نقمة خطاب قس النعمة / سيدي علي بلعمش

 
 1 لقد ظهر ولد عبد العزيز على حقيقته في أعلى درجات صفائها لمن يعرفه جيدا :  
رغم مراوغاته الدائمة و تطور عقلية التلصص في ذهنه ، لا يستطيع ولد عبد العزيز إخفاء أي أمر في نفسه من دون أن يتفلت حتى من أنفاسه. لقد كان أمس في النعمة مثل من يحاول نكران اعترافاته، مدعيا أنها تمت تحت التعذيب.


كان بالأمس كعادته، مقتنعا في قرارة نفسه بأنه يستطيع تفنيد أي شيء بالكذب و تأكيد أي شيء بالكذب.
كان ابن ثقافته الراسخة ؛ لا يقيم احتراما لأي شيء و لا يؤمن بقدسية أي شيء ..  
كان صغيرا في مظهره .. صغيرا في خفته.. صغيرا في تعابيره الطائشة .. صغيرا في نعوته غير المسؤولة .. صغيرا في تناولاته بينة الكذب .. صغيرا  في تعنته الصبياني.. صغيرا في هالته الاجتماعية.. صغيرا في ضمور خلفيته الثقافية.. كان ولد عبد العزيز كما توقعناه و كما عرفناه و كما انتظرنا أن يكون.. 


يقول المتكلمون إن أصعب ما في الحياة هو شرح البديهيات . و لا توجد بديهية في الحياة أكثر من عزم ولد عبد العزيز الترشح لمأمورية أخرى ، فهل تتوقعون أن يتنازل ولد عبد العزيز عن الحكم ليذهب إلى السجن بعد ما ارتكبه في حق هذا الشعب من جرائم مالية و اجتماعية و أخلاقية ؛ قتلا و نهبا و ظلما ؟  
لقد ضيعنا وقتا طويلا في شرح أسباب ولد عبد العزيز البديهية و فك الغاز مكره و إظهار طبيعة روحه الإجرامية و علينا اليوم أن نتجاوز هذه المرحلة .

و قد كنا في تلك المرحلة كمن يستخدم معادلات رياضية معقدة لتفسير عمليات حسابية لا تحتاج أكثر من أعواد الحسابات العشرية للأطفال. لا يستطيع ولد عبد العزيز أن يكون غير من هو و لا تستطيع الناس أن تصدق أن يكون رئيسا على تلك الدرجة من السخافة و المكر و التحايل و احتقار الآخرين .

و إذا كان ولد عبد العزيز يحتقر المعارضة بالقول فإنه يحتقر أتباعه أكثر بالفعل.  
يمكننا اليوم و بكل ثقة في النفس، أن نقول إن المعارضة ـ رغم ما تعانيه و ما يمكن أن يقال حولها من لـقط ـ  أحرزت انتصارا باهرا في هذه المرحلة و عرقلت كل مشاريع ولد عبد العزيز الإجرامية و حشرته في زاوية ضيقة ليظهر اليوم بمثل هذا التخبط ؛ لا يعرف من أين يبدأ و لا أين يتجه : لم يبق أمام ولد عبد العزيز سوى أن يقتحم جريمة الاعتداء على الدستور “بمن حضر” ليواصل سياسة الأرض المحروقة “بمن غاب” .. 


و سأكرر دائما أن “الممهدات” كانت عملا عبقريا على الجبهتين : كانت عملا عبقريا حين أربكت النظام و أظهرت عجزه عن مواجهة أخطائه و خجله من نفسه و محدودية مهاراته و عجزه عن مواجهة أي عمل منظم و جاد.. و كانت عبقرية أكثر حين اختلفت آراء المعارضة و اهتزت الثقة بين أطرافها و ظل الجميع متشبثا بــ”الممهدات” كميثاق شرف، يحترق حتما أمام الجميع، كل من يخل بأي التزام حوله. 


لا يستطيع ولد عبد العزيز أن يرد على الممهدات لأنها تلخص جرائمه في حق الوطن و تجاوزاته للقوانين و لا تستطيع أي جهة في المعارضة التنازل عن أي منها لأنها تفريط يهز مصداقية من يتجرأ عليه و تعري استهتاره بالمصلحة الوطنية. القانون يلزم الرئيس الموريتاني بتسجيل ممتلكاته و على ولد عبد العزيز إذا كان يريد الحوار مع المعارضة بصفته رئيسا لموريتانيا أن يستجيب لشروط الرئاسة. فأين الخلل في هذا الكلام ؟ إن الخلل أن يقول لهم ولد عبد العزيز هذا أمر يمكن أن نناقشه في الحوار.  


و يمكن للفرقاء السياسيين أن يناقشوا الأفكار و الاختلافات لكنهم لا يمكن أن يناقشوا الأمور المحددة في القانون. هذا جهل مبطن.  و قد كذب ولد عبد العزيز أمس كعادته حين قال إن المعارضة طالبت بحل كتيبة الحرس الرئاسي.

لم تطلب المعارضة سوى أن تصحح وضعية هذه الكتيبة الخارجة على القانون و التي قامت حتى الآن بثلاث انقلابات لم يشارك الجيش في أي منها . لقد أصبحت هذه الكتيبة مهددة للاستقرار السياسي في البلد و مهددة للديمقراطية تماما مثل مثيلاتها في إفريقيا التي تم تصحيح وضعيتها القانونية في البلدان المحترمة و تم التسمك بخروجها على القانون في البلدان غير المستقرة التي تقودها عصابات مثل عصابة ولد عبد العزيز و يحيى جامي .. 


لا أريد العودة إلى هلوسة ولد عبد العزيز أمس في النعمة،  فقد أشبعها الجميع لفا و نشرا،  لكنني سأتحدث عن ما أراد إخفاءه من أمور هامة ينبغي أن تحطها المعارضة اليوم نصب أعينها :  
ـ يأتي هذا الخطاب المهلوس بعد تحذيرات أمريكية جادة لكل الأنظمة الإفريقية و للنظام الموريتاني على وجه الخصوص، من التفكير في لي أعناق الدساتير من أجل مأموريات لم يعد الزمن يسمح بها. 


ـ يأتي هذا الخطاب المهلوس بعد حملة إعلامية فرنسية شرسة ضد شخص ولد عبد العزيز، اتهمته بما لم يسبق أن اتهت به رئيسا إفريقيا من رعاية المخدرات إلى تزوير العملات إلى تبييض الأموال إلى استشراء الفساد و نهب خيرات الشعب.. 


ـ يأتي هذا الخطاب المهلوس بعد إعلان أمريكا عن إبرام ولد عبد العزيز هدنة مع القاعدة أملت عليه الأخيرة فيها شروط المنتصر بكل ما في الموقف من إذلال.. 


ـ يأتي هذا الخطاب المهلوس بعد تحديد تقارير المخابرات الغربية لمواقع خلايا “داعش” داخل موريتانيا بأسماء المساجد و مواقعها و أسماء أئمتها.

  
لقد أراد ولد عبد العزيز الذي لم يستطع إخفاء رفض الدول الغربية لبقائه، أن يظهر لهم أن شعبه يحتضنه و يحبه، جاهلا أنه بمثل هذه المحاولة يحول صراعه معهم إلى لي أذرع  لا يملك قوة قهره و لا مهارات مجاراته السياسية ..  
لقد حاول ولد عبد العزيز بكل الجهود استعطاف هولاند و لحق به في الإمارات بعدما رفض استدعاءه لحفل تنصيبه و رفض لقاءه في كل زياراته لفرنسا و وافق ولد عبد العزيز على دخول الحرب معه لكن هولاند رفض أن يدفع له أي مقابل إمعانا في إذلاله فتراجع ولد عبد العزيز بعد موافقته في الإمارات التي أعلنها أمام كل وسائل الإعلام ليقول اليوم إنه البلد الوحيد في المنطقة الذي رفض المشاركة في الحرب. و اليوم يتهم فرنسا بالتمالؤ مع المعارضة التي يصفها بـ”أعداء الوطن” فبأي حق يتكلم ابن اللوكه عن الوطن ؟ بأي حق يتكلم من زور أوراق موريتانيا، باسم الوطن؟ بأي حق يتكل من نهب خيرات موريتانيا، باسم الوطن؟ بأي حق يتكلم من شوه سمعة موريتانيا برعاية المخدرات و تزوير العملات، باسم الوطن؟  
لقد ظلت المعارضة الموريتانية تتسامى على خطاب ولد عبد العزيز السوقي رغم أن ما تعرفه من مثالبه  مما لا يحتاج إشهادا، ليصبح معقدا من هذا التعالي : كل من يعرفونك يا ولد عبد العزيز بمن فيهم أقرب الناس إليك، يعرفون أنك لا يمكن أن تكون ندا لزعماء المعارضة ؛ لا ثقافيا و لا أخلاقيا و لا عطاء و لا همة و لا نظافة و لا سمعة و لا وفاء ..  

فمن أنت حتى تهاجم المعارضة؟ من أنت حتى تتكلم باسم موريتانيا؟  
و لا بد هنا أيضا من التنبيه إلى حقيقة ماثلة فاتت الكثيرين حول فشل زيارة النعمة : لقد دأب كل رؤساء موريتانيا ، حين تحاصرهم المعارضة، أن يذهبوا إلى النعمة لتأكيد قوتهم الشعبية في ولاية تحتضن أكثر من أربعمائة ألف نسمة ، يتم التحكم في ساكنتها عن طريق ميكانيسمات قبلية محكمة، موروثة عن المستعمر، قاومتها نخب كل الولايات في حين حاولت نخب النعمة العيش عليها لأسباب يضيق المقام عن ذكرها من أبسطها أن نخب الولاية بشكل شبه حصري هم أبناء شيوخ القبائل أو قلة من منافسيهم من  عامية  تعاورتهم الغيرة و التخلف.

و لم يفشل أي رئيس موريتاني  في خطف ألباب ساكنة الولاية المولعة بحب الرؤساء، قبل ولد عبد العزيز الذي لجأ لأول مرة إلى جلب خراف التزلف من العيون و الطينطان و تامشكط و كيفه و نواكشوط و تكانت و شنقيط في أقصى الشمال الموريتاني و حتى مع كل هذه الحملة، ظل الحضور متواضعا حتى في تقارير تلفزة خيرة المشوهة لكل الحقائق و التي ابتعثت قبيلة تطبيل كاملة في حدود الخمسين من عمالها لنقل حدث لا يتطلب أكثر من فنيين و أربع مقررين باللغات الوطنية يمكن اختزالهم في اثنين…  


وقد بدا ولد عبد العزيز مفلسا في خطابه المهلوس أمس؛ لم يأت بأي جديد، لا في ما يخص النعمة التي يزورها و التي يعاني أهلها العطش و الجوع و غياب الخدمات الطبية و التعليمية و الكهربائية ، ليحدثها في نهاية مأموريته الأخيرة عن مشاريع مستقبلية لا قيمة لها، لن ترى النور في عهده.

و لا في ما يعني البلد كله الذي تم نهب خيراته و توجيه أهله بعد انسداد كل الأفق، إلى فيافي تازيازت في رحلة جنون يكفي ما انطوت عليه من إذلال و احتقار ، ما كان لأي موريتاني يغار على كرامة شعبه أن يرضاهما لأهله. 


لقد مزق ولد عبد العزيز كرامة هذا الشعب بشماتة تفوق كل عداوة و احتقار تجاوز كل حقد، لكن الأيام سترد عليه بما يستحق في القريب و سيعرف من ركبوه على أخطائه أن من يستبدل موريتانيا بولد عبد العزيز ، اختار بنفسه أن يعيش بين الذل و القلق ما تبقى من عمره.



ـ لم يأت ولد عبد العزيز بأي جديد و لم يتطرق إلى أي موضوع يهم الشعب من قريب أو بعيد، معتمدا على  تكذيب كل الحقائق و نكران كل المآسي التي يعيشها البلد : الأزمة السياسية  كذبة لا وجود لأي علامة لها على الأرض.. تغيير الدستور الذي وعد بتغييره، مجرد قصة استفزاز اختلقتها المعارضة.. الأزمة الاقتصادية شأن دولي لم ينج منه بلد على وجه الأرض غير موريتانيا بفضل دكاكين أمل و محاربة الفساد..  
و قد طرأت كلمة جديدة على قاموس ولد عبد العزيز كررها أكثر من مرة في هلوسته أمس بالنعمة باستعذاب، ستكون لها قصة في الفترة القادمة مثل عبارة “رئيس الفقراء” السخيفة ، هي هذه المرة عبارة “رؤية” .

و لا أدري أي مستشاريه المحبين للضحك عليه، أغراه بهذه العبارة العصرية التي لا يفتقر المسكين إلى شيء في الوجود مثل ما يفتقر إليها.. و في مجال ضحك المتزلفين على المسكين دائما، استصدروا أمس عنوانا عريضا على المواقع لا يخلو هو الآخر من السخرية “خطاب الرئيس بالنعمة قطع ألسنة المشككين”.

فمن هم المشككون إذا لم تكونوا تعنون أنفسكم؟ ليس في المعارضة مشكك في فشل ولد عبد العزيز و ترنح خطابه و شذوذ منطقه و عدم أهلية ناصحيه و قرب موعد نهايته.

لقد أفسدت المعارضة بعبقرية ، كل الخطط التي طرحها ولد عبد العزيز لتغيير الدستور : أفسدت الخطة “ا” (إعداد حوار مع المعارضة و رشوة بعضها لتغيير الدستور) و أفسدت الخطة “ب” (أن يعلن في النعمة أنه لن يترشح لانتخابات قادمة ، فتنوح النساء و يثور الرجال مطالبين بمحاكمته إذا لم يترشح)؛ فقد تمت عرقلة الخطة الأولى من خلال الممهدات و تمت عرقلة الثانية من خلال كشفها بالتفاصيل في الأسابيع الماضية .

و الآن تحول ولد عبد العزيز إلى الخطة “ج” و هي كما قال “سأغير الدستور و أنا شخصيا لن أطالب بغير حل مجلس الشيوخ”. لم يقل ولد عبد العزيز إنه سيقدم مقترحا باستفتاء شعبي على الدستور حول إلغاء مجلس الشيوخ بل قال إنه سيغير الدستور و يلغي مجلس الشيوخ.

و هذه أكبر جريمة جهل يمكن ارتكابها في حق الدستور من جهة، لكن ما عناه أبعد من هذا بكثير و هو ما قاله ضمنيا بالمفهوم الأقرب إلى الصريح أي أنا شخصيا لن أطالب بغير إلغاء مجلس الشيوخ و ما سيطالب به الآخرون لست مسؤولا عنه أي تغيير المواد المانعة لترشحه . هذا ما قصده بالضبط و ليس من المعقول أصلا أن يهدف ولد عبد العزيز إلى إنفاق أموال ضخمة على استفتاء شعبي لمجرد تعطيل نصيب أقرب مقربيه في الدم و المكر و السذاجة، من الكعكة (مجلس محسن).  

ـ اليوم و بهذا الإعلان، قطع ولد عبد العزيز لسان كل معلل و كل محلل و كل مراوغ : سيتم تغيير الدستور و إلغاء المواد المانعة لترشحه لمأمورية ثالثة . نعرف جيدا أن الباحثين عن مبررات لمحاورته و التعاطي معه مثل بيجل، سيقولون إنه لم يقل هذا الكلام. فليقولوا ما يشاؤون. إن ما يهمنا هنا هم من يبحثون عن الحقيقة و قد تأكدوا من صحة ما كنا نصرخ به في الفترة الماضية عن سوء نوايا ولد عبد العزيز و مراوغاته  الماكرة و عن الخيارات المفتوحة أمامه التي تفرض عليه بوضوح أن يختار بين الذهاب إلى السجن أو الموت على طريقة القذافي في محاولة البقاء في الحكم .

و هذا الأمر واضح لولد عبد العزيز و من الصعب الآن أن يختار السجن لكنه في النهاية سيعتبره ترفا لا يطال..   
و المطلوب اليوم من المعارضة بمعناها المفتوح هو: 


ـ إعلان القطيعة الكاملة مع نظام ولد عبد العزيز الإجرامي و مع أي جهة داخلية أو خارجية تتعامل معه.. 


ـ رص الصفوف و تأجيل كل الخلافات و تعبئة الجماهير علنا على المواجهة و العصيان المدني. 


ـ العمل على منع تغيير الدستور بكل الوسائل و هي معركة لن تكتمل من دون إراقة دماء مع الأسف، لكن ولد عبد العزيز و عصابته الشيطانية لم يتركوا لشعبنا خيارا آخرا. 


ـ العمل على إعداد لائحة سوداء تضم أسماء كل من يساهمون في تأجيج نار الفتنة في البلد من خلال تشجيع ولد عبد العزيز على تجاوز هذا الخط الأحمر الذي قرر الشعب الموريتاني عدم المساومة في تجاوزه تحت أي ظرف. 


ـ توجيه رسائل علنية و واضحة إلى الجيش الموريتاني و القوى الأمنية بتحمل مسؤولياتهم و الاحتكام إلى ضمائرهم في وجاهة أسباب رفض الشعب لنظام صبر عشر سنين على فساده و شذوذه تفاديا لإراقة أي دماء وطنية ليفسر اليوم حفاظنا على السلم المدني بالجبن في محاولة ـ لن تكون ـ لإرهابنا و تهديدنا بأن يظل جاثما على رؤوسنا أو يمشي على جثثنا.. 


ـ توجيه رسائل إلى كل أصدقاء موريتانيا في العالم العربي و إفريقيا و أوروبا و أمريكا و آسيا، للمساهمة في الضغط على هذا الشيطان الرجيم للعدول عن قرار إحراق موريتانيا الذي يدفع شعبها إليه بمحاولة خلوده في سلطة دمرت البلد و نهبت خيراته و عرقلت نموه الاقتصادي و أججت الأحقاد بين مكوناته.  


و المواجهة اليوم ليست بين المعارضة و ولد عبد العزيز و إنما بينه و بين الشعب الموريتاني :  لقد سمعنا أصواتا من مقربين من نظام ولد عبد العزيز في الأسابيع و الأشهر الماضية، تنادي هي الأخرى بضرورة إبعاد الدستور عن التجاذبات السياسية و احترامه، معلنة رفضها لأي مساس به و منزهة ولد عبد العزيز عن التفكير في جريمة تغييره  و هي أصوات تحتاجها موريتانيا اليوم و تعول عليها في ثني ولد عبد العزيز عن هذا القرار الجهنمي الذي سيدخل موريتانيا نفقا لا أحد يستطيع تخمين نهايته أو الانضمام إلى الشعب في مواجهته. و ليعلم ولد عبد العزيز و من يزينون له أعماله الشيطانية أنه لن يغير الدستور إلا على أنهار من دمائنا و أنه في النهاية لن ينتصر على إرادة شعبنا مهما حصل و مهما كلفت مواجهته من تضحيات..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى