نكتة حرية الصحافة الموريتانية / سيدي علي بلعمش

الزمان أنفو _

كيف تكون لدينا صحافة حرة في هذا البلد ، إذا كانت الصحافة تجهل حقوقها و السلطة لا تريدها صحافة و الشعب يعتبر الفوضى أعلى مراتب الحرية..!؟
– الصحفي في موريتانيا هو أكبر جريمة في حق الصحافة : لا هو صحفي بالتكوين و لا هو صحفي بالموهبة المؤطرة و الموجهة و لا هو على الأقل إنسان متعلم يكلف بمهام يتم تصحيحها من قبل عارفين بالشأن قبل وصولها إلى القارئ..
– المؤسسات الإعلامية في البلد هي ثاني أكبر جريمة في حق الصحافة : ليس من بين هذه المؤسسات (بغض النظر عن كل عيوبها المهنية) ، مؤسسة واحدة تستطيع الاعتماد على نفسها (ماديا) مدة ثلاثة أشهر و ليس من المنطقي أن تعتمد في استمراريتها على مساعدات النظام و تكون في نفس الوقت موجهه الأخلاقي و السلطة الرادعة له!!؟
– و على من يريد أن يفهم المعايير “الفنية” لاختيار مكاتب نقابة الصحافة و روابطها و سلطتها العليا ، أن ينظر إلى تاريخ و تكوين و انتماء أصحاب هذه الحظوظ المعروفين جدا من فبل الجميع ، لا أن يقع في فخ النصوص المنظمة لهذه الهيئات المعدة على المقاس.
فكيف نحصل على أي مستوى من حرية التعبير في بلد ليس فيه من يريدها و لا من يحتاجها ؟؟
لو سألتم أين سيكون هؤلاء لو كانت هناك صحافة و حرية ، لتفلت الجواب من كل شيء من حولكم .
تتكلمون عن حرية الصحافة كما لو كُنتُم في السويد، و عن حق التعبير، حد التهويل و “المفسدة المطلقة” !!
أي مغالطة هذه في بلد تنسى فيه الصحافة أن ليس من بينها من يمتلك أي حق في الوصول إلى المعلومة ، لا على مستوى السلطة التشريعية و لا التنفيذية و لا القضائية !؟
فماذا بقي لتتكلموا عن حرية الصحافة و ماذا تعنون بها؟
من يستطيع اليوم في هذا البلد أن يغطي حدثا يزعج السلطة من دون مصادرة آلاته و التنكيل به في الشارع على مرأى من الجميع ؟
عن أي صحافة تتكلمون و عن أي حرية؟
لا يخلو يوم في هذا البلد من توجيه أحد “الصحفيين” (صادقا أو كاذبا.. دفاعا عن الوطن أو لأمر في نفس يعقوب) تُهمَ فساد و إفساد لمسؤولين و مؤسسات ، من دون فتح تحقيق لردع الصحفي أو معاقبة المسؤول أو المؤسسة !
فمتى كان معنى حرية الصحافة أن يقول الصحفي ما يشاء و يفعل النظام ما يشاء؟
كل حديث اليوم في هذا البلد عن حرية الصحافة أو حرية التعبير ، إساءة إلى حرية الصحافة و حرية التعبير ؛ إساءة بأسئلة الصحفي الغبية و إساءة بردود من يجيب عليها ، بالتواطؤ في أكثر الأحيان و بالتحفظ في أفضلها..
الحربة الوحيدة المُشبعة معنى و ممارسة في هذا البلد هي حرية الفوضى التي يحولها النظام متى شاء إلى أغلظ عصى للردع و
متى شاء يحولها إلى أبدع معاني الفضيلة و الحرية و التسامح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى