قضية الصحراء في عنق الزجاجة …

  بقلم : عبدالله حافيظي السباعي

 الزمان انفو ـ أنهي أمس الاحد فاتح يوليوز 2018 المبعوث الأممي الرئيس الألماني السابق كوهلر أنهى جولته الحكومية إلى منطقة المغرب العربي التي شملت كل من الجزائر ومخيمات تندوف وموريتانيا والرباط وبعض من الصحراء المغربية. …

موقف الجزائر وربيبتها البوليساريو معروف مسبقا وعملا على إقناع المبعوث الأممي على الإسراع بتنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي على حد قولهم مع تركيز البوليساريو على إثارة انتباه المبعوث الأممي على وضعية حقوق الإنسان في مدن الصحراء وظهر ذلك جليا في رسالة الانفصالي ابراهيم غالي إلى الأمين العام لأمم المتحدة التي أعطت صورة قاتمة للوضع الأمني والحقوقي في المنطقة بل جاءت في الرسالة اسماء المسجونين الصحراويين والذين تعرضوا للتعذيب من طرف الأمن المغربي في كل من مدن العيون بوجدور السمارة والداخلية وتبين الرسالة التي توصل بها الأمين العام في الوقت الذي يجوب فيها ممثله الخاص مدن الصحراء مما يبين قوة الاختراق التي يتمتع الانفصاليين في مدن الصحراءء  وهي فقط جبهة ثورية الشيء الذي لم يستطع الوصول اليه المغرب في مخيمات تندوف رغم أن المغرب دولة قوية في المنطقة وتصرف آموالا باهظة على كل المستويات لكن لا نتيجة لذلك لأن المتعاونين مع المغرب هدفهم الأساسي هو الكسب وبقاء القضية على حالها ما دامت البقرة حلوب تذر حليبا طاجزا ….والسؤال الذي يفرض نفسه هو لماذا نجحت البوليساريو في اختراق ساكنة الصحراء ولماذا فشل المغرب في إيجاد موطء قدم في مخيمات الحمادة ؟؟؟  يعرف مشكل الصحراء تطورا ملحوظا مند التصويت على القرار الأممي الأخير بداية شهر أبريل الماضي هذا القرار الذي قلص المدة الزمنية لتمديد مهمة المرنسو إلى ستة أشهر فقط بذل السنة التي كان معمول بها مند ايقاف النار في المنطقة سنة 1991 وهو إجراء له ذلالته الخاصة …. أما جولة كوهلر هذا الأسبوع فقد اتسمت بطبيعة لم تكن معدودة مع المبعوثين الأمميين الآخرين وخاصة روس الذي اتسمت فترته بأزمة خانقة كادث أن تعسف بالتعاون بين المغرب والأمم المتحدة … كوهلر استقبل في الرباط استقبالا يليق بمكانة المؤسسة التي يمثلها حيث استقبل من طرف وزير الخارجة المغربي ورئيس الحكومة وكان من الأجدر أن يستقبل من طرف البرلمانيين النواب  والمستشارين المنتمين إلى الأقاليم المعنية بالنزاع حتى يعرف أن يشكلون نسبة مهمة في البرلمان المغربي وان لقائه معهم كان سيكون مفيدا في الرباط أكثر منه في الأقاليم الصحراوية …. أما استقباله في الجهتين الصحراويتين ااساقية الحمراء ووادي الذهب ففي جهة العيون فقد كان الاستقبال صحراوي مائة في المائة لأن الوالي وعمدة المدينة ورئيس الجهة كلهم من ابناء الصحراء كما أن اجتماعه بالمنتخبين وجمعيات المجتمع المدني من شأنه أن يعطيه فرصة سانحة للاستماع إلى مقترحاتهم وتكوين فكرة عن تطلعاتهم المستقبلية … والملاحظة المهمة في هذه الاستقبالات هو غياب المجلس الملكي الصحراوي على كل الأنشطة فلا رئيسه خليهن ولد الرشيد لم يظهر له أثر أما الكاتب العام للمجلس فقد فضل حضور ندوة بنشماس في الداخلة … أما باقي أعضاء المجلس فمن حضر مهم حضر بصفته الانتخابية لا غير …. لقد حاول أعداء الوحدة الترابية إثارة القلاقل للتضيق على هذه الزيارة المهمة خاصة في مدينة العيون التي نقل راديو ميزرات من قلب مدينة العيون أن هناك مظاهرات نظمت في مختلف أنحاء العيون وخاصة في قلعة النضال حي معطلة … لكن كل ذلك لم نجد له أثرا لأن المواقع الفيسبوكية لم تستطع نقل أي شيء من ذلك ….  الاستقبال الذي خص به عمدة المدين مولاي الحاج حمدي ولد الرشيد كان لقاءا مهما لأنه سمح لمختلف أطياف المجتمع الصحراوي بالكلام وهي أول مرة يتفق فيها الصحراويين على كلمة واحدة جامعة مانعة هو الموقف الثابث السرمدي  للحاج حمدي ولد الرشيدوالذي يومن به أكثر من إيمانه بالله  والقاضي بأن الحل الوحيد هو منح الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا موسعا تحث السيادة المغربية  وان اي حل آخر سيكون مصيره الفشل وان الحاج حمدي ومن يدور في فلكه  المستفيدين من قربه سيضطرون إلى حمل السلاح إذا حاولت الأمم المتحدة فرض اي حل آخر وخاصة استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي الذي يعرف الحاج حمدي في قرارة نفسه انه سيكون الخاسر الأكبر إذا طبق لا قدر الله ….أسرة أهل الرشيد معروفة مند نشوب مشكل الصحراء حتى زمن الاستعمار الاسباني وخاصة زعيم الصحراء انداك انه تفاوض مع الأسبان حول حكم ذاتي كما فعل ولد داداه مع الاستعمار الفرنسي … لكن الصحراويين ليسوا هم الموريتانيين المعروفين بدهائهم وبعد نظر … عكس الصحراويين الذين تنقصهم التجربة …. الحاج مولاي حمدي جسد أفكار شقيقه خليهن الذي كان حاضرا فكريا مبعدا جسديا ….تبني فكرة الحكم الذاتي الموسع تحت السيادة المغربية من طرف أهل الرشيد ومن يدور في فلكهم ليس حبا أو أخلاصا كلي للمغرب بل هو حب المزيا التي سيذرها عليهم خاصة المكتسبات  والخيرات التي لا تعد ولا تحصى زادهم الله خيرا ومهابة لأن الحسود لا يسود … أسرة أهل الرشيد أسرة خير وبركة وفال حسن من ناصرها يجد الخير الكثير ومن عادها يتم إبعاده بشتى الطرق وآخر ما في هذه الأسرة أن صديقها يمكن أن يكون عدوا لها في رمشة عين والعكس صحيح ….والمشكل الكبير هو أن الاتجاه الذي يتبناه أهل الرشيد ليس عليه إجماع حتى في قلب الصحراء المغربية فإذا كان سكان مخيمات تندوف عنهم إجماع حول استفتاء تقرير المصير فإن هناك أغلبية صامة وأخرى تجهر بموقفها نهارا جهارا بأنها ضد الحكم الذاتي كيفما كان نوعه والجميع يعرف في قرارة نفسه أن المغرب إذا أجرى اي استفتاء حتى إذا كان من بين أسئلته سؤالين فقط الحكم الذاتي أو الاستقلال فإن ازيد من تسعين في المائة سيصوتون لاستقلال بما في ذلك من يدور في فلك أهل الرشيد …. ان استنتاجاتي هذه ليست وليدة اليوم بل هي مواقف عبرت عنها زمن صولة ادريس البصري وبنهاشم وعلبوش وزمراك والسعداوي وجلموس والخليل وحاليا بوشعاب لأنني لا أخاف في قول الحق لومة لائم ومن أراد التحقق من ذلك يرجع إلى كتابي الصحراء المغربية بين المطرقة والسندان والى مقالتي التي انشرها في الصحف الوطنية والدولية وفي مختلف الواقع الإلكترونية لانني أومن بأن من مات من أجل كلمة حق مات شهيدا ….وانني لو أردت التملق لما بقيت مهمشا مع كل الحكومات بما في ذلك حكومة الإسلاميين التي خيبت آمالنا جميعا …. المغرب كما كنت دائما اقول لا يكرم الا من اساء إليه ولا يهمش إلا من اخلص إليه. ….وهذه سنة الله في أرضه ولا راد لقضاء الله وقدره … هناك بعض ضعاف العقول يتهمونني حسدا وظلما وعدوانا انني اعمل مع المخابرات المغربية الموريتانية ومن قبل الليبية وهذا كذب وبهتان لأنني لو كنت فعلا مخابرا ما نشرت مقالاتي الانتقادية لسياسة الدولة ولرجاتاتها في عز صولتهم كادريس البصري ومن كان يدور في قلكه الذين ذهب الله بنورهم وتركهم في الظلمات إلى يوم البعث ….المخابر يا اغبياء لا ينشر تقاريره ويكتفي ببعثها إلى اسياده اما انا واعود بالله من قول انا كلما اكتبه في الصباح الباكر بعد صلاة الفجر انشره في حينه حتى قبل مراجعته وتمحيصه فأنا اكتب للتاريخ قبل الأشخاص وكم تسببت لي كتاباتي من مشاكل سواء مع الدولة ومع أصدقاء مسؤولين ساميين من وزراء وولاة وعمال لان  صراحتي جارحة ومن شب على شيء شاب عليه والطبع يغلب التطبع وتزول الجبال ولا تزول الطباع …وانا استسمح كل من آسأت إليه في كتاباتي بغير قصد ولا سابق اصرار  …………

أعود والعود احمد إلى الرحلة المكوكية للمبعوث الأممي كوهلر  والتي ستظهر نتائجها أن لم تكن عاجلا فاجلا مع التقرير الأممي بعد ستة أشهر بالتمام والكمال …..

واتمنى ان لا يغتر المغرب بلقاءات ولد الرشيد لأن ما تخفيه أعظم وان ما توصل به المبعوث الأممي من تقارير سرية أكثر بكثير مما قيل في اللقاءات المتلفزة وحفلات الشاي بكعب غزال وأنواع الحلويات. …..والمآذب الراقية بأنواع البسطيلة بالسمك الصحراوي الرفيع ….الأمم المتحدة لا يومن جانبها فهي لم تدخل منطقة وتخرج منها بخير وما وقع في تيمور وجنوب السودان والعراق حاليا هو أكبر عبرة لمن يريد أن يعتبر. ….. انا أعود بالله من قول انا لست متشائما لكنني ادعو دعوة صادقة أن لا يترك المغرب الملف في يد من يريد الاحتفاظ به قصد جني من ورائه المكاسب الشخصية والاستغناء بدون سبب على حساب مآسي الصحراويين في فيأفي الحمادة والصحراويين  الفقراء في مختلف مدن الصحراء المغربية الغربية ….كفى من تبذير أموال الصحراء وخيرات الصحراء على من لا يستحقها …. لقد أن الأوان لإعطاء كل ذي حق حقه …كفى ازيد من اربعين عاما من العبث والتحذير والنفاق والتزلف. …..،،،،،،، إذا أراد المغرب الخير لنفسه ولأهل الصحراء عليه أن يسارع إلى تجديد وانتخاب أعضاء المجلس الملكي الصحراوي على اساس اللوائح المقبولة من طرف الأمم المتحدة  خاصة المتواجدين حاليا في الصحراء ويمكن إذا كانت الانتخابات نزيهة أن تفرز نخبة غير منافقة ستعمل لا محالة على إقناع الطرف الثاني بقبول الحكم  الذاتي     الموسع  على اساس  ان  تضمنه  الأمم المتحدة وتشرف على تطبيقه في  المستقبل .،،،،،، وبدون ذلك فلن تجد هذه القضية حلا ناجعا في المستقبل والتي قد تعرف تطورات خطيرة في حالة عدم الإسراع بإيجاد حل لها …… وقد أعدر من أنذر  ….

والله لن يضيع أجر من أحسن عملا …..

وحرر بنواكشوط في غرة يوم الاثنين 2 يوليوز 2018

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى