من “جوول” إلى “فيينا”: استعادة الذاكرة على خطى البرفيسور “حامدون”
محمدبون محمدعبدالله: خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخير من يونيو على طريق اگجوجت كنت أتنقل بين المواقع وصفحات المدونين واستوقفتني صفحة ممتازة لكاتب حباه الله بقلم سيال فكتبت ملخصا تدوينة طويلة للكاتب محمدالسالك بانمو:

الزمان أنفو _ في تدوينته الأدبية التي كتبها من العاصمة النمساوية فيينا، بالتزامن مع مشاركة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في منتدى صندوق الأوبك للتنمية 2025، يستدعي الكاتب محمد السالك إبراهيم بانمو شخوص روايته “لغز إنجيل برنابا”، ليربط بين فضاء فيينا الإمبراطوري وتاريخ “جوول” الضاربة في عمق الضفة الموريتانية.
ينسج بانمو خيوط تدوينته من وحي المكان: قصر “هوفبورغ” الذي يحتضن المكتبة الوطنية النمساوية، حيث عمل بطل الرواية “حامدون” ـ النمساوي من أصول موريتانية ـ حامي المخطوطات النادرة، الذي خاض ملحمة استرجاع إنجيل برنابا من أيادي المافيا الثقافية الدولية. ويستعرض الكاتب بتأملات شجية مزايا القاعة الكبرى للمكتبة، وهي من روائع الباروك المعماري، ومهدًا لمخطوطات ثمينة من تراث الإنسانية.
وفي لحظة وجدانية، يعبر الكاتب بجسر الذاكرة من “فيينا” إلى “جوول”، بلدة التلال الخصبة على ضفة نهر شمامه، حيث ترعرع “حامدون”، ويستوطن المجد في الأزقة والأساطير والشخصيات المؤسسة للهوية: من الشيخ سليمان بال إلى الإمام عبدول بوكار كان.
وفي الختام، تمتزج أجواء المنتدى الدولي بصدى الرواية والذاكرة، وكأن فيينا ليست سوى امتداد روحي وتاريخي لجوول؛ مدينة الألف تلة وتلة، حيث تنبع الحكايات وتستعاد القيم المؤسسة للانتماء، والاعتزاز بالهوية، والوطن، والمعرفة.