تهنئة مستحقة للبرلمان الموريتاني

سيجتمع اليوم البرلمان الموريتاني في دورة عادية ربما، استثنائية ربما، داخل مأموريته ربما، خارج مأموريته وخارج الزمن ربما. المهم أنه سيجتمع، والمهم أيضا أن هذا البرلمان الذي لا تنتهي مأموريته أبدا، يستحق تهنئة خاصة، في دورته هذه، وذلك لأنه تميز عن كل البرلمانات في العالم بالعديد من الميزات لعل من أهمها:

1ـ أنه هو البرلمان الوحيد في هذا العالم الذي عاصر ست حكومات، وخمسة رؤساء، وهم تحديدا: الرئيس أعل ولد محمد فال، الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله، رئيس المجلس العسكري الأعلى (محمد ولد عبد العزيز)، الرئيس الانتقالي (المرحوم با أمبارى)، الرئيس المنتخب (محمد ولد عبد العزيز).

2 ـ هو البرلمان الوحيد في هذا العالم الذي تغيرت أغلبيته ثلاث مرات، وفي مأمورية واحدة. الأغلبية الأولى: كانت لصالح المستقلين الذين نجحوا بصفتهم المستقلة. الأغلبية الثانية كانت لحزب عادل. أما الأغلبية الثالثة فقد أصبحت الآن لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية.

3 ـ هو البرلمان الوحيد في هذا العالم الذي تناوب حزبان على تبادل أغلبيته في مأمورية واحدة، وذلك رغم أن الحزبين اللذين تناوبا على الأغلبية لم يكونا قد تأسسا عند حصول الانتخابات التي جاءت بالنواب الذين سينتسبون لهما فيما بعد.

4 ـ هو البرلمان الوحيد في هذا العالم الذي شرَّع انقلابا عسكريا على رئيس منتخب، وهو للمفارقة أيضا، هو البرلمان الذي سيجرم فيما بعد الانقلابات.

5 ـ هو البرلمان الوحيد في هذا العالم الذي لا يملك رئيس جمعيته الوطنية إلا خمسة نواب، أي ما يمثل أقل من 5%من مجموع النواب.

6 ـ هو البرلمان الوحيد الذي لا أحد في هذا العالم يستطيع أن يتكهن بالتوقيت الذي ستنتهي فيه مأموريته هذه.

7 ـ هو البرلمان الوحيد في هذا العالم الذي حطم الرقم القياسي في عدد النواب الذين ارتحلوا بين الأحزاب، وفي عدد الأحزاب التي كانت ممثلة فيه، ولكنها اختفت بسبب رحيل النائب الذي كان يمثلها إلى أحزاب أخرى (البديل، الوسط).

8 ـ هو البرلمان الوحيد في هذا العالم الذي يقف بعض نوابه موقفا عدائيا من الدوائر التي انتخبتهم، وكأمثلة على ذلك: نائب أطار الذي وقف موقفا عدائيا من دائرته الانتخابية أثناء ظهور حمى الوادي المتصدع بولاية أدرار، نائب أركيز الذي وقف موقفا عدائيا من دائرته حتى لا تحصل على نائب ثالث، نائب مكطع لحجار الذي وقف موقفا عدائيا من دائرته خلال احتجاجاتها المطالبة بتوفير الماء، نائب باسكنو الذي وقف موقفا عدائيا من أحداث فصالة، والذي وصف سكان دائرته بالغوغاء. هذا فضلا عن نائب كرو الذي وصف موريتانيا بكاملها بالدويلة، والذي سيقف حتما في هذه الدورة ضد مقاطعته التي تعاني اليوم  من عطش شديد، ويعاني شبابها المحتج من القمع.

9 ـ هو البرلمان الوحيد الذي اكتملت مأموريته بمقاييس الزمن العادي، ومع ذلك فلم يُسمع لبعض نوابه أية مداخلة خلال تلك المأمورية.

 حفظ الله موريتانيا..

محمد الأمين ولد الفاضل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى