حتى يكون المشروع الإسلامي مشروع أمة

التحدي الذي يواجه المشروع الإسلامي لن يأتي من قلة أتباعه ولا من إعراض الجماهير عنه، ولا من كثرة المناوئين له، ولا من قوة المشاريع المناهضة له، بل إن التحدي الحقيقي الذي قد يواجه المشروع الإسلامي هو قدرة هذا المشروع على أن يتحول إلى مشروع..

 يعبر عن ضمير الأمة بصدق، ويجسد تطلعاته بحق؛ ولن يكون ذلك إلا إذا أحست الأمة – بالفعل – أن هذا المشروع ملك مشاع لجميع أفرادها، وأنه ليس مشروع فرد معين أو جماعة ضيقة، لأن المشروع الحضاري الذي يستمد مرجعيته من هوية المجتمع قد يفقد وظيفته الاجتماعية ودوره الحضاري عندما يصبح ملكا لجماعة ضيقة تحمله وتدافع عنه، وهذا ما عبر عنه راشد الغنوشي منذ عقود بقوله:” لقد نما النقد داخل الحركة وكان للعقلانية دور مهم في ذلك إضافة إلى ضغوط الواقع والشعور بعزلة الحركة نتيجة للانكسارات التي أحدثتها في علاقة الفرد مع وسطه حتى غدا التوتر والعزلة سمتين لأغلب العاملين من أبناء الحركة في علاقتهم بمجتمعهم نتيجة لعنف المنهاج الإخواني السلفي في تعامله وغربته عن الواقع”. وهذا ما يفرض على حملة المشروع الإسلامي 1) المراجعة المستمرة لمشروعهم الحضاري فكريا وسياسيا واجتماعيا وفق المتغيرات الوطنية والدولية حتى لا يصبح مشروعا مثاليا .

2) الارتفاع عن الولاء الحزبي للجماعة الضيقة إلى الانتماء الواسع للمجتمع

3) تنمية رصيد الثقة مع المجتمع، وهو ما يقتضي:

‌أ. طمأنة المجتمع بأن المشروع الإسلامي ليس خطة حزبية تهدف إلى سيطرة مجموعة سياسية على “السلطة” أو “الثروة” بل هو مشروع مجتمع يهدف إلى حماية الهوية الوطنية، وتحقيق التنمية.

‌ب. إشعار المجتمع بأن هذا المشروع قادر على تلبية حاجاتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والاستجابة لتطلعاتهم النفسية

‌ج. الابتعاد عن الدخول في أي خصام مع هوية المجتمع الوطنية ومرجعيته الثقافية، من شأنه أن يجعل أغلب أفراد المجتمع أو قادة الرأي والفكر فيه ينظرون إلى المشروع الإسلامي وحملته بريبة، أو يصغون إلى كلام أعدائه باهتمام.

‌د. التحلي بالأخلاق الإسلامية، ومراعاة الأخلاق المدنية ” الإتيكيت ” قولا وفعلا وسلوكا

ذلك أن رصيد أي مشروع إسلامي هو ثقة أفراد المجتمع به وإيمانهم بقدرته على حل مشاكلهم اليومية وتحقيق ما يتوقون إليه من سعادة وحرية ورفاه في الدنيا، وفوز برضا الله في الآخرة

[email protected]

محمد المهدي ولد محمد البشير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى