العلاقات الموريتانية المغربية لا يحددها ولد عبد العزيز/ سيدي علي بلعمش

بعد ما كان الجاهل الثرثار ، المتملق أحمدو ولد عبد المالك ضيفا دائما منذ فترة طويلة، على فرانس 24 بصفة “المتحدث باسم حزب الاتحاد من أجل نهب الجمهورية” من دون أي اعتراض أو تصحيح من قبل العصابة الحاكمة التي يمثلها في فرنسا، يطل علينا اليوم البو ولد محم خيره  ليقول لنا إن ولد عبد المالك لا يمثل الحزب و ربما لا ينتمي إليه ، بعد ما تحدث الأخير بصوت عال عن ما يضمره من يمثلهم و يمثلونه في موريتانيا.


ما يحدث للجاهل الثرثار ولد عبد المالك اليوم سيحدث غدا للبو ولد محم خيره الذي يدعي أحقيته وحده في تمثيل حزب العصابة رغم أننا في موريتانيا ندرك أن لا أحد يمثل حزب العصابة غير ولد عبد العزيز و أن أي بو فيه يمنح وظيفة صورية سيتم التبرؤ منه حين يبوح خطأ (بدافع الجهل و التملق) بأي شيء مما يحدث أو يقال في أروقة عرين العصابة الخلفية: ما قاله ولد عبد المالك في برنامج فرانس 24 (وجها لوجه) من تفاهات متخبطة ، جاهلة ، متخلفة الأفكار، مرتبكة الموقف، مهزوزة المنطق هو ما يقوله ولد عبد العزيز و عصابته و يفعلونه و يفكرون فيه ، لكنها أمور لا يسمح البوح بها مثل كل أعمال العصابات فكان الحل ـ مثل ما تفعل العصابات دائما ـ هو التبرؤ من تمثيله لحزب العصابة و التشكيك حتى في انتمائه إليه.


لقد أبرق ولد محم خيرة إلى قناة فرانس 24 فور انتهاء الحلقة ببراءة حزب العصابة من تمثيل ولد عبد المالك و هذا لا شك هو ما يستحقه ذلك الجاهل المتملق. و نحن الشعب الموريتاني ننتهز هذه الفرصة بدورنا لننبه فرانس 24 إلى أن لا ولد عبد العزيز و لا ولد محم خيرة و لا حزب العصابة يمثلنا أما المغرب العارف أكثر بما يحدث في موريتانيا فلا نحتاج الاعتذار له لأننا متأكدون أنه يدرك جيدا أن ولد عبد العزيز لا يمثل إلا عصابته المعادية لموريتانيا قبل المغرب و المخطئة في حق موريتانيا و المغرب و الصحراء على حد سواء، مع اعتذارنا باسم موريتانيا إلى المغرب و جميع الأشقاء و الأصدقاء عن ما يرتكبه ولد عبد العزيز و عصابته من أخطاء في حقهم باسم موريتانيا البريئة منهم و من جرائمهم. 
 “موريتانيا توجه منظومتها الصاروخية إلى المغرب”!؟

من يسمع هذا الكلام لا بد أن يتساءل ، أي صواريخ يا ولد عبد العزيز؟ و استعدادا لمنازلة من؟  و بأي مناسبة؟ و دفاعا عن ماذا؟ و تهديدا لمن؟


و مخطئ من يعتقد أن في هذا الكلام ما يستفز أو يمكن أن يستفز المغرب التي تنظر إليه أو تستمع إليه على الأصح، بشفقة و سخرية.


إن خوف المغرب الحقيقي، العميق، الواعي جدا و بعيد النظرة هو ما عبر عنه الدكتور عبد الرحيم منار بوضوح و موضوعية و رزانة و هو أن “تتحول موريتانيا (الشقيقة، الموجودة على حدودها) إلى دولة فاشلة” و قد قالها الرجل بتحفظ بالغ و أدب كبير لأن المغرب أصبحت مرغمة ـ منذ وقت طويل ـ على التعامل مع موريتانيا كدولة فاشلة بالفعل حتى لو كانت تتحاشى إعلان ذلك بكل الطرق، أملا في أن تتدارك موريتانيا وضعها (على طريقتها) لأن المغرب ستكون أكثر متضرر من فشلها، عكس ما تعتقده العصابة الحاكمة التي تجهل السياسة و تجهل الحرب و تفتقر إلى أدنى حد من اللباقة الدبلوماسية.


إن دق الميكانيكي ولد عبد العزيز الغارق في نهب المال العام طبول الحرب في وجه المغرب يدعو حقا إلى السخرية ، إذا لم يكن يريد إدخال موريتانيا في مشكلة كبيرة ليستطيع أن يهرب بما نهبه من ثروات البلد أو يفكر بغباء في دخول حرب (سيعرف لو حدثت لا قدر الله، أنه لن يملك  الصبر عليها 48 ساعة) ليدخل البلاد حالة طوارئ تسمح له بالبقاء في الحكم.


و يخطئ ولد عبد العزيز إذا كان يعتقد أن الجزائر التي تدفعه إلى الاصطدام بالمغرب في لعبة لا يمكن أن يفهمها، ستدخل في مواجهة مسلحة مع المغرب من أجل عيونه. و يخطئ أكثر إذا ان كان يعتقد أنه يستطيع أن يحول الإيرانيين بعدائه للمغرب و السعودية إلى حليف استراتيجي يعوضه مساعدات الخليج التي يعتبر الآن أن منابعها جففت بسبب الضغوط المغربية.


و ينسى ولد عبد العزيز قبل أن يتهم المغرب بالضغط على مصادر تسوله، أن نظامه نصب العداء للمغرب و لولا حكمة المغرب لكانوا سحبوه بأرجله من القصر منذ فترة طويلة .. و عادى جار موريتانيا الشرقي مالي، و آوى المارقين عليها و دعمهم و تبنى قضيتهم .. و عادى السنغال و استفزهم و لوح في وجوههم بالحرب و الحصار فأداروا له الظهر و هم قادرون على الرد، مدركين أن أيام أمثاله معدودة و أن مصالحهم في موريتانيا دائمة.. و عادى فرنسا فحوله إعلامها إلى جحا القارة .. و عادى قطر فكشفت عن تسول زوجته باسم منظمتها الخيرية لتبين مدى انحطاطه و بعد تصرفاته من مستوى القيادة و الزعامة .. و عادى السعودية و الإمارات بعلاقات مع إيران ظل يستغلها للاستفزاز على طول مشوار تسوله الفاضح .. و عادى ليبيا بالتجسس على القذافي الذي كان يدعي الوقوف معه، في مهمة رسمية من فرنسا و بيع السنوسي …

لم يبق اليوم من صديق لولد عبد العزيز على وجه الأرض غير نظيره الطاغية “قاهر الأنهر الدكتور الحاج  يحيى جامي” (الذي لم يكمل تعليمه الابتدائي مثله) أما علاقاته بالجزائر و إيران فهي علاقات تبعية و وصاية، لا علاقات صداقة و ندية  و هي علاقات  مشروطة بطاعته و امتثاله و مفروضة بتهديده.


الحقيقة التي يتجاوزها الجميع و التي تعطي ما يحدث معناه و تفسر أبعاده بوضوح هي أن ولد عبد العزيز لم يكن مهيأ لقيادة بلد في القرن الواحد و العشرين. فماذا يمكن أن ننتظر من مثل ولد عبد العزيز غير مثل هذا التخبط الأعمى؟ :

“ولد عبد العزيز يوجه صواريخه إلى المغرب”؟؟

هل أصبح إعلام ولد عبد العزيز الأكثر غباء منه ، يستعجل نهايته إلى هذا الحد؟ 
هل يخشى رابع أقوى جيش عربي من مليشيات ولد عبد العزيز و ولد احريطاني التي فرض عليها بلعور (بكتيبة أقل من 150 رجل) أن تدفع له 20 مليون دولار سنويا مقابل عدم  مهاجمتها؟ 
أي سخرية هذه !؟

لا شك أن قرب نهاية ولد عبد العزيز ، بعدما ألزمته أمريكا بعدم الترشح لمأمورية ثالثة و وقفت فرنسا ضده بكل ثقلها و ذاق الشعب من ويلات نظامه ما ذاق، هو ما جعله يفكر بهذه الطرق الجنونية لأنه يدرك أن أي معجزة لن تفكه من إمضاء ما تبقى من عمره في السجن ، بعد ما ارتكبه من جرائم في هذا البلد من ظلم و نهب ثروات لم تعرف أي بقعة من الأرض مثله منقبل  و من جرائم ضد الإنسانية:  مقتل 13 موريتاني على أيادي أمنه، إطلاق ابنه النار على فتاة، إطلاق ابن عمه النار على بائع ماندارين و حمايته لهما ثم إطلاق النار عليه هو نفسه و ما يخفي من أسرار مرتكبيه الذين تمت تصفيتهم على الأرجح.. و ما ارتكبه خارج البلد أيضا (تزوير الدولار كما جاء في تسجيلات آكرا على لسانه و أكدته المختبرات الصوتية، رعاية المخدرات كما جاء في تصريحات النائب الفرنسي مامير، بيع السنوسي كما جاء على لسان النائب الليبي، رعاية الإرهاب كما جاء في الوثائق الأمريكية و أكده إطلاق سراح سنده ولد بوعمامة الناطق الرسمي باسم جماعة “أنصار الدين” المتحالفة مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي   و غيرها كثير من جرائم ولد عبد العزيز التي نصحو كل يوم على خجل إحداها). هذا ما يؤرق ولد عبد العزيز و يجعله يفكر بطريقة جنونية  : اتصل ولد عبد العزيز على الرئيس المصري يهنئه بحرارة و غبطة لا توصف في أولى لحظات إعلان الانقلاب على الرئيس التركي، ليتفاجأ السيسي بعد يومين برسالة تهنئة للرئيس التركي بمناسبة فشل الانقلاب ، تجاوز ثناؤه فيها على التجربة الديمقراطية التركية الفريدة ، كل حدود المبالغة: إن من يبحث عن منطق ولد عبد العزيز خارج حدود الجنون لا يفهم شيئا عن ما يؤرقه و يتحكم في سلوكه.


لقد “ظلمت” الأقدار ولد عبد العزيز حين أوصلته إلى كرسي الرئاسة في عقوبة من الله لنخب هذا البلد التي تحولت مع الزمن إلى أبواق نفاق لكل من يحكم ، ضاربة عرض الحائط بسمعة و مصالح بلد تفضل عليها بكل شيء و ضنت عليه بأي شيء بلؤم و عقوق عجل الله عقوبتهما. 

إن دخول ولد عبد العزيز في صراع مع المغرب لا يعني موريتانيا في شيء و لا أعتقد شخصيا أن المغرب يوليه أي اهتمام  و لا يحسب له أي حساب ، لكنه يظل أمرا مؤسفا أن يحدث باسم موريتانيا، حتى لو كانت المغرب تدرك بكل تأكيد، أنه لا يمثل موريتانيا و لا يحدد علاقتها بها. 

أما صواريخ ولد عبد العزيز و رتبة جنراله و ديمقراطيته و خيمة قمته و قمة خيبته فما هي إلا عروض هستيرية لمهرج فاشل مهمته الوحيدة أن يملأ  الفراغات بين فصول المسرحية.
   
 
  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى