موريتانيون عجزوا عن نقل جثمان والدهم الى حيث أوصى بدفنه

altبعد مرور خمسة أيام على رحمة آبي ” رياض أسعد القجي” الذي وافته المنية يوم الجمعة الماضي على أراضي غينيا كوناكري حيث كان يعمل منذ ثلاثة سنين , تلقينا الخبر ونحن في ريف “قليك أهل بيه” وراء عوينات أزبل, ولا أحد منا كان في انواكشوط للأسف, لذلك سافرت أختي وزوجها المقيمين في الإمارت فور تلقيهم الخبر إلى كوناكرى ونحن إلى انواكشوط.

أبي الذي قضى ثلاثة وثلاثين سنة من عمره في موريتاينا وتزوج هنا وله خمسة بنات وإبن واحد حامل لكتاب الله عز وجل , وكل أبنائه حاملين الجنسية الموريتانية ولدوا ودرسوا وكبروا ها هنا…

 

كانت أمي ترفض الإقامة بعيدا عن أهلها وكان هو رحمة الله عليه يرفض الإقامة بعيدا عن بناته حيث كان يرى فينا الوطن والأب والأم والأخوة. ها هو اليوم بعد مرور عدة أيام على وفاته ورقوده في الثلاجة , ترفض السلطات الموريتانية دخول جثمانه الى أراضيها, وبعد ما أستنفذنا كافة جهودنا وإتصالاتنا ووساطاتنا لإتمام كافة الأوراق التي قامت وزارة الخارجية والتعاون بطلبها في مثل هذه الحالات … مثل طلب مقدم من ذويه مع أوراقهم الثبوتيه و إذن من السفارة السورية وتقرير بأن سبب الوفاة جلطة دماغية مفاجئة وغيرهم, تم رفض كل هذا بحجة مرض “لإيبولا” المنتشر في أفريقيا, فقمنا بتشريح الجثة على يد فرقة طبية مختصة بإشراف البروفسير “حسان أباه” , لعل وعسى أن تكون هناك نسبة ولو واحد بالمئة تثبت بأن أبي له صلة بهذا المرض, ولكن ولله الحمد التقرير الطبي جاء في صالحنا مئة بالمئة ومع هذا تجاهلت وزارة الصحة كل تعبنا وجهودنا كأنها لم تكن, وطلبت إذن من رئيس الجمهورية هي وكافة السلطات الأخرى حيث كان كل مسؤول يحولنا لمسوؤل أكبر منه وكأن الكل يخاف على منصبه , بينما صرح لنا أحد المسوؤلين بأنه لو كان يحمل أحدى الأوراق الثبوتيه الموريتانية لما بقيَ يوم واحد في الثلاجة فالقصة لا علاقة لها بالإيبولا وإنما هي حجج واهيه. مع أن أبي لديه إقامة من فترة حكم محمد خون ولد هيداله , ولكن لا أحد يرى الموضوع من الناحية الإنسانية, أختي التي تقيم هناك أمام باب المشفى في حالة يرثى لها لا أحد يراعي ظروفها ولا ظروفنا .

وبعدما عجزنا اليوم ولا أحد من المسوؤلين قبل التوقيع على ورقة دخول الجثمان, قمنا بإقناع أختي بتقبل الأمر الواقع والتسليم لقضاء الله وقدره ودفن الوالد في الأراضي الكوناكريه, إلا أن أحد أصدقاء أبي هناك فاجئهم بوصية يطالب فيها بدفنه إلى جانب أولاده, وهنا كانت الصدمة الكبرى. حاولت الإختصار ولكن الكلام سهل للغاية والوصف صعب جدا… أيام من الحزن والمشقة كيف أصفها؟؟ ولا زالت المعانات مستمرة. فأين لنا بقرار من رئيس الجمهورية ؟؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى