المغرب يبسط نفوذه بالشرق الموريتاني

13باتت أخبار ملك المغرب أو أمير المؤمنين محمد السادس أبرز حديث يتداولها العامة في مناطق واسعة من الشرق الموريتاني بفعل تزايد القوة الإعلامية للجارة الشمالية، وتراجع الإذاعة الوطنية صوت البلاد الوحيد الذي ظل مسموعا الي غاية 2005.

 

“ميدي 1″ باتت اليوم أهم وسيلة اعلام يتداولها سكان الشرق الموريتاني (الحوضين ولعصابة) بعد هيئة الإذاعة لبريطانية بعد أن تراجعت الإذاعة الوطنية صوب العاصمة نواكشوط وبعض مراكز المدن الرئيسية اثر ضعف قدرتها علي البث من مسافات بعيدة.

انهيار بلد..

ورغم أن الإذاعة الوطنية ضخت مئات الملايين في الإذاعات الجهوية وتلفزيون تجريبي بعرفات وسلسلة من الندوات السياسية والمحاضرين فيها، إلا أن بثها تراجع في الداخل مستفيدة من غياب رؤية سياسية ناظمة للبلد، أو وجود طبقة مثقفة حريصة علي أهم مظاهر السيادة بموريتانيا.

عشرات الشبان والشيوخ ممن يتطلعون لأخبار البلد وحركة فاعليه يترصدون ” موجز” الأنباء الصباحي باذاعة “ميدي 1″ أو “نشرة الظهيرة” في هيئة الاذاعة لبريطانية بعد أن باتت الإذاعة الموريتانية في حكم الماضي رغم حرصهم علي اقتناء أقوي الأجهزة (المذياع) ضمن حالة نفسية يدمنها أهل الريف والقري المنسية تعلقا بوطن تراجع في الداخل رغم مساعي قادته لدخول نادي الكبار في الخارج.

تفسير غريب..

يحتهد الناس في الداخل للبحث عن تفسير للانقطاع الذي حصل في علاقة الدولة بمواطنيها، وغياب أي تواصل بين الآلاف من سكان الشرق الموريتاني ودائرة صنع القرار بنواكشوط.

ويري البعض أن الدولة تخلت عن حيز جغرافي مهم لبعض دول المنطقة، بينما يري آخرون أن الإذاعة تتحرك مع قوة الدولة، وأن قوة المغرب هي السبب وراء انتشار أخبارها في مناطق واسعة من موريتانيا، بينما شكل ضعف الدولة الحالي فرصة للآخرين من أجل الحضور.

ويجهل عشرات الشبان والشيوخ حركة العمل السياسي داخل البلد وأسماء الوزراء والسفراء والمثقفين، كما يندر أن تجد من يحفظ أسماء الفنانين الجدد أو طبقة الحفاظ التي يروج لها الإعلام.

ولايزال محمد لغظف ولد سيدي أشهر قارئ للقرآن في الداخل، ويندر أن تجد من يحفظ اسم أحد القراء الشباب حاليا بفعل ضعف الإذاعة وغياب أي أخبار عن ماتقدمه لمستمعيها من أخبار وقصص.

ولا يتجاوز بث المحطات الداخلية دائرة قطرها 12 كلم في أغلب الأحيان، وفي بعض المدن الكبيرة لايتمكن سكان أطراف المدينة من الاستماع للإذاعة وبرامجها علي الإطلاق.

وفي المقابل يحفظ عشرات الشبان والمعلمين أسماء المدن المغربية ويتابعون باهتمام كبير حركة أمير المؤمنين محمد السادس، ولديهم صورة غريبة عن انهيار الوضع الأمني في الجزائر بحكم الاستماع للإذاعة المغربية علي رأس كل ساعة.

وتحظي الصحراء الغربية بالمكانة الثانية بحكم لجوء الطبقة غير المثقفة الي اذاعتها ليلا للاستمتاع بالأغاني الصحراوية، وجديد الأشعار الحماسية بعد أن باتت اذاعة الجمهورية الإسلامية أعز مفقود بتلك المناطق الممتدة من جبال لعصابه الي غاية سهول “لفوده”.

خاص – زهرة شنقيط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى