محمد فال ولد بلال يقدم نصائح للقادة العرب

b4الزمان ـ بحسب ما تداولته بعض الصحف الدولية و المواقع، فإن جهات عربية وازنة تعتزم طرح موضوع “القوة العربية المشتركة” لإحراز تقدم أو إنجاز شيءٍ ما على الأرض بهذا المعنى في قمة انواكشوط. و قيل أيضا بأن الجهات نفسها ربما تسعى في انواكشوط إلى استصدار قرارٍ يطالب مجلس الأمن بالتدخل العسكري تحت البند السابع لتنفيذ قراراته ذات الصلة بالنزاع في سوريا و اليمن و ليبيا…و هو ما يمهد لغزو جزء كبير من الوطن العربي.

و نظرا إلى خطورة هذه المواضيع على حاضر و مستقبل بلدنا كبلد مضيف للقمة و مسؤول أدبيا عن قراراتها، فإني أتمنّى على الحكومة الموريتانية أن تعمل على تفادي مثل هذه القرارات ، و أن تنأى بنفسها عن النزاعات و الحروب بين الأشقاء. بصراحة، أتمنّى أن تكون قمتــنا “قمة تسوياتٍ ناعِمة”…لا “قمة قراراتٍ صادمة”، برجاء ألاّ يرتبط إسم انواكشوط بقرارات أو إجراءات عدائية أو عدوانية ضد هذا الطرف أو ذاك في دائرة الأسرة العربية الواحدة. حذاري من الوقوع في فخ “الكبــار”…في مثل هذه الظروف، تنتهي القمة، و يغادر المؤتمرون، و يبقى البلد المضيف بوِزْر القرارات. من منّا لا يتذكر كيف الإحراج الكبير الذي حصل لتونس من جراء قرار وزراء الداخلية العرب الأخير…و ختاما، أقول إنّ الدور الطبيعي لبلد بحجم بلدنا و موقعه الجيوسياسي يقتضي بالضرورة السهر على تضييق الهوة بين الأشقاء بدل توسيعها، و تضميد الجروح بدل تعميقها. و بناء عليه، أنصح بأن: – تركز قمة انواكشوط على تصويب البوصلة باتجاه القضايا الأساسية و التي محل إجماع، مثل قضية فلسطين و الأقصى و الحيلولة دون تمييعها و تذويبها في قضية “صد المد الشيعي” و محاربة “الاسلاموفوبيا” التي بدأت تنتشر بشكل مخيف، و إعادة الروح إلى المبادرة العربية للسلام، و النظر في المبادرة الفرنسية المطروحة حاليا، و محاربة الارهاب بمعناه الصحيح، و خطر الهجرة، و دفع التعاون العربي الإفريقي، إلخ… – يتم انتخاب الأمين العام الجديد للجامعة، و البت في الملفات الادارية المتعلقة بآليات العمل العربي المشترك و القضايا المالية، و المشاريع الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية المشتركة، مثل ربط الموانئ، و السكك الحديدية، و الخطوط الكهربائية، و محاربة البطالة في صفوف الشباب، و ترقية المرأة، و محاربة الهجرة السرية، و المخدرات، إلخ… و في الأخير، أتطلع لأن أرى حكومتنا و هي تتصدر عملا عربيا مؤازرا و مكملا لجهود الأمم المتحدة في البحث عن التهدئة و التسوية في سوريا و اليمن و ليبيا، خاصة و أنّ موريتانيا محظوظة كونها حتى الآن تُحسب من الدول العربية القليلة القادرة دبلوماسيا على مخاطبة كل الأطراف المؤثرة في النزاعات المعنية عبر سفاراتها في انواكشوط، أعني السعودية، و إيران، و تركيا، و مصر، و سوريا، و اليمن، و ليبيا، بالإضافة طبعا إلى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن. و الله ولي التوفيق،

وزير الخارجية الأسبق محمدفال ولد بلال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى