إلى أخي م فال سيدي ميلة

الزمان انفو _ كتب محمدالأمين ولد محمودي إلى الكاتب الشهير محمدفال سيدميله الملقب “بدال”..هذه الرسالة المفتوحة :

من دعة طبيعة :تكند” الساحرة جاءتني كلمات استاذي محمدفال سيدي ميلة.
من معكتفه،حيث الناس سواسية امام ملمات الحياة كأسنان مشط، ارسلت كلماته التي تطلب المرور لنا جميعا بقطار يقوده غزواني.
قرأت المقال فتذكرتني حين كنت تلميذا لذلك الفيلسوف،فرضت عليه نفسي بالنكات مرة وباقامة شاي رديئ مرات اخر.
كان الفتى “الشيوعي” قد سبقنا للكتابة والقراءة والإملاء والترجمة والأدب..كان سيدي ميلة مرحلة من الشرف على جميع الصحافيين التوقف عندها ليكونوا شرفاء على الأقل لأيام..كان طواف قدوم عند القلة وطواف افاضة عند الأغلبية.
كنت فعلا احلم كجميع اقراني بأن اكون سيدي ميلة، وكان الأمر صعبا للغاية فلابد من صبر غير معهود على الجوع والعطش وزاد لاينفد من الزهد في مغريات الحياة..وحميمية مع تبغ البائسين واسمالهم وأحذيتهم وجلساتهم على قارعة الطريق او في خباء مضروب ولايمكن ان يضرب ابدا.
حين حكم ولد الطايع وتحكم وضويقت الحروف كانت كلمات الرجل القليلة تنتظم اسبوعيا كجيش قوي يقتل ويفتك بقوة النظام ويزعج الوزراء والظالمين وزعماء القبائل والاستعباديين..ببساطة قرر ولدسيدي ميلة هذه المرة استخدام سلاح غير الذي استخدمه اسلافه وإن بذات القيم التي كافح بها بعضهم.
سليل الأمراء يعتقد انه مستعبد او صانع..ذاك نور يقذفه الله في بعض خواصه..لهذا يبدو صاحبه شاذا او غير سوي في عالم من الماديات والظلم.
من معتكفه كتب استاذي يسألهم اليوم ان يفسحوا المجال للشعب ليمر عبر قطار يقوده غزواني.
استاذي
كيف يطلب يمليخا من دقيانوس تسهيل حياته وان يكرم مثواه.
اعرف انك لاتعيش في كهف وانك تتابع اللصوص عن بعد وتدرك المخاطر التي تتهدد شعبك وتدرك عجز النخب عن التصرف حيال هذا الوضع لهذا هاجرت بأنينك وآثرت العيش مع مرنوش وبريسكا في كهف الطبيعة الذي يمنحك الأمان والبعد عن جرائم النخاسة ووأد الأنبياء والقديسين..لكن هذا الكهف استاذي غيبك عن شخوص المرحلة حتى اعتقدت ان الأصلع سيقود القطار دون خوذة تقيه شر نفسه وشر رهطه والمحيطين به.
استاذي
دقيانوس استدعى المعارضين لحفلة التنكر الأولى فالتبس علينا الأمر وظنناه احدهم وظنناهم من خلص رجاله..
كان ذلك يوما من ايام شنقيط وتلته ايام من موريتانيا الجديدة التي لامكان فيها للشرفاء..رمى الرجل قناعه من الطائرة وهو يحلق فوق التاريخ والجغرافيا التي سيهجرها الأقربون بعد لحظات.
استاذي
اياك ان تصدق ان غزيانوس مصلح او انه يكترث لمن ذكرتهم..سوف لن يفعل..سيقرب البعض ويضحك للبعض ويبش في وجه الجميع لكنه لن يختلف فلاهو يفكر في التأسيس ولاهو يراعي في التعيينات احلامنا بالتمييز الايجابي لتنشيط االعجلات المشلولة في القطار الذي تتمنون ان يقوده..
استاذي
انا حزين فقد اخبروني ان صهيبا هناك عندكم لايكلمه احد وان ولي نعمته ول حبيب الرحمن غاضب منه ولهذا هو حزين كأنه شارك في الافك..مع ان ولي نعمته هو الذي جعله عزيزيا اصلا..مركب ومحزن..قس على صهيبكم جميع سياسيي البلد والذين في النهاية سيكونون معتمد قائد القطار المنتظر.
اتمنى من كل قلبي ان يكون مارأيت انت كما كان الحال دائما، لكن الأيام القادمة حبلى بالتطورات ولايعلم احد ماذا ستلد واذ اظل موقنا انها لن ترزق بجارية اسمها العدالة ولا بغلام اسمه انصاف المستضعفين..الا انكم ادرى في النهاية.
اعتقد استاذي ان كلماتي هذه ستكون آخر تدوينة لي في هذه الصفحة حيث سأعود لذاتي ابحث فيها عن معارضة جديدة كتلك التي عرفتها مع بداية “اللعبة” الديمقراطية..فلماذا اكتب ونكتب جميعا والناس يتقلبون في مواقفهم بين عشية وضحاها..هل تتصور استاذي ان احدهم سيسمي عزيز بعد ايام برئيس حزب من احزاب الحقائب..عارضت سالفادور آيليندي لكنني اعرف بينوشييه ورفاقه لأنهم من قدموه لي وألهوه..كم اكره ساسة هذه البلاد.
اقصى امنياتي الآن هي ان يخرج عزيز وغزواني ثم يتحدثان عن اكبر كاميرا خفية في تاريخ البلاد: ايها الناس لقد خدعناكم لنتأكد من حقيقة انكم مخادعون منافقون وان المعارضة المسكينة هي الأخرى تنتظر ابسط مار لتتبعه..الآن سنتوب سنسجنكم ونصادر ممتلكاتهم وانا وأخي عزيز سنحكمكم وسنعيد اموالنا من الدور والحسابات الى “ممتص الصدمات” (بارشوك) مع الاعتذار وسنهتم بالشعب الذي وحده يستحق الانجازات..اتمنى ذلك حقا..لكنه لن يحدث وسيولد غزواني وشيعته ومعاونيه ورجال أعماله وبدالاته وسنعاني نحن كما كنا..
تحياتي
بالمناسبة كلماتك ذكرتني بأن ثمة من يكتبون كلمات قليلة فتتحول الى كتاب يستمتع الجميع بقراءته..دمت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى