وعد علينا (…) / سيدي علي بلعمش

الزمان أنفو _

قبل أيام أسترد السودان ثلاثة مليار دولار من مصارف في الإمارات و السعودية وحدهما، من سرقات الرئيس الفقير (وحيد القرن) حسن البشير ، بعد جبل خزائن العملات الصعبة الذي اكتشف في قصره..
و قلائل هم من يصدقون اليوم
ما رأوه بأعينهم في قصور الرئيس التونسي الأسبق آبن علي، من نوادر الجواهر و الأحجار الكريمة و العملات المكدسة..
و حين يأتي دور اللص رئيس الفقراء ، ولد عبد العزيز ، سيفهم العالم أجمع لماذا هم فقراء و كيف لا يكونون فقراء إذا كان هذا اللص المحتال (عر) هو رئيسهم !؟
لا حدود لبشاعة رؤساء و ملوك العرب و لا حدود لصبر الشعوب العربية على تحمل القهر و الإذلال..
لكن، لماذا تساقطهم اليوم مثل أحجار الدومينو ؛ القذافي، ابن علي ، علي عبد الله صالح، البشير، عزيز …!؟
هذا ما ننبه إليه النظام الموريتاني الوليد. و هذا ما نحذره من الوقوع في مصيدته حتى لا نقول لخروجه منها و سنقولها إذا لزمت، بلا خوف و بأقل قدر من تحفظ.
……….
من أهم فوائد لجنة التحقيق البرلمانية التي جعلتها شبه مطلب المعارضة الأوحد أو الأهم (Rfd, Ufp, Unad) و التي يجهلها الكثيرون، أن قرار تشكيلها ، كان رسالة واضحة للخارج ليدرك أن عزيز كان لصا.
و ما سيأتي من تفاصيل قذرة ، سيفهم العالم من خلاله -حتما- أي لص كان ولد عبد العزيز ..
بمجرد تشكيل هذه اللجنة، أرسلت كل السفارات المعتمدة في نواكشوط لبلدانها ، أن النظام الموريتاني شكل لجنة تحقيق برلمانية ، لمتابعة جرائم نهب ولد عبد العزيز و عصابة حرابته لثروة هذه البلاد الخاوية اليوم على عروشها و الغارقة في المديونية الخارجية حتى النخاع بشهادة كل هيئات العالم المعتمدة و المتخصصة.
و ستكون هذه الدول (و الغربية منها على وجه الخصوص)، مستعدة للتعاون مع أي لجنة من أجل تجميد و استرداد كل ممتلكات البلد من ولد عبد العزيز و أفراد أسرته و المتهمين من حاشيته من أقارب و وزراء و رجال أعمال (شركاء) و أسماء مستعارة..
و هناك الآن – بعد فتح هذا التحقيق – عدة منظمات غير حكومية ذائعة الصيت و أخطر من كل الدول ، متخصصة في تقفي آثار فساد الأنظمة بكل أشكاله (transparency international, publishwhatyoufund, Fact coalition, global witness, Charmian hooch, Global financial integrity, Sherpa, Organized crime and corrupting project, Law soc human rig )، ستكون مستعدة -مجانا- للتعاون مع أي جهة موريتانية رسمية كانت أو غير رسمية لتتبع ممتلكات عزيز و كل أفراد أسرته و معاونيه و كشف طرق تحايلهم (تعدد الأسماء، تسجيل الممتلكات بأسماء آخرين، اختيار بلدان التهريب …)
تلك، بغض النظر عن أهمية نتائج اللجنة المحلية، هي الغاية التي لا يدركها الجميع . و قد لا تدرك اللجنة البرلمانية أن عمل هذه المنظمات سيكشف حتما أي تقصير في عملها بما يعرضها للمساءلة القانونية هي الأخرى.
هذا من ناحية و من أخرى، يعرف الشعب الموريتاني كله أن ولد عبد العزيز لا يمتلك غير حمام بدائي قرب المدرسة 2 في لگصر ، بلا ترخيص و لا يستجيب لأي معايير صحية . و كل ما يملك اليوم خارج هذا الحمام القذر ، من قصور و مزارع و عقارات في الداخل و الخارج و بنوك و شركات تأمين و آليات ثقيلة و أرتال السيارات و كنوز مجوهرات مدفون في الرمال على GPS، كلها ممتلكات الشعب الموريتاني المنهوبة و أي نظام محاسبة آخر هو نظام مغالطة عبثي : لا يستحق ولد عبد العزيز محاكمة عادلة و لا منصفة لأنه لم يعط هذا الحق لغيره طيلة اختطافه للدولة (… و العين بالعين)
لا أحد يعرف ما تخبئه الأيام القادمة، لكن المؤكد أن ولد الغزواني سيكون أسوأ بلاء عرفته موريتانيا على امتداد تاريخها ، إذا لم يحاسب ولد عبد العزيز حتى على جريمة تزوير شهادة ميلاده ..
و وعد علينا و على كل من نعرفهم من أحرار هذا البلد ، أن نعادي ولد الغزواني و نظامه حتى آخر قطرات من دمائنا و أن نواجه نظامه بكل ما نملك من قوة ، إذا لم يحاسب هذا المجرم و عصابة خرابه التي نهبت بلدنا بلا رحمة و أذلت شعبنا و استباحت بكل حقد موروث بلادنا و شوهت بكل سوء نية تاريخنا و أمجادنا في عملية مسخ منظمة ، عجزت أن تخفي هدفها الحاقد المتمثل في تركيع شعبنا من أجل بقائهم في الحكم..
لا نامت أعين الجبناء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى