Biladi: سفير فرنسا يقول إن سلوك المعارضة كان مشينا

 

استضاف السفير الفرنسي في موريتانيا، هيرفي بيزانسينو، قبل أسبوع من الآن، شخصيات من منسقية المعارضة الديمقراطية. ويجب الاعتراف بأنهم كانوا موضع ترحيب كبير من جانبه. حتى أنه سمح للسيارة التي تُقلهم بالنفاذ إلى داخل الباحة “المقدسة” لسفارة المحتل القديم والجديد. وهي –بالفعل- لفتة جديرة بالثناء من جانب سفير ينتمي إلى اليمين الذي يتولى رعاية معبد فرانس-آفريك في بلداننا، ويمكن أن يلتبس علينا بمؤيد متحمس لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية.

وليقوم بالأمر، كما تعود على ذلك، وكما كان تعود عليه سلفه رجل انقلاب أغشت 2008 الذي يتتبع خطواته إلى أبعد من اللباقة الدبلوماسية، بدأ سعادة السفير بيزانسينو، مثل أي مناضل في الأغلبية الرئاسية يحترم نفسه، بتوجيه انتقادات لاذعة لاتصال حكومة ولد محمد الأغظف. إنه نوع من النقد الذاتي. وقد يقام به في بعض الأحيان.

ثم بدأ في الحديث عن الإنجازات التي أحرزها محمد ولد عبد العزيز في مجال الأمن. كما لو أن بلاده قامت بتكليف عزيز بإحدى مكونات برنامج “فيجيبيرات” الشهير لفرض الأمن في فرنسا. ولكن ربما تكون فرنسا، باعتبار ما صدر عن السفير بيزانسينو، تنظر إلى موريتانيا على أنها إحدى الضواحي البعيدة لإحدى المدن الفرنسية.

ومع ذلك، يقول بيزانسينو إن لدى عزيز بعض الإخفاقات في مجالي الحكامة والسياسة. مجالان يحظيان بأهمية ثانوية في نظر سفير بلاد الحريات وحقوق الإنسان والمساواة. وهي القيم الديمقراطية الحقيقية التي يتمسك بها سعادة السفير بيزانسينو عندما يكون في فرنسا، ويتخلى عنها حين يكون في موريتانيا.

ومما لا شك فيه أنه لهذا السبب أبرز لضيوفه رأيه المتمثل في أن منسقية المعارضة الديمقراطية كانت تقوم بأداء جيد في بداية الأزمة الناجمة عن مرض عزيز، قبل أن يسوء سلوكها، في الآونة الأخيرة، خلال مهرجانها الأخير.

صحيح أن سلوك منسقية المعارضة الديمقراطية كان مشينا للغاية، وأن بيزانسينو كان محقا. ففي ذلك المساء، حرص عدد من أعضاء منسقية المعارضة الديمقراطية على تذكير فرنسا بأن موريتانيا دولة ذات سيادة وأن الموريتانيين ناضجون بما يكفي لتسيير شؤون بلدهم. وهذا بالنسبة لبيزانسينو سلوك مشين.

ومن حقنا أن نتساءل: أين نحن الآن؟ وفي أي قرن نعيش الآن؟ وهل يوجد قرن خاص اسمه “قرن بيزانسينو”؟

Biladi

ترجمة: نور أنفو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى