شاهد لغوي… / إبراهيم بن يوسف بن الشيخ سيديا (المفتي)

الزمان أنفو _
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
عثرت على جذاذة صغيرة كنت قد كتبت فيها ـ قديما ـ شاهدا على تثنية الطرْف فى كلام العرب بيانا لصحة استعمال الجدّ الشيخ سيّدى محمد إياه مثنًّى فى نونيته الشهيرة. وكنت يومَها أكتب تعليقات على ديوانه ـ رحمه الله تعلى.
ومن تلك التعليقات شواهدُ شعريةٌ على صحة هذا الاستعمال. ثم إنى كتبت منذ سنتين بحثا مفصلا مستقلا عن هذه المسألة وغيرها مما أشكل على من عاصروا الشيخ من الفضلاء.
ولو كنت أعلم الغيب لاستخرجت هذه الورقة الصغيرة من مكمنها الخفىّ يومئذ، ولعزَّزتُ بما تضمَّنَتْه الشواهدَ التى أوردتها فى التعليق المذكور.
ولكنى لست وليّا بالمفهوم المحلّىّ الشائع، ولا بالمعنى الصحيح القرآنىّ، غيرَ أنى أحمد الله على نعمة الإيمان.
والشاهد الجديد هو من شعر كُثَيِّر عَزّة، وكنت قد نقلته من معجم البلدان لياقوت الحموىّ عند كلامه على موضع الأفاهيد. والحمد لله الذى أَعْثَرَعليه. وسأُلحِقُه بالبحث المشار إليه إن شاء الله تعلى.
جاء فى معجم البلدان ما نصه:
“الأَفَاهيدُ:
قال ابن السكّيت: الأفاهيد: قُنَيْناتٌ بُلْقٌ بقِفَار خُرْجان على موطِئ طريق الرّبَذة من النخل، قال كثيّر:
نظرتُ إليها وهْى تُحْدَى عشيّةً/ فأتبعتُهمْ طـَـرْفَـىَّ حيث تيمَّما
تَرُوع بأكناف الأفاهيد عِيرُها/ نَعاما، وحُقْبا بالفدافد صُيَّمــا
ظعائنُ يَشفِين السقيم من الجَوى/ به ويـُخَـبِّلْن الصحيح المسلّما”.
(1/227ــ أفاهيد).
وهذه الأبيات من قصيدة مشهورة فى ديوان كثيـِّر، أولها:
لِعزّة أطلالٌ أبت أن تَكَلَّما/ تَهيج مغانيها الطَّروبَ المتيَّـــمـــا
كأنّ الرياحَ الذاريات عشِيّةً/ بأطلالها ينسجْن رَيْطا مُسَهَّــما
أبت وأبَى وَجدى بعزة إذ نأت/ على عُدَواء الدار أن يتصرَّما…
(131 ــ 137).
وعُدَواء الدار: بُعْدُها. يعنى أن وجده بعزّة أبى أن ينقضىَ رغم شُطُوط الدار، وشُحُوط الـمَزار.

إبراهيم بن يوسف بن الشيخ سيديا (المفتي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى