صحفي يكتب بمرارة عن جرف مقبرة في قلب العاصمةـ صورة

altالزمان انفو ـ اطلعت اليوم على واحد من جوانب الاهمال الحكومي في عاصمتنا الاكثر إيلاما على الاطلاق. مقبرة دفن فيها مئات -ان لم يكن آلاف الاطفال- تم جرفها في أيام من قبل جرافات ارسلتها السلطات دون مراعات حرمة المقبرة، ودون مراعاة مشاعر أهالي الاطفال المدفونين هناك، في قسوة وتفرد في القرار لا مبرر له على الاطلاق.

تقع المقبرة بين “مركز الاستطباب الوطني” و”مركز نقل الدم”، وسط نواكشوط وتسعى السلطات بحسب بعض الروايات لبناء ملحق للمستشفى المركزي وسكن لبعض الأطباء في المساحة التي كانت مخصصة للمقبرة، او تحويلها الى مخازن يتم تأجيرها لرجال الأعمال لتخزين البضاعة بحسب رواية أخرى. المؤسف في الموضوع هو جراءة السلطات على المقابر التي توجد في مساحات مهمة في قلب نواكشوط، وان يتم جرف هياكل بشرية صغيرة وشواهد القبور والتخلص منها في مراكز تجميع النفايات. يمكن فهم “التطاول في البنيان” والجشع وبيع المساحات المهمة في مركز المدينة، لكن لا يمكن فهم كيف ستكون الصدمة بالنسبة لأم ستعلم يوما ان رفاة ابنها، لم تسلم تحت الأرض، وان الجرافات طحنتها دون حتى ابلاغها بامكانية نقل هذه الرفاة الى حيث يمكن ان تزورها يوما، لينضاف الم الى ألم وحزن الى حزن. قبر “خديجة بنت الحسين” وهي طفلة دفنت هناك، هو آخر قبر يقف شاهدا على هذا الإجراء الغريب من نوعه، والذي تم دون إعلام الأهالي الذين ربما يجب ان يعيشوا دون أمل حتى بزيارة قبور أطفالهم الذين رحلوا مع براءة الدنيا التي تنتهكها اليوم بشاعة الاجراءات الحكومية. وحده قبر هذه الطفلة “خديجة” لا يزال سليما وعليه ينتصب شاهد كتب عليه اسمها، رغم انه في وسط المقبر، وقد بقي شامخا لسبب مجهول، هناك يذكر من يأتون لطمس معالم المقبرة انها “مقبرة اطفال لم يرتكبوا ذنبا”. قبر خدجة لن يبقى هناك لوقت طويل، ستعود الجرافات قريبا لتسوية الأرض، ويبدأ عمال البناء في عملهم.

 

من صفحة الصحفي الشهير الربيع ادومو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى