؟  
متى كانت الخراف أعيانا ؟  متى كانت الدمى البلاستيكية أطرا؟  لماذا لا يدعو ولد محم رئيسه في ولايته و يستقبله فيها بكل جماهير آدرار (التي فاز فيها في الدور الثالث بعد التزوير) و يعقد له فيها مهرجانا مثل مهرجان التكتل الذي ما زال يوقظهم من نومهم السابع؟  لماذا كلما ضاقت الدنيا بولد عبد العزيز طار مرعبا إلى النعمة ليتأكد أنه ما زال رئيس موريتانيا؟  ماذا تستفيد النعمة من راتب ولد محمد خونا أو علاوات ولد حدمين ؟  إذا كانت النعمة بهذه الأهمية البشرية و الاستراتيجية ، لماذا لا تكون بها جامعات و معاهد و مؤسسات و مراكز تكوين و مطار و فنادق ؟  لماذا يستدعي ولد محم أكابر قومكم و شيوخ قبائلكم و علماءكم و أطركم ليصدر إليهم أمرا خاطفا، كما لو كانوا عمالا في مزرعة بيته؟  
دعوا شباب الشرق يعبر عن نفسه.. دعوا أسياده الحقيقيين الذين لا يتسولون مادر زمانه و لا يستطيع ولد محم استدعاءهم و لا الدخول عليهم إلا ذليلا مثلكم ، يمثلون كبرياء منطقتهم و هيبة أهلها و ترفعهم عن الأطماع التي حولتكم إلى قطيع خراف يحتقرها حتى ولد محم.. أنتم لا تمثلون إلا عار الشرق.. لا تمثلون إلا مذلة أنفسكم.. لا تمثلون إلا مصيبة بلدنا و أسباب تخلف شعبنا عن الركب الحضاري..
  رحم الله أولاد أمبارك ما أعظمهم؛ لقد كان بيدالي أحرس على أمانته (المزوزه) من أطركم و أعيانكم على موريتانيا. فاصرخوا ـ كما تم تلقين و تدريب “أطركم” و “أعيانكم” في الأسابيع الماضية ـ حين يعلن اعمر آبيلاي عن عدم ترشحه، بأنكم ستنتحرون .. بأنكم ستحاكمونه إذا لم يترشح .. بأن “فم قربة خيانته” أعز عليكم من لجام “المزوزه”.

ذلك ما تبقى من حضارة أولاد أمبارك الخالدة و ذلك ما نبت على أنقاضها من نقائضها مع الأسف.  و قد استسلم الجيش الموريتاني المهان أكثر من المدنيين، لمليشيات هذه العصابة مع الأسف. و ليس في الأمر ما يدعو للفخر، لكننا لا نحمله كامل مسؤولية ما يحدث و لا نخونه، لأننا ندرك جيدا كيف تم نزع سلاحه و امتصاص قدراته و سرقة أمجاده من خلال ميكانيسمات مدروسة و مجربة لصالح تمكين مليشيات مرتزقة تعلن وفاءها للعصابة لا للوطن، تم الإنفاق عليها بسخاء من ميزانيته و من خارجها لتبسط نفوذها على كل شيء في البلد باسم الجيش و تستبيح كل الحرمات باسم الجيش و تبيد الديمقراطية باسم الجيش و ترتكب كل الجرائم باسم الجيش ..  
ليس من العار علينا أن تنتزع منا أرضنا لكن العار و الجبن و الخزي هو أن نعترف بشرعية هذه العصابة أو نستسلم لواقعها أو نستجدي عطفها أو نتسول عدلها..  
ما معنى الوطن إذا لم يكن أكثر من محطة استراحة، أصبحت تعج بروائح المخدرات و أدران التخلف الاجتماعي و الانغماس في الشهوات و سفالة المجون و الإباحية؟
  ما حاجتنا إلى موريتانيا يحكمها عزيز و زيدان و بنه ولد الشنوف و محسن ولد الحاج و أمربيه ربو و فيليكس نغري و ولد الغزواني و افيل ولد اللهاه؟  
ـ لا أدري هل فهم أصحاب “تواصل” ما جاء به ولد عبد العزيز من عند السيسي؟


  ـ لا أدري هل فهموا لماذا قاطع ولد عبد العزيز بعد عودته من مصر قمة تركيا و لم يرسل لها لا حتى وزير خارجيته ؟  
ـ لا أدري هل فهموا معنى رسالة ولد عبد العزيز التي أوصلها لهم مسعود قبل يومين ؟
  و رغم أن “تواصل” ما كان ينبغي أن يستحق عطفنا لما ارتكبه من أخطاء فادحة في حق المعارضة و في حق موريتانيا إلا أننا مطالبون وطنيا بتفهم أسباب اضطراب سلوكهم و أنانية قراراتهم و عربدة نهجهم :  أنتم الآن هدف ولد عبد العزيز الذي يحاول من خلاله تبرير بقائه في السلطة أمام الأنظمة الغربية .  إن مسعود ولد بلخير هو من يقتلكم اليوم لأنه من دون مشاركته في حوار مسرحي مع ولد عبد العزيز ، لا يستطيع الأخير تنفيذ أجندة إخراجكم من البرلمان و البلديات.  و تعرفون جيدا أن مبررات إعلان مواجهتكم لن يجدي عدم وجاهتها إذا كانت الدوائر الغربية ترضى عنها.  
إن ولد عبد العزيز يتخبط في الأخطاء لأنه لا يملك أي خيار جيد و كنا نتمنى أن تتراص القوى الحية في وجهه حتى لا ينفرد بأي ثور أبيض و لا أسود لكن إقناع الثيران يبدو أصعب من أنسنة القرود في هذا البلد؟  و مهما يكن من الأمر، يجب على المعارضة و كل الشعب الموريتاني أن لا يقبل حرب ولد عبد العزيز على تواصل ، التي يعد لها العدة منذ زمن بعيد.  
لقد استعذب مسعود رياضة المبادرات لتصبح ملهاته الوحيدة لكنه هذه المرة قرر أن يضع نهاية لتاريخه السياسي و ربما لتاريخ البلد كله (لا قدر الله).  لقد نسي الرجل كل ما أعطته موريتانيا و على موريتانيا أن تنساه اليوم ليعرف أن المفلس الأكبر هو من يستبدل موريتانيا بولد عبد العزيز.
  نحن الآن نعيش معركة كرامتنا .. معركة بقائنا. و علينا أن لا نتفاجأ بما يخبئه قاع حقيقتنا الآسن لكن أهم ما في هذه المعركة هو تطهير هذا القاع مما يحتضنه من باكتيريا مستعصية:  شارك في الحوار يا مسعود .. اجعل مشاركتك في الحوار مبادرة جديدة.. و رأيك في الحوار مبادرة أخرى.. و توقيعك على نتائج الحوار غير الملزمة لولد عبد العزيز مبادر ثالثة..  لقد أصبحنا لا نصدق رؤيتك إذا لم تكن متأبطا مبادرة من ولد عبد العزيز.. و قد تأكدنا الآن من خلال قرائن كثيرة، أنك لم تكن يوما ـ حتى في عز أيام جبهة الدفاع عن الديمقراطية التي أهديناك رئاستها احتراما لعمرك و إكراما لمقامك ـ إلا حامل مبادرة سرية أو معلنة لولد عبد العزيز .. تذاكى الآن أو تباكى ، إنما نستغربه اليوم هو أن تعتقد أنه بقي في موريتانيا من من تنطلي عليه حيلتك !؟

  لقد أشاعوا بعد فشل مسعود في مساعيه ، أنه كان يحمل نسخة مكتوبة لرد الحكومة على ممهدات المنتدى، تضمنت استعداد الحكومة لنقاش نقاط من ضمنها إعلان الرئيس عن ممتلكاته وحل كتيبة الحرس الرئاسي خلال جلسات الحوار ، قالوا إن ولد بلخير كان يستعد لأن يعرض هذا الرد المكتوب أمام قادة المنتدى من أجل إقناعهم بالدخول في الحوار الذي يخطط له ولد عبد العزيز، إلا أنه تراجع عن ذلك بسبب الأجواء العاصفة التي طبعت اللقاء.    هذا ما عزاه يوم أمس موقع صحراء ميديا لأحد مصادره. و هذا لا أساس له من الصحة و إنما هي ألاعيب ولد عبد العزيز و أكاذيبه و مراوغاته السخيفة .  و إذا كانت المصادر الخاصة التي أبلغت الموقع مقربة فعلا من ولد عبد العزيز، فهذا يعني أنه أصبح على حافة الانهيار: 

لا يستطيع ولد عبد العزيز الرد على أي نقطة من الممهدات لأنها صممت على مقاس جرائمه ..  لا يستطيع ولد عبد العزيز التفكير في الإعلان عن ممتلكاته و لم يعد حتى يستطيع إحصاءها بعدما أصبحت تجارة ضخمة تلد في كل لحظة عشرات الملايين؛ من مؤسسات وهمية تمتص ميزانيات البلد في صفقات مباشرة وهمية لا تتجاوز الأوراق و شقق فاخرة في كل أنحاء العالم و قصور في المغرب و أبراج في دبي و حسابات ادخار في سويسرا و غيرها ، من دون الحديث عن صفقة السنوسي و أموال القذافي و صناديق كومبا با .  و من يرى ما تسرب فقط من فضائح عن ممتلكات ابنه الغر(وهي مجرد معاملات جانبية كان يخفيها عن والده) :

4 مليارات عند زوج أخته، ملياران عند زوج عمته، مليار عند صديقه (انتهى في قاموسهم عهد عشرات الملايين و مئات الآلاف)، يعرف أن ولد عبد العزيز لا يمكن حتى أن ينطق كلمة الاعتراف بممتلكاته بالأحرى أن يعترف بها.  لقد كان مسعود متشنجا لأنه كان في وضع مخجل و لو كانت لديه هذه الوثيقة لما تأخر لحظة في إبرازها لرفع الحرج عن نفسه:  لقد أصبح الرجل مطية سهلة الانقياد يعلقون عليها ما يشاؤون من أكاذيبهم و مؤامراتهم، مع الأسف.
  و من يتأمل معنى هذه الكذبة السخيفة بتعقل، يدرك أن ولد عبد العزيز أصبح يستشعر بكل وضوح مدى خطورة المأزق الذي وضع فيه نفسه ، فقبل لقاء مسعود بقادة المنتدى أطلق موقع صحراء ميديا سيلا من التنازلات في ثوب إطراء مهزوز المبررات، حمل بها ولد عبد العزيز مسعود ولد بلخير ، لم تلق أي اهتمام من ولد داداه رغم ما جاء فيها من مغازلة وده.. 



و نحن الآن بصدد استضافة قمة للجامعة العربية غير عادية ؛  
ـ غير عادية لأنها قد تكون مصيدة للحكام العرب ، تتكرر فيها قصة اختطاف كارلوس لوزراء أوبك في فيينا 1975 ، لا سيما بعد تسليم السلطات الموريتانية “سليمان كيتا” القيادي في تنظيم كتيبة خالد بن الوليد التابعة لحركة أنصار الدين التي يرأسها إياد آغ غالي، للسلطات المالية ، و ادعائها أنه تم القبض عليه من قبل السلطات المالية قرب الحدود الموريتانية . و قد تبين ـ كما جاء في موقع تقدمي ـ أن القبض عليه تم في مسجد تابع لجماعة الدعوة و التبليغ في الرياض.

  و لا شك أن الخلايا النائمة التابعة للتنظيم في البلد تبحث عن ثأرها.  و لا شك أن تحذير السفارة الأمريكية قبل أيام من وقوع هجمات إرهابية وشيكة في مالي لن يكون مطمئنا بعد سلسلة الهجمات الخطيرة التي عرفتها الدول المجاورة في الفترة الأخيرة ضد أماكن تواجد الرعايا الغربيين بالغة التأمين.  و كل التقارير الدولية الأخيرة تصنف موريتانيا منطقة بالغة الخطر، تحذر الدول رعاياها من التوجه إليها، معتبرين استقرار حالتها الأمنية خادع بسبب توغل الحركات الإرهابية و خلاياها النائمة في نسيجها و هي حقيقة لا تخفى على أي متابع للوضع في البلد، لا بد أن السفراء العرب ينقلونها لحكام بلدانهم. 

 


ـ و غير عادية لأنها أول قمة عربية لا يراد من ورائها أي شيء ..
ـ و غير عادية أكثر لأنها ستكون أول قمة للجامعة العربية لا يحضرها أي رئيس أو ملك عربي ..  و على المعارضة الموريتانية أن تتحمل مسؤولياتها بجد و تحذر الزعماء العرب من المشاركة في هذه القمة المصيدة؛ و تعرفون جميعا أن كل ما يهم ولد عبد العزيز هو فقط تلك المبالغ التي ستصله لتغطية تكاليف قمة رفضت كل الدول العربية استضافتها، لا يراد منها سوى إعلان أن الجامعة ما زالت على قيد الفشل.
على المعارضة اليوم أن تتحمل مسئولياتها في كل الشؤون الوطنية و أن تقرر أخذ زمام المبادرة في كل شأن وطني لأنها الوحيدة المسئولة اليوم أخلاقيا عن كل ما يحدث في هذا البلد.


سيدعلي بلعمش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى