المتمردون…….!

كتبت الدهماء:

المتمردون.
…….ا
يتزايد صراخ المتمردين،.. وتطغى أصوات الذَّات العصبية، بين منافح عن قضية نبيلة يغلفها بنزعة فئوية، ومتصامم عن نفس القضية النبيلة دافعه عاطفة رجعية مكابرة..

الصراخ مزعج .. لكن من باب الصدق مع النفس حرك الرَّاكد من أمراضنا، .. فصراخ بيرام أعاد النظر في التعامل مع لحراطين، وصراخ بنت خيطور نقل اسم لمعلمين لواجهة الاهتمام.. أهو نضال صادق أم اصطياد زعامة ومنافع؟.. لكل منا رأيه.. ش اتخصر گاع إلعادت “رب رمية من غير رام”، المهم أنْ يُحرِّكوا الرَّاكد بأدوات حكمة لا تستخلب التَّضاد الاجتماعي..

في سبعينات القرن الماضي، مَثُل أحد أعيان قبائل الصحراء الغربية أمام مسؤول أممي افريقي وصرَّح بأن الصحراء محتلة، بعد سنوات مَثُل أيضا في نيويورك أمام نفس المسؤول (ولاهُ عارفو) وصرح بأن الصحراء مغربية، فنبهه الموظف الأممي من خلال المترجم إلى تناقضه في التصريحين فقال الوجيه للمترجم:« گولو شقدالو، يگلع مولاه، هو لاهي إحولْ بيني امع انعدل طشه من همي؟»…. هذا حتى لا أقول إنَّنا كالمسؤول الأممي، نعرفهم جيدا، ونعرف ما في الزَّوايا من خبايا.

تمرد المعلومة.

إيگيو وظيفة،.. هكذا كانت،.. هذه الوظيفة حَدَّدَت انتماء صابحها لما سيكون طبقته طيلة حياته برغبته أو بدونها،..

إيگيو، شخص مُمَجِّد ، يُتقن فنَّ التعبير، يحفظ ذكرى علية قومه ويرفع ذكرهم، وأداة لهيبة صيتهم، حافظ للأنساب والهوية الشفوية، مُفاخر بالملاحم إن وجدت، أو مُختلق لها شعرا ونثرا إن لم توجد،.. هذا “المُمَجِّد” ملتصق بممجده، وكلاهما يمارس سلطة معنوية تجاه الآخر ويفقد قيمته بفقدانه..

إيگاون أيضا ندماء ترفيه للنبلاء وحاشية مقربة، أكثر من غيرهم، أكثر من “لمعلمين” مثلا أو “لعبيد” نظرا لطبيعة خدمتهم..

يولد إيگيو مُمَجِّدا بالغالب، ولا يولد فنانا بالضرورة، إذ يكتسب الفن حسب قُدرات صوته وقبوله،.. لكن إيگيو قد يكتسب أيضا الوعي والتَّمرد على وضع غير مُجبرٍ على الثبات عليه قسرًا، وغير مُكره على التحجر في هويَّة خلقتها حيثيات محسوبة لظروف غابرة، وليست أصلاً ولا عرقا.

من حق إيگيو التحلل من جلده القديم العالق فيه امتثالا لإرادة امتَهَنَـتْه بالأمس بالقوة أو تُذلّه اليوم بالتصنيف،.. من حقه نبذ ممارسة لم تعد تستهويه أو تلائم طموحه..

هذا التَّـقييد القسري في الماضي يتمسَّك به بعضنا نفسيا خوفا على منظومة الثقافة التقليدية من التفكك، والتي هي أحد أعمدة ثقافة البظان المركزية والسائدة .. فحراسة هذا التراث لا تستلزم استمرار شريحة في استنساخ سلبيات وجودها أصلا.

اشلاهي انواسو الزمن دافع للگدام.. ولا ينفع فيه انتير اللورا …الأولى أن تنتقل وصايتهم الشعبية على التراث إلى وصاية مؤسسية متخصصة وحافظة له بالتقنية.

يحتفظ بعض إيگاون بروابطهم التليدة بقبائلهم، التي تحتفظ لهم بامتيازات معنوية وشرفية، ويحملون هويتها الاجتماعية عند التعريف بهم، تماما كبقية الشرائح ليقال: «إيگاون الفلانيين» (نسبة لحاضنتهم القديمة)..هذا حتى اليوم… لكن طبيعة الانتماء تبقيهم أيضا خاضعين لرغبات “الفلانيين” هؤلاء واسقاطاتها التاريخية.

شخصيا أدعم المعلومة في تمرّدها، وفي نصحها لأبناء جلدتها بالارتقاء عن تمجيد القبائل والمكونات، وعلى يقين بأنها في هذه أكثر صدقا، اتهيدين مبتذل وسلعة تافهة .. واستنكر كل عنف لفظي أو معنوي أو نفسي يمارس ضد أيّ شريحة، وأدعم كل حقٍّ باسم المواطنة.
لكن، من سيرشد هذه الرغبات المتفلّتة من عقال “السّخط” قبل تدافعنا في محطة عنق الزجاجة؟ ،.. هل هي قوى التنوير التقدمية، وقد رأيتُها تُمجد قبائلها وتأخذها الحمية لشرائحها، ويغطّي العفن رموزها في الوظائف ومجالس الإدارات ، ويتسابق شبابها لاصطياد الصفقات ولعق الأحذية، ويلعب بعضهم دور نفس “المُمجِّد” الذي تتمرد عليه المعلومة، وبمقابل رخيص.

أخيرا، أتمنى الرقيّ بالخطاب حتى لا تخسر هذه المظالم سِلْمية المتعاطفين معها باستعدائهم وتنفيرهم بالشحن المُؤْذي.

تحياتي

الصفحة مازالت مقيدة التصفح .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى