انشقاق وحنين: تأسيس حزب “اتحاد قوى التغيير” بقيادة جناح ولد الشيخ بعد الانسحاب من “تكتل القوى الديمقراطية”

الزمان أنفو (نواكشوط): شهد المشهد السياسي الوطني تطورًا لافتًا، تمثّل في إعلان مجموعة من قيادات تكتل القوى الديمقراطية انسحابها من الصراع على ترخيص الحزب، واتجاهها نحو تأسيس حزب سياسي جديد تحت اسم اتحاد قوى التغيير، اختصارًا UFC، بدلًا من الاختصار المعروف RFD.
ويقود هذا التيار الجديد شخصيات وازنة من الحزب، في مقدمتها المختار ولد الشيخ والنانه منت شيخنا، ومعظم الكوادر القيادية والشبابية والنسائية التي لعبت أدوارًا محورية في مسيرة الحزب خلال العقود الماضية.
اللافت في هذه الخطوة أن مؤسسي الحزب الجديد احتفظوا بجوهر الخط النضالي لـ“التكتل”، مع تغيير طفيف في الاسم يعكس حنينًا لأيامه الأولى عندما كان يسمى اتحاد القوى الديمقراطية (UFD). فقد أكد البيان التأسيسي تمسكهم بـ“النهج الأصيل” الذي رسّخه الرمز الوطني أحمد ولد داداه، الذي قاد الحزب لعقود طويلة.
ويُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها “تحكيمًا للعقل وحصافة سياسية”، إذ تتيح الساحة الوطنية مجالًا لجميع التيارات دون الحاجة إلى نزاع داخلي على ترخيص حزب قائم باسم شخصي وشعبي للرئيس أحمد ولد داداه.
ويحمل مؤسسو الحزب الجديد على أكتافهم تجربة طويلة في النضال من أجل الحرية والعدالة، تربوا خلالها في “مدرسة أحمد” التي ميّزت نفسها بالوضوح والوفاء والقرارات المتخذة في العلن. ويؤكد مراقبون أن الانقسام الأخير لم يكن نتيجة خلاف على المبادئ بقدر ما كان على “الوجهة السياسية” التي اتخذها المقربون من الرئيس، والتي نقلت الحزب تدريجيًا من معارضة صاخبة إلى موالاة صامتة.
ويرى محللون أن ميلاد حزب “اتحاد قوى التغيير” سيكون إضافة نوعية للمشهد السياسي، وقد يعيد معه ألق المعارضة التاريخية ويبعث روح الحراك الميداني وخطاب المواقف الواضحة.
ومن يدري — كما يقول أحد المؤسسين — “قد يقدّم لنا الحزب الجديد عبقريًا نضاليًا جديدًا، نحتاجه كما احتجنا ونحتاج دائمًا لأمثال أحمد ولد داداه”.
.