نص التدوينة التي جعلت منها مواقعنا سبقا وانفرادا بعناوين مثيرة

“قبل اربع سنوات ومع بزوع شرارة نار التكفير، اتصل بي رجل الأعمال محي الدين ولد أحمد سالك ولد ابوه مع لفيف من عشابيه يستفسر عن الحدة في كتاباتي بحق نظام العسكريتاريا وتجار الدين الذين يسجد لهم من دون الله، ذكرني بارون الفساد هذا بأواصر القرابة بيننا، وللأمانة ادهشني كيف يحفظ الأنساب عن ظهر قلب… وانا الذي لا أعرف اسم جده لابيه. ذكرني كيف أنه “درس” في جورجيا وان الغرب يعيش أزمة روحية وان حارس عمارته أكثر راحة من مترفي بيفرلي هيلز … حسنا مالمطلوب ؟

كان الرد بكل وقاحة: أن تتوقف عن الكتابة وتتوب الى رب العشيرة، وسأجمع لك صفوة شبابها ليمطروك قصائد في فندقي بالخيمة. من يكفرونك اليوم سيسبحون بحمدك بإشارة مني. أحسست برغبة جامحة في أن أصفع احدهم. لقد حققت قطيعتي المعرفية قبل سنوات، العشيرة شيء أخجل من الانتماء له. اصالتك (المزعومة) والحداثة لايجتمعان، ماتحاوله كتاجر حاوله نكوصيو الاصلاح قبلك، عقد أنجع الصفقات لإستيراد كل ما ” ينفع ” من الغرب وترك كل ماقد ” يضر ” اصالتك الوهم، المسكونة بداء بارانويا مُزمن.. حفاروا القبور الذين تتوعدني بهم، هزيلون معرفياً ، مثقلون بأعباء التراث المتراكم و زاحفون من مقابر التاريخ. معي انت تُفاوض كبرى الوثبات المعرفية الخلاَّقة التي خطها النوع البشري كمن يُفاوض مومس .. انت تريد أن تتمتع برفاهية الدولة المدنية و مباهج الحداثة مجاناً بدون تضحية ..بدون حتى أن تغوص أقدامك في أطلنطا الشك والقلق المعرفي ! دروشتك ودروشة عشابك الذي بجنبك، هي انتكاسة للفعل المعرفي، معها تمسي العقلانية قطرة في موج من اليقين .. انا لا اقبل ان يبتز التأمل العقلي أمام سلطة البلاغة … فعلا الغرب مأزوم جندريا، متنكر لوهج التنوير، قيم الجمهورية الصارمة، كسيح عقدة النيو-كولونيالية، غير حازم في قطيعته المعرفية وحداثته. فعلا الغرب فتح ضواحيه على مصراعيها، بحجة “النسبية والخصوصية الثقافية”، للتبشير بنمط من الاسلمة المفجوعة بفقدانها الغلبة، حبيسة لحظة الصدمة المغولية، مقابل صفقات التسليح الفاسدة ، ذلك الغرب العاجز على ان يحشد فردا واحدا للموت في سبيل اقانيمه. من فانكوفر الى هلسنكي، اوجد متطوعا واحدا يقبل ان يقتل او يقتل في سبيل رفع القدرة الشرائية، حقوق المتحولين جنسيا، اقتناء مايكرويف او اريكة؟ انها ازمة قيم. فرويد لم يوفق في التشخيص، انه غسق حضارة، لا مجرد قلق. فعلا الغرب أمامه استحقاقات جسيمة ولا يخجل من نقده الذاتي لكن عشابي مقالع الوهم الرملية في بوحديدة هم آخر من يشخص أزمات الغرب. افترقنا يومها واحتفظت بتسجيل صوتي للمحادثة، للتاريخ والارشيف. اليوم يلعب رأس أفعى التكفير هذا بالنار… ولايملك أدنى فكرة عن حجم سفاهتى. ذل من لا سفيه له.

 

ملاحظة: المدون يستخدم اسما مستعارا، وقد قال محرر المراقب المهدي لمرابط إنه يتحفظ على اسمه ونقل تقدمي نت التدوينة مع مدخلها وكذلك واصل زملائه

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى