بيان: تسخير اجهزة الدولة لدعم ولد غدة فى إهانة وتجويع الحمالة

السيد رئيس الدولة، نحيطكم علما بأن قرابة ستة آلاف عامل في ميناء الصداقة يتهددهم اليأس ويتملكهم الجوع ويشعرون بالإهانة و الإذلال و هم يواجهون رجلا واحدا ، يبدو أنه أقوى من الدولة و أهم من بقية المواطنين و أحرص على مصلحته الشخصية منه على حياة البشر! إنه السيد سيدي محمد ولد غده ، صاحب شركة الإيراد و التصدير (تريكوم )

منذ ستة أشهر عندما أبرمنا اتفاقا مع الموردين برعاية سامية من الدولة ، بموجبه حصل الحمالة على زيادة متواضعة في سعر الحمل و التفريغ ، قامت شركة (تريكوم) بانتهاج سياسة تجويع للحمالة و تجفيف منابع رزقهم ، تمثلت في إخراج البضائع في الحاويات (sortie TC ) و إفراغ حمولتها بعيدا عن أعين الجمارك في مخازن خصوصية في المدينة يعمل فيها مئات العمال الأجانب (الماليين و السينغاليين …)

ليكن في علمكم أن هذه الشركة أو على الأصح هذا الرجل لوحده يتحكم اليوم في 90 % من ما يصل الميناء من المواد الغذائية ، و أن كل ما يستورد الآن يصل في الحاويات منتهكا بذلك كل القوانين و الأعراف . فبدلا من قرابة الألفين عامل التي كانت تستفيد يوميا من الحمل أصبح اليوم فقط ثلاث مائة هم الذين يجدون فرص العمل يوميا ، زد على ذلك أن ولد غدة اصبح يسهل لبقية التجار إخراج البضايع عن طريق الحاويات لغرض تجويع الحمالة و إذلالهم أكثر. لقد كتبنا عدة رسائل إلى الجهات المعنية طالبين الحد من خروج الحاويات أو إخضاعها لنظام ضريبي يستفيد منه العمال فقد راسلنا إدارة الميناء و إدارة الجمارك و وزارة الشغل ووزارة التجهيز و النقل و رئاسة الجمهورية كل هذه الشهور الماضية لنجد حلا يرضي الجميع و ينقذ مئات الأسر من الجوع الممنهج من طرف سيدي محمد ولد غدة و ما قد ينجر عنه من يأس قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه ، و لكننا للأسف الشديد لم نجد أي رد من أية جهة على رسائلنا!

فمنذ أسبوعين أعلن عن قدوم باخرتين لنفس الشركة أو الرجل ، تحملان السكر و القمح فقررنا أن نشترط للعمل فيهما حلا لمشكلة خروج الحاويات (sortie TC). فاهتزت الأرض تحت أقدامنا و تحركت كل أجهزة الدولة لصالح أهل غده و تلقينا كل اشكال التهديد و الوعيد إذا نحن لم نسخر أدمغتنا و أذرعنا لخدمة الرجل المدلل .. بدأنا سلسلة اجتماعات مع مسؤولين سامين في الدولة ، مدير الميناء ووزير التجهيز و النقل و المستشار بالرئاسة السيد عبد الله ولد أمد دامو ..

لقد وصل النقاش اليوم بيننا وبين سعادة الوزير و السيد المستشار إلى طريق مسدود لأنهما عبرا عن عدم جاهز يتهما للتوصل معنا لأي اتفاق مكتوب أو تعهدات جدية تعبر عن نية الدولة ـ كحكم و راعي لمصالح المواطنين عموما ـ إلى إقناع السيد سيدي محمد ولد غدة عن العدول جزئيا عن خروج الحاويات ! بل إن السيد الوزير بدا عاجزا تماما عن مواحهة الرجل ـ الدولة ! بل لجأ كل هذه الأيام إلى المراوغة و التعنت في مواجهتنا نحن الحلقة الأضعف كما يبدو لجرنا بكل الوسائل إلى تقبيل أقدام ولد غده و “تفريغ حمولة باخراته و بعد ذلك سيرى هو ماذا يمكن أن يفعل في قضيتكم أنتم”

السيد الرئيس

لهذه الأسباب فإننا نتوجه إلى مقامكم الرفيع ـ من خلال وسائل الإعلام ـ لنوصلكم صوت الآلاف من العمال الذين يُقززهم الغضب من تبجح سيدي محمد ولد غده عليهم ودوسه لهم تحت أقدامه! و يَطَالهم اليأس و القلق من سماع أصوات أبنائهم و نسائهم يئنون تحت وطأة الجوع المؤلم منذ أكثر من ستة أشهر ! إننا و الحالة هذه نوجه إليكم سؤالين اثنين :

1ـ هل إن الدولة الموريتانية تفضل مصلحة رجل واحد على حياة آلاف الرجال و النساء و الصبية في هذا الوطن ؟

2ـ هل لا تستشعرون ما قد ينجم عن استمرار هذه الوضعية من نتائج وخيمة على امن و استقرار هذا البلد ووحدته الوطنية ؟

انواكشوط في 22 يناير 2014

النقابة المهنية للحمالة

المكتب النقابي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى