رئيس غير طبيعي/أحمد ولد الشيخ

altفى حين أنه كان من المفروض أن يكون بين نظراءه فى كينشاسا حيث قمة الفرانكفونية، فهو من يهوى الأسفار عديمة الفائدة، تعرض ولد عبد العزيز وهو عائد من رحلة إلى الصحراء لإطلاق نار قيل رسميا إنه عن طريق الخطأ. أصيب فى البطن ونقل فورا إلى المستشفى العسكري حيث أجريت له عملية جراحية.

كانت الساعات الأولى مليئة بالأخبار المتناقضة التى وصلت إلى أسوأ الاحتمالات. فى حين كان الإعلام الرسمي غائبا تماما عما يجرى. وبعد وقت قام بانتزاع وزير الإعلام من سريره ليقدم رواية مفادها إن إصابة الرئيس بسيطة ونتجت عن خطأ ارتكب من قبل فرقة من الدرك دون أن يراعي أن الكلام الذي يقوله لا يقنع أحدا. كيف يمكن لرئيس الدولة أن يتجول بسيارة مموهة فى عمق منطقة عسكرية دون أن يأخذ الاحتياطات اللازمة؟ ولما ذا لم يتوقف عند أول طلقة تحذيرية؟ هو عنيد ومعتز بنفسه لكن على الرغم من ذلك هو فى طريق العودة كما قيل ويعرف أن هناك منطقة عسكرية وخطرا محتملا فلماذا لم يأخذ حذره؟

ويظل السؤال كيف يمكن لضابط أن يطلق النار على هدف قريب جدا دون يصيبه إصابة قاتلة، إلا إذا كان مستواه فى الرماية ضعيفا للغاية. تم إجلاء الرئيس إلى باريس بعد عملية ناجحة. ظهر ولد عبد العزيز على التلفزيون لطمأنة المواطنين على حالته الصحية. بدا متعبا ويتكلم بصعوبة، لكن الطبيعة تخشي الفراغ. لقد أرسل رسالة لأولئك الذين يريدون دفنه قبل الأوان ليؤكد لهم أنه ما زال هنا، ولن يتنحى عن سلطته، لكن فى انتظار عودته من سيمسك بالبلد؟ الدستور الذى أنجز فى عهد ولد الطائع لم يشر مطلقا لحالة الفراغ المؤقت فى السلطة، والحظ الأوفر هو للمجلس الأعلى للأمن المنبثق عن المجلس الأعلى للدولة اللجنة العسكرية السابقة بأن ينبعث من رماده ليدير شئون البلاد لحين عودة الرئيس. على الأقل لم يسلم الرئيس السلطة للمجلس كما حصل مع داديس كمارا بعد إصابته فى غينيا. المقارنة فيها بعض المجازفة لكن سلوك رئيسنا ليس طبيعيا مطلقا. لا وصوله إلى السلطة بعد الإطاحة بالرئيس لأنه أقاله ولا نجاحه فى الانتخابات فى شوطها الأول ولا الأسلوب الذي يدير به البلد بالأمر المنطقي.

عندما وصل هولاند إلى الرئاسة فى فرنسا وصف بالرئيس الطبيعي، أما نحن فلدينا رئيس شاذ.(ترجمة:الصحراء)

Ahmed OULD CHEIKH

Le CALAME N° 853

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى