هل العقد، وراء هذه التصرفات المقرفة؟

altهل يبلغ ببعض المعقدين، من ظلم المجتمع وتهميشه واحتقاره أحيانا درجة الإساءة لدين الله، عبر حرق بعض الكتب الإسلامية أو عن طريق التحامل على ذات ومقام سيد الخلق وخاتم المرسلين محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم؟.

قبل فترة كان المقدم على حرق الكتب الإسلامية، من فئة الأرقاء السابقين، ومعه جمع من الأشرار المتطرفين، وهذه المرة مع آخر من فئة “لمعلمين”، رغم بساطة أزمة هؤلاء من جراء استهزاء بعض الجاهلين، الذين لا يدركون الدور النبيل لهذه الفئة المظلومة “لمعلمين”، دون أن تصل معاناتهم إلى خطر الإستعباد وآثاره المرة المذلة فعلا، على الأقل بالنسبة لمن عايشها عن قرب وبصورة فعلية مباشرة.

 

إنه سؤال مشروع، له جواب معروف بالنسبة لعقلاء الطرفين المذكورين، فلا الإسلام جاء بالعبودية وإنما سعى للقضاء المطلق عليها، ولو كان ذلك في بادئ الأمر تدريجيا، بناء على ضرورة المرحلة، وشجع تشجيعا على إلغاء وتجاوز هذه الظاهرة المشينة.

 

ثم إن رسالات الله لم تكن مشجعا لإحتقار بعض الناس، أو تقديس البعض على حساب البعض الآخر، إلا بسبب من التقوى والعمل الصالح.

 

لقد كان نبي الله إدريس عليه الصلاة والسلام نجارا، وكان خباب بن الأرت نجارا، وهو الصحبي الشهيد الشجاع، عكس ما يروج له، ظلما وعدوانا، وحربا نفسية تركت الأثر.

 

إن الله لطيف بعباده عدل بر حكيم، ودينه منهج شامل لكافة الفضائل والقيم، وهو شرع الخلاص وإصلاح أحوال الناس أجمعين، بغض النظر عن استعباد البشر بعضهم لبعض، أو إحتقار بعضهم البعض.

 

لا غرابة أن الظلم الإجتماعي، لا يولد إلا الرغبة الجامحة في رد الظلم، ولو بظلم أكبر، مثل ما حصل في حالة الإساءة لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم هذه المرة، أو حرق بعض الكتب الإسلامية، مهما كان الجدل المدعي، حول بعض ما ورد فيها، من أحكام في شأن الرقيق.

 

ينبغي الفصل بين عقليات المجتمعات، في مختلف الأزمنة والأماكن والبقاع وبين مبادئ الإسلام العظيم، الذي يشع عدلا ورحمة وإحسانا للجميع، حتى الجمادات.

 

وأما التصور بأن الإسلام وفقهه الصحيح أو تراثه الصقيل ساهم في استعباد البعض أو احتقار البعض الآخر، أو ما سوى ذلك، فذلك محض جناية على دين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، المعصوم المزكى من قبل الخالق جل شأنه.

 

قال ربنا سبحانه وتعالى: “وإنك لعلى خلق عظيم” سورة القلم.

 

إن الإساءة لرسول الله صلى الله عليه إساءة لله ولكتابه ولدينه ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وإساءة للأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين وسائر الملائكة والأخيار من خلق ولسائر الأمة.

 

وإساءة للحق ورب الكعبة، فبأي حق يتحامل شاب مجهول سقيم العقل خبيث النفس على سيد الخلق وحبيب الحق صلى الله عليه وسلم.

 

إنه أمر جلل مهين، يحرك العرش الرباني، ويهدد بأقسى العقوبات العاجلة الدنيوية قبل الأخروية، إن نحن سكتنا عن تغيير هذا المنكر العظيم المخيف.

 

إنه ورب الكعبة لمؤشر خطير على سوء استخدام حرية التعبير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

إن السكوت والتهاون في شأن بيرام، عندما حرق الكتب الإسلامية، ومازال يتبجح ويحسب ذلك مفخرة -والعياذ بالله-، أطمع في ديننا السفهاء، من أمثال ولد امخيطير وغيره، اختاره الله إلى الجحيم في الآخرة، والوباء والسقم الدائم ما حيي، قبل أن ينفذ فيه حكم الله العادل الحاسم إن شاء الله.

 

إنني أدعو المسلمين للذود عن دينهم، إن لم تكن الدولة قادرة على فعل ذلك، فلا مجال للعبث بدين الله وحرمات رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

اللهم لا تمهل السفهاء، ما رضوا بالإساءة لدينك أو رسولك صلى الله عليه وسلم، اللهم اجعلنا فداء لهذا الإسلام العظيم الخاتم المقدس.

 

إن الكلاب التي تنبح بالإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لتراثنا الإسلامي جديرة بالإسكات في المهد، قبل أن يستفحل الأمر إلى ردة جماعية وسكوت جماعي مخزي، ومستدع لعقاب جامع من قبل رب الأرض والسماء. قال الله تعالى: “واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة” سورة الأنفال.

 

إننا على أعتاب ذكرى مولد سيد الخلق وخاتم المرسلين محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم، فلتكن مناسبة للرد عن حياض الإسلام وشخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم المعصوم الصادق المصدوق، صاحب الخلق العظيم، ولنظهر ما نكن من محبة عميقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولنذكر بسيرته العطرة في كل بيت وتحت كل شجر ومدر.

 

إن الزمان كله والمكان كله مناسب لذلك، والظرف الزمني لميلاده صلى الله عليه وسلم فرصة مواتية لمحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليردوا عن دين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم السهام المسمومة، الكثيرة المتكاثرة من كل حدب وصوب.

 

فما بالكم لو كان المساء إليه آباؤكم وقبائلكم أو أعراقكم، فكيف يكون ردكم الشديد الفائر المتطرف أحيانا، فكيف بالسكوت على الإساءة لسيد الأسياد وخاتم الرسل صلى الله عليه وسلم ودرة الخلق أجمعه.

 

اللهم اقطع أصابعه ودابره في الدنيا قبل الآخرة، وافضحه في نفسه وعقبه، ما ذكر له إسم أو رسم،اللهم لا تدع له خلا ولا صديقا ولا معينا، واجعله عبرة لمن يفكر في سلوك هذا الطريق السافل الغريب.

 

نشكر لأهل نواذيبو هبتهم ضد الإساءة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وندعو جميع الكتاب والدعاة والشباب والنساء والأطفال وسائر المسلمين إلى التنديد الشديد بهذا التصرف المسيئ، من طرف من سمي “ولد امخيطير” والذي يقبع لله الحمد في سجنه المستحق، ونرجو له المزيد من العقوبة وفق شرع الله، ودون تأخير لمحاكمته لإحقاق الحق وإزهاق الباطل، بإنزال أقسى العقوبة جزاء، ووقاية مما هو أدهى وأمر، لا قدر الله.

 

فالبعض يتلاعب بحرية التعبير، ويحسب الأمر هينا، والله المستعان.

 

إن ما يقع من إساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ببرودة أعصاب، وإساءة للكتب والتراث الإسلامي، أحداث تؤشر بقوة إلى أحداث ووقائع منتظرة أشنع وأقسى، إن لم نبادر إلى هبة جماعية جادة ومدروسة ومتواصلة، عسى أن نستدرك بعض ما يتتالى من انحدار نحو المجهول في حساب البعض، المعلوم في توقع أولي الألباب.

 

فالعولمة قتلت الكثير من القيم والحياء، وفي الحديث الصحيح “إن مما أدرك الناس من كلام النبوة، إذا لم تستحي فأصنع ما شئت”.

 

إن تحرك البعض بحماية الخارج، بحجة المطالبة ببعض الحقوق المشروعة، وهو في سبيله هذا، ينتفخ ويزداد حقدا وابتزازا واسترزاقا باسم المعاناة، وكتابة آخرين عن مواضيع مخلة وصلت باسم حرية التعبير إلى جناب سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، كل هذا يعني خطرا قادما، بات قاب قوسين.

 

إن النظام الفاشل الضعيف، إلا ضد الصحافة والسياسيين الملتزمين، هذا النظام المتلاعب بمصالح الأمة، أصبح أيضا يتلاعب بحرماتها وقيمها ودينها، يتلاعب بقضية الكتب الإسلامية المحروقة فجورا واستهزاءا بدين الله، وكذلك بسكوت رأس النظام على الإساءة إلى سيد المرسلين وخير الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم.

 

فلماذا لا تجتمع الحكومة بصورة استثنائية، وتستنكر بصدق وقوة، فلا يكفي ما حصل من إعتقال خجول، فلقد خرج الابن الفاجر من عباءة النظام نفسه، وهو ابن حاكم نواذيبو، الذي يبدو أنه -والعياذ بالله- كان  لا يحكم إلا بيتا خربا، من جراء الفسوق وطغيان الكراهية لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

إن الأب الذي لم يتبرأ حتى الآن من تصرف ابنه، بصورة مكتوبة وصريحة وعلنية، شديدة الإنتشار في كافة وسائل الإعلام، ينبغي أن يقال فورا دون تأخير.

 

يا عزيز تحمل اسم محمد، فمالك لا تفخر وتدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

أخرج هذا الحاكم الساكت عن الحق من وظيفة حاكم نواذيبو.

 

وانقل السجين إلى نواكشوط، وحاكمه بحسم وسرعة، وبما يليق بمقامه صلى الله عليه وسلم.

 

كما أن بيرام ينبغي أن يرجع إلى السجن -إن واصل المفاخرة بحرق الكتب الإسلامية-وذلك دون تردد أو حساب آخر.

 

بيرام وأنصاره، ممن حضر المحرقة، تعرضوا للتراث الإسلامي الغالي، و”ولد امخيطير” تعرض لمقام عال لا يليق به إلا المدح والتبجيل والتقدير، وكل هذا رده المناسب الإسكات الفوري، حتى لا يعدو على حياضنا السفهاء والجهلاء والضلال.

 

فما كل الناس محب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يقف عند حرمات الله وحدود دينه توقيرا واحتراما وإلتزاما كاملا، عن رضى وإرتياح وإيمان راسخ ثابت.

 

إنني أدعو إلى تشكيل تنظيم دفاعي مشرع لدى السلطات، ينتمي إليه كل راغب، على أن يعلم الشرع الإسلامي وفنون القتال، فيرد هذا التنظيم فوريا بعد صدور حكم قضائي سريع غير قابل للطعن، ضد كل إباحي أو متعرض للكتب الإسلامية أو أي ذرة من التراث الإسلامي أو مسيئ للرسول صلى الله عليه وسلم.

 

وليسمى هذا الفيلق العسكري المطلوب بإلحاح “جند الله”.

 

فهذه الأرض للإسلام مهد      وليست لليهودي أو الشيوعي.

 

كما قال الشاعر بته ولد باباه إمام الجامع الكبير بتكند في وقت سابق أيام بواكر الصحوة الإسلامية في أطار

عبد الفتاح ولد اعبيدن المدير الناشر ورئيس تحرير صحيفة “الأقصى”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى