رحيل المربي الدكتور بَبّاه ولد محمد ناصر.. فقدٌ للجامعة وللوطن

الزمان أنفو _ رحل فجر أمس الجمعة، 24 أكتوبر 2025، إلى الرفيق الأعلى الأستاذ الجامعي الدكتور بَبّاه ولد محمد ناصر، أحد رجالات الفكر والمعرفة الذين خدموا الوطن بصمتٍ ونزاهةٍ وعلمٍ رصين، تاركًا خلفه إرثًا علميًا وتربويًا ناصعًا، وسيرةً مفعمة بالعطاء والتواضع والإخلاص.
عرفته كما عرفه طلابه وزملاؤه أستاذًا جادًّا رفيع الخلق، متشبّعًا بروح البحث، محبًّا لوطنه، ومؤمنًا بأن بناء الأمم لا يتم إلا بالعلم وبالعمل في الميدان. وقد ظلّ – رحمه الله – طوال مسيرته الجامعية والعلمية منارةً للمعرفة، ووجهًا مضيئًا من وجوه النخبة الأكاديمية الموريتانية.
لم يكن الدكتور بَبّاه ولد محمد ناصر مجرّد أستاذٍ في قاعات الدرس، بل كان مشاركًا فاعلًا في الحراك الثقافي والعلمي داخل الوطن وخارجه. فقد شارك في ندواتٍ علمية دولية منذ منتصف الثمانينات، من أبرزها ملتقى حول الجغرافيا والتنمية سنة 1985م، وندوة حول المياه في موريتانيا حضرها أساتذة وباحثون من المغرب والجزائر وتونس والسودان وفرنسا، كما شارك في ندوة حول المرابطين، وهي كلها ملتقيات علمية ساهمت في إثراء البحث الأكاديمي حول القضايا التنموية والتاريخية في بلادنا.
وقد أُقيمت تلك الندوات داخليًا بمشاركة باحثين من الخارج، وكان ملتقى المياه منها بالتعاون مع المدرسة العليا للأساتذة، وهي محطة علمية بارزة في مساره الأكاديمي، تشهد على انفتاحه وحرصه على التفاعل مع الخبرات العربية والدولية.
برحيله تفقد الأسرة الجامعية أحد أعمدتها الراسخة، ويفقد الوطن عالِمًا رصينًا وأستاذًا مربيًا من طينة نادرة.
رحم الله الدكتور بَبّاه ولد محمد ناصر، وأسكنه فسيح جناته، وجزى أسرته الكريمة جميل الصبر والاحتساب.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
نواكشوط – عبد الله محمد الفتح


