المطبعة الوطنية وأزمتها الخانقة*

الزمان انفو ـ تطل عليكم من جديد زملاءنا الإعلامين وعلى الرأي العام من خلالكم وكلناعاتبون لتجاهلكم الكبيرلقضيتنا المتمثلة في أزمة خانقة تعيشها مؤسسةوطنية سيادية منذ سنوات ” المطبعة الوطنية ” التي تعيش موتا سريريا  منذما يزيد على السنة  إن لم يكن أطول من ذلك في حين لم نسمع عن أي حديث إعلامي و لا أي مقال أو تحقيق مرئي أو مسموع أو مكتوب يتناول ما تعيشههذه المؤسسة وما تعانيه عوائل كثيرة ترتبط حياتها بالضحية المسكينة ..

واليوم نصرخ من أعماقنا موجهين  نداءا لمن يربطنا معهم الانتماء لقطاعواحد بأن يتحملوا مسؤولياتهم كاملة في إنارة الرأي العام الوطني والرسميلما تعانيه المطبعة الوطنية وما يترتب على ذلك من معاناة ومشاكل لعمالهاوأملنا هذه المرة أن يكون هناك اهتمام شامل وعام لقضيتنا ، ونذكر أصحابمهنة المتاعب بظلم ذوي القربى فبعضكم نعتبره شريكا في هذه المأساةالانسانية ، وذللك بتجاهله لها طيلة هذه الفترة وخاصة من هم على علم بكلمفاصلها وتفاصيلها الصحف الوطنية مثلا. وللإنارة الرأي العام حول هذهالأزمة وأسبابها الخفية والمباشرة الظاهرة وطرق علاجها والخروج منهانقول:المطبعة الوطنية مؤسسة عمومية ذات طابع تجاري وصناعي ( للأسف الشديد )تمتلك الدولة الموريتانية كل رأس مالها وهي نتاج التعاون الموريتانيالألماني وقد كانت المؤسسة الوحيدة المختصة في الطباعة والنشر تقريبا كمايرجع إليها فضل تكوين جل الفنين العاملين في المطابع الأخرى حاليا.وبعدانفصالها عن الوكالة الموريتانية للأنباء 1990م  شهدت المطبعة الوطنيةنموا ملحوظا صاحب المسار الديمقراطي وتطور إلى حد ما بتطوره شاركت في ذلكالمساعدة السنوية المعتبرة لميزانية الدولة وكذلك المساعدة الألمانيةوالطفرة التي شهدتها الساحة الوطنية في اليوميات والاسبوعيات وغيرها منالصحف والمجلات الوطنية وكذلك الأعمال الكثيرة التي كانت تستقبلها منوزارات المالية والتهذيب ، والداخلية ، الصحة …وغيرها من المؤسساتالأخرى كالمياه والكهرباء والاسكان والنقل والجمار ك والصندوق الوطنيللضمان الاجتماعي ينضاف لذلك ما تقدمه الأمانة العامة للحكومة مقابل سحبالجريدة الرسمية وكذلك ما تقدمه الوكالة الموريتانية للأنباء مقابل سحبجريدتي ” الشعب ” اوريزون”مع خسارة المطبعة الوطنية في ذلك هذه العواملكلها ساهمت في ذلك الانتعاش، وبالرغم من تهالك وقدم آليات المطبعة- معتحفظنا على ما اقتنه من آليات في مرحلة ما –ظلت تنجز أعمالا في منتهيالفنية وجري ذلك مرات كثيرة في وقت قياسي فاجأ الكثيرين وذلك نتيجة قدرةفنيها الذين يلجؤون في أحيان كثيرة لصناعة أو ترويض قطع غيار فنية لم تعدموجودة في الأسواق فكان عمالها قدوة للتفاني في العمل ونموذجا يحتذي فيالوطنية والمثابرة والامانة وحسن الاداء والسلوك وطيب المعاشرة. وفيمراحل لاحقة تراجعت مشاركة ميزانية الدولة في ميزانية المطبعة الوطنية تراجعا كبيرا وانعدمت المساعدة الالمانية ولم تعد هناك أعمال كثيرة إذأصب في استطاعة أي جهة تصميم الفاتورة أو الرأسية التي تريد وسحبها مباشرة دون الخروخ من المكتب ،كما اشتدت منافسة مطابع أخرى خصوصية تبحثعن العمل وتقدم لمن يجلبه مقابلا كما تعمل الفاتورة حسب إرادة الزبون وهيلا تخشى أي متابعة ولا تفتيش عكس المطبعة الوطنية، كما أن هناك عوامل أخرى كانت تساعد في جلب الأعمال ربما فقدتها المطبعة الوطنية هذه الأيام.أما الوكالة الموريتانية للأنباء فما زالت المطبعة الوطنية تطالبها بمبلغمعتبر منذ فترات ماضية كغيرها من بعض مؤسسات الدولة الاخري وهذا ما أديلتوقف “الشعب واوريزون ” طيلة خمسة عشر يوما لأول مرة في تاريخ هذا البلد،لأنه في الماضي حتى في الازمات والانقلابات لم تتوقف يومية الدولة لأكثرمن يوم واحد بل كان أي امتناع أو تأخر مقصود عن صدورها يعني سقوط المديرأو الوزير المسؤول عن ذلك تلقائيا، ومما ساعد أيضا في نضوب موارد المطبعةالوطنية فقدانها ما كانت تحصل عليه مقابل سحب الجريدة الرسمية التي حصلتهى الأخرى على طريقة للسحب خارج المطبعة الوطنية، وهناك عامل أساسي آخرساهم في انهاك المؤسسة وهو التراجع الكبير  في الصحف الورقية نتيجةانتشار المواقع والقنوات وما صاحب ذلك خلال السنوات الأخيرة من فرضالمطبعة الوطنية على سحب ما تبقي من تلك الصحف بمبلغ زهيد جدا على أنتعوضها ”  السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية” وهو ما لم يحدث منهإلا اليسير جدا.أما العامل الأخير والطارئ فهو عدم التفاهم أو الصراع مابين الإدارة الحالية ووزارة المالية والذي تغيب عنا أسبابه ومآلاته، لكنالأيام كفيلة بكشف ذلك.وإذا كنا ذكرنا أسباب أنتعاش المطبعة الوطنية كماعددنا العوامل التي أدت لانخفاض مواردها فإننا لا نرى أي صعوبة كبيرة فيتسوية مشكلتها وإخراجها من الورطة فهي لا تحتاج غير لفتة كريمة من الجهاتالرسمية والحلول متاحة وكثيرة لا نريد الدخول فيها فأي جهة جادة ستجدهابين أيدها وبسهولة اما نحن فنعيد دعوتنا بالتحرك السريع لإنقاذ مؤسسةوطنية سيادية وانقاذ ما يزيد على مائة عائلة أصبحت ضحية لهذه الوضعيةالصعبة.

عن عمال المطبعة الوطنية

بارك الله محمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى