نعم أحلام مستغانمي هذا ما حصل بالضبط. نعم، “أي كابوس هذا “!بحق ! / سيدي علي بلعمش

أحلام مستغانمي ‏@AhlamMostghanmi alt

موريتانيا : شجار حول برتقالة دفع قريب الرئيس لإطلاق الرصاص على بائع فواكه ! هل من يخبرني ما هذا الذي يحدث لنا ؟ لكأنني أحلم أي كابوس هذا !

نعم أحلام مستغانمي هذا ما حصل بالضبط. نعم، “أي كابوس هذا “!بحق ! / سيدي علي بلعمش

ـ حين يقوم “رئيس الدولة” باستدعاء صحفي و يشبعه ضربا و سحلا و تلعينا.. ـ حين يلتفت رئيس الدولة بحثا عن مدير ديوانه و لا يراه فيسأل “وينهو هذا المخيزي” بحضور جميع عمال ميناء نواكشوط.. ـ حين تمنع سكرتيرة نائبا برلمانيا لم يقدم نفسه و لم تفصل على شكله، من الدخول على وزيرها فينطحا حتى تسقط أرضا لأنه ابن عم فخامة رئيس الدولة.. ! ـ حين يطلق شاب النار على فتاة على قارعة الطريق دلالا و استهتارا، و لا يدخل السجن ليلة واحدة لأنه ابن فخامة رئيس الدولة.. ! ـ حين تطلق فتاة النار على “رئيس الدولة” في شقة فاخرة بأطويله ! و لا يفتح فيها تحقيق لأنه كذب فخامة رئيس الدولة.. ! ـ حين تقوم جماعة في ثلاث سيارات بالاعتداء الجسدي على صحفي أمام المارة وسط زغاريد نساء القبيلة في مشهد مخجل الحمية فيقول له مفوض الشرطة لا نستطيع توقيفهم لأنهم أبناء عمومة فخامة رئيس الدولة.. ! ـ حين يتم حرق سيارة و بيت صحفي ليلا من قبل نفس المجموعات لتسجله الشرطة حادثا مفتعلا لأنهم بلطجية و أبناء عمومة فخامة رئيس الدولة.. ! ـ حين تقوم شاحنات مفوضية الأمن الغذائي ـ في شهر رمضان و بين شعب يتضور جوعا ـ بتفريغ حمولتها في أحد أرقى بيوت تفرغ زينه لأنه بيت فخامة رئيس الدولة.. ! ـ حين يقوم شاب ممتلئ غيظا و جهلا بإطلاق النار على فتى فقير يكابد الحياة ليعيش بسبب حبة ماندارين لأنه ابن خالة فخامة رئيس الدولة .. ! ـ حين تتحدث وسائل الإعلام العالمية عن رعاية ولد عبد العزيز للمخدرات و تبييض الأموال و تزوير العملات و تهريب السلاح و إطلاق سراح عتاة الإرهاب و أخطر تجار المخدرات و تأتي من نواب أوروبيين و في تسجيلات صوتية اعترف بنسبتها إليه بعد ثبوتها في المخابر الدولية و لا يستقيل و لا يفتح فيها و لو تحقيق شكلي، لأنه فخامة رئيس الدولة .. ! ـ حين يبيع السنوسي لعصابات حاقدة لا تتمتع بأي شرعية، بمائتي مليون دولار، خرقا لكل مواثيق حقوق الإنسان و المعاهدات الدولية و تجاوزا لكل منظومة القيم الإنسانية و يقول لنا المحامي اللامع ولد محم إن هذا حقه الكامل لأنه فخامة رئيس الدولة .. ! ـ حين يسجن ثلاثون إطارا ماليا في قلعة مهجورة في الصحراء لمنعهم من حق الدفاع عن أنفسهم.. لأنهم قالوا إذا كانت السرقة ممنوعة اسجنوا الجميع و إذا كانت مباحة فلماذا نحن؟ و يطلق سراح من نهب نصف مليار من ميزانية الجيش في أغرب عملية نفوذ وقح، لأنه ابن عم فخامة رئيس الدولة.. ! حين يحدث كل هذا، لا نملك سوى أن نقول : نعم، نحن نعيش حالة ذبول مهينة، حالة خمول مذلة، حالة جبن مؤلمة، ليست هذه أدلة عجزنا عن مواجهتها فحسب بل نحن شعب حقير .. شعب ذليل .. شعب من “سو” كما يقول ولد عبد العزيز على الدوام، حين يجمعنا ولد محم للحديث عن مآثر ولد عبد العزيز الخالدة .. حين تتسابق معارضتنا لإقامة حوار مع ولد عبد العزيز لتشريع “مانداريم” ثالثة و عاشرة .. حين لا تظهر افتتاحية واحدة أو عمود في وسيلة إعلام تدين جريمة ماندارينة ابن خالة ولد عبد العزيز بسبب إعلانات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي و ميناء الصداقة و شركات الاتصال.. نحن شعب يحتضر و ليس الدليل استئساد أولاد اجيرب و استسياد محسن ولد الحاج و استسقاء ولد محم و استئصال نخبة شرفاء البلد فحسب؛ إن من هذا إعلامهم .. من هذه معارضتهم .. من هؤلاء أعيانهم .. من أولائك علماؤهم .. من تلك نخبتهم .. من هذه حقيقتهم، لا يستحقون وطنا .. لا يستحقون شرفا.. لا يستحقون كرامة .. لا يستحقون غير حكم هذه الدياسبورا الانتهازية الحقيرة. التاريخ يا ولد مولود لم يعد علما عقيما يتحدث عن ما كان، بل أصبح فنا رائعا يتحدث عن ما كان يمكن أن يكون.. كل ما كان مخجلا و بائسا و حقيرون أصحابه .. كل ما كان يمكن أن يكون سهلا و عظيما، لو وجد من يحب موريتانيا و لو أقل من حبة ماندارين.. إن خلل حساباتنا بين و كذب ادعاءاتنا بين و سخافات مبرراتنا بينة.. علينا اليوم أن نقول ـ لا ـ لولد عبد العزيز و عصابته الحاقدة، الجاهلة، الحقيرة، الدنيئة ليسقط خلال ساعات فقط أو أن نبرر جبنا و حقارتنا و سفالة نخبنا ليظل الأجدر بالبقاء.. إن الطريق الوحيد الذي نسيطر عليه اليوم بإحكام في المعارضة الجادة، هو الطريق بين هذين الخيارين و على من يحاول سلكه أن يتأكد أنه سيكون في مرمى نيراننا الغائرة التي لن ترحمه. و في انتظار حشد جهودنا للسيطرة على أحد الطريقين الأخريين في القريب العاجل بإذن الله، سيكون علينا أن نبين للشعب الموريتاني المنهك، من المسئول عن محنته و من المسئول عن استدامتها و من الساعون بكل ما لديهم لفك الحصار عنه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى