بيرام ولد الداه ولد أعبيد يندد بـ “الفساد البنيوي” في موريتانيا خلال مؤتمر صحفي بباريس
الزمان أنفو (باريس): احتضنت دار الجمعيات في العاصمة الفرنسية باريس صباح السبت 18 أكتوبر 2025، مؤتمراً صحفياً نشّطه الرئيس والنائب الموريتاني بيرام ولد الداه ولد أعبيد، تحت عنوان “موريتانيا في قبضة المفسدين”، تطرق فيه إلى ما وصفه بـ«مرحلة خطيرة» تمر بها موريتانيا نتيجة تغلغل شبكات الفساد في مفاصل الدولة.
وقال بيرام في مستهل مداخلته إن البلاد «مهددة بأخطار داخلية وخارجية»، لكن الخطر الأكبر ـ على حد تعبيره ـ يظل الفساد الذي «يقوّض مؤسسات الدولة، ويغذي الفقر واليأس والانقسام». وأكد أن ما تعيشه موريتانيا اليوم هو «فساد بلا مفسدين»، في إشارة إلى عدم محاسبة المسؤولين المشتبه في تورطهم في اختلاس المال العام.
🔸 اتهامات مباشرة للنظام الحالي
وأشار النائب إلى أن الفساد توسع خلال فترة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، لكنه «تفاقم أكثر في ظل حكم الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني»، من خلال تكريس صفقات التراضي وتثبيت شخصيات تحوم حولها شبهات في مناصب سامية. وأضاف أن «الترقيات بدل المحاكمات» باتت سلوكاً ثابتاً، حيث يستفيد بعض المسؤولين من تسويات مالية سرية دون أية عقوبات.
🔸 ملفات الفساد التي أثارها بيرام
خلال عرضه المطول، قدّم بيرام عدة ملفات وصفها بـ«النماذج الصارخة للفساد»، من أبرزها:
صفقات المحروقات مع Addax Energy: حيث تحتكر الشركة التموين بالمحروقات دون منافسة حقيقية، ما يسبب ـ حسب قوله ـ خسائر سنوية تقدر بـ200 مليون دولار للدولة.
تأخر تنفيذ منشأة تخزين الوقود وتكليف الشركة نفسها بصفقة تراضي إضافية مكلفة.
اتفاقية تمويل ميناء انجاكو: التي تساءل بيرام عن قانونيتها، مشيراً إلى أنها «كلّفت مبالغ خيالية دون مردودية واضحة».
القطاع المعدني: حيث قال إن الكاداستر المعدني «انهار» وأصبح حكراً على المقربين من السلطة.
القطاع البحري: حيث اتهم شركات صيد أجنبية، خاصة تركية، بـ«نهب الثروة السمكية» بتواطؤ رسمي.
🔸 دعوة للتحقيق والمساءلة
ودعا بيرام نواب البرلمان إلى تحمل مسؤولياتهم «بشجاعة» وفتح تحقيقات جدية في ملفات الفساد التي تلاحق النظام منذ 2019، بما في ذلك الصفقات المشبوهة والبنوك والشركات التي «ولدت من العدم» وأصبحت تحصد عقوداً عمومية بملايين الدولارات.
كما ناشد الصحفيين ومنظمات المجتمع المدني إلى توثيق وقائع الفساد وفضح المتورطين، مطالباً منظمات دولية مثل Transparency International بالتدخل والضغط على السلطات السويسرية لإجبار شركة آداكس على كشف الوثائق الخاصة بالصفقات المبرمة في موريتانيا.
وختم بيرام مؤتمره بالقول: «إن إنقاذ الوطن يمر عبر مواجهة هذا الثلاثي القاتل: الرشوة، السرقة، الفساد… وإلا فإننا نسير نحو التلاشي».