تحميل مفوضية الأمن الغذائي مسؤولية خواء دكاكين”أمل”

الزمان انفو ـ “الأسعار لم تعد تطاق، الأرز والسكر والمعكرونة وغيرها.. لقد زادت أسعار كل شيء »، كانت تلك الكلمات التي قالها محمود وهو ينقل بعض البضائع من سيارة أجرة قدم على متنها من السوق إلى دكانه الصغير في مقاطعة عرفات، جنوبي العاصمة نواكشوط.

أضاف محمود وهو يخاطب سيدة جاءت لتشتري من دكانه الصغير: « يبدو أن النقود الجديدة لا بركة لها »، نقل الرجل الخمسيني جميع البضائع، وبدأ يبيع لزبنائه الذين زاد عددهم منذ أن تراجع نشاط دكاكين « أمل » التابعة للحكومة، والتي تبيع بعض المواد الغذائية الأساسية بأسعار مخفضة لصالح الفقراء.

في مقاطعة تيارت، شمالي نواكشوطـ، اختفت الطوابير اليومية أمام دكاكين « أمل »، لقد كانت هذه المحلات وجهة صباحية للعديد من الأسر الفقيرة في الحي، ولكن الكثير منها توقف منذ أزيد من شهر.

بعض المشرفين الذين عينتهم الحكومة الموريتانية على هذه المحلات، برروا توقفها بتصفية الشركة الموريتانية للإيراد والتصدير « سونمكس »، وتحويل مهامها إلى مفوضية الأمن الغذائي، ولكن هذه المفوضية ما تزال تواجه مصاعب في سد الفراغ.

يقول هؤلاء المشرفون إن المفوضية بدأت في تموين المحلات التجارية في الريف، بسبب حالة الجفاف التي تضرب البلاد بسبب نقص الأمطار، فيما أشار بعضهم إلى أن « تموينا بسيطا » تم توزيعه على المحلات، بالتزامن مع تولي المفوضية للأمر، لكنه نفد في يومه الأول بفعل الطلب المتزايد.

وفي انتظار تموين جديد تجد الكثير من الأسر الفقيرة نفسها في وضعية صعبة، وهي التي كانت تعتمد في معظم حاجياتها على هذه الدكاكين، على الأقل في الحصول على بعض حاجياتها اليومية.

العديد من الأسر الفقيرة اضطرت للتوجه نحو الأسواق، التي تشهد منذ قرابة شهرين صعوداً كبيراً في أسعار بعض المواد الغذائية، بسبب ما قيل إنه انخفاض قيمة عملة الأوقية.

في جانب آخر من الصورة التي خلفها قرار تصفية شركة « سونمكس »، يقف عشرات الشباب من مسيري برنامج « دكاكين أمل » الحكومي، أمام مبنى مفوضية الأمن الغذائي في نواكشوط، للضغط من أجل حماية عملهم، والفرار من شبح البطالة الذي يخم عليهم منذ قرار تصفية الشركة.

رفع المحتجون شعارات تطالب بعقود عمل مسجلة لدى محكمة الشغل، وحمايتهم من تحمل نقص وزن المواد الغذائية، أو تلفها نتيجة لعوامل خارجية.

يعمل أغلب هؤلاء الشباب في برنامج « أمل » منذ أن أطلقته الحكومة عام 2012 لمساعدة الفئات الفقيرة في مواجهة غلاء أسعار المواد الغذائية الأساسية.

كانت الشركة الموريتانية للإيراد والتصدير « سونمكس » تتولى تموين المحال التجارية التابعة لهذا البرنامج، قبل أن يصدر قرار بتصفيتها، بسبب المشاكل المالية، وتحويل مهامها لمفوضية الأمن الغذائي، تحول يبدو أنه يثير مخاوف العاملين في « أمل ».

صحراء ميديا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى