المورينجا.. “الشجرة المعجزة” التي تعِد بمستقبل غذائي وصحي أكثر استدامة

الزمان أنفو (نواكشوط): تثير شجرة المورينجا اهتمامًا متزايدًا في الأوساط العلمية والزراعية والطبية، حيث تُوصف في تقارير علمية حديثة بأنها “شجرة معجزة”، بفضل خصائصها الغذائية والصحية والبيئية اللافتة، وقدرتها على التكيف مع البيئات الجافة وشبه الجافة.
وتنتمي المورينجا إلى الفصيلة البانية، وموطنها الأصلي شبه القارة الهندية، غير أنها تُزرع حاليًا في أكثر من 80 دولة حول العالم، نظرًا لما تقدمه من فرص واعدة في مجالات التغذية والصحة والصناعة.
تركيبة غذائية استثنائية
تتفوّق أوراق المورينجا في محتواها الغذائي على العديد من الأطعمة التقليدية، إذ تحتوي على نسب عالية من البروتين والفيتامينات A وC وE، ومعادن أساسية مثل الكالسيوم والحديد والبوتاسيوم.
وقد أظهرت تحاليل مخبرية أن 100 غرام من أوراقها الطازجة توفر فيتامين C أكثر من البرتقال، وكالسيوم أكثر من الحليب، وحديدًا أكثر من السبانخ.
وتُستخدم هذه الأوراق – طازجة أو مجففة – في صناعة المكملات الغذائية، وتحضير أطعمة ومشروبات مفيدة، خاصة في المناطق التي تعاني من سوء التغذية.
فوائد طبية موثقة
كشفت دراسات طبية أن للمورينجا دورًا في خفض مستويات السكر في الدم، وتنظيم ضغط الدم، وتقليل الكوليسترول الضار.
ويُعزى ذلك إلى احتوائها على مركبات نشطة مثل الفلافونويدات والبوليفينولات والجلوكوسينولات، التي تملك خصائص مضادة للالتهاب والأكسدة.
كما أظهرت أبحاث أولية أن مستخلصاتها قد تُسهم في محاربة بعض أنواع السرطان، غير أن تلك النتائج لا تزال بحاجة إلى المزيد من الدراسات السريرية.
استخدامات متعددة
لا تقتصر فوائد المورينجا على الأوراق، بل تشمل بذورها التي تُستخرج منها زيوت مفيدة للعناية بالبشرة وصناعة مستحضرات التجميل.
كما أن لهذه البذور قدرة على تنقية المياه من الشوائب والبكتيريا، ما يجعلها خيارًا مثاليًا في المناطق الريفية.
أما قرونها الطويلة، فتُستخدم في الطعام، وتُعد مصدرًا غنيًا بالألياف والعناصر المغذية.
زراعة مقاومة للتصحر
تستطيع شجرة المورينجا النمو في التربة الفقيرة والمناخات القاحلة، وتُسهم في تثبيت التربة ومكافحة التصحر، وهو ما يجعلها ملائمة للمناطق المتأثرة بتغير المناخ.
وفي ظل تزايد الاهتمام بالزراعة المستدامة والأمن الغذائي، باتت المورينجا تدخل في خطط عدد من الدول كمحصول استراتيجي قابل للتكثيف والاستثمار.
آفاق واعدة
رغم بساطة مظهر أوراقها، تحمل شجرة المورينجا في جذورها وأغصانها إمكانات كبيرة في مجالات متعددة، ويبدو أنها في طريقها لتكون أحد الحلول الطبيعية الواعدة لمستقبل غذائي وصحي أكثر استدامة.
تجدر الإشارة إلى أن موريتانيا، بما تمتلكه من مساحات زراعية غير مستغلة ومناخ جاف في معظمه، يمكن أن تستفيد كثيرًا من زراعة المورينجا وتوظيفها في خطط تنموية بيئية وغذائية مبتكرة.