حين بدأ “الأمير” يزعج أمن ولد الطايع

الزمان انفو -من يوميات مسافر –

كنت أستعد للسفر إلى جزر الخالدات. ورغم ضيق الوقت قبيل مغادرة ميناء نواذيبو نحو السفينة التي ستمخر بنا عباب البحر؛ فقد حرصت على أن أقتني بعض الروايات؛ أذكر من بينها “مائة عام من العزلة” لغارسيا ماركيز الكاتب الشهير الحائز على جائزة نوبل، التي وصفها احد المشاهير بأنها كسترة النجاة تلقى لغريق بعد أن يكون قد وصل إلى بر الامان..وأنها “لا تصدر غلا عن شيطان رجيم”..إضافة لثلاثية مدن الملح لعبدالرحمان منيف..وبالكاد أدرك الزورق الذي حملني موعد رفع مرساة الباخرة..كنت مرهقا بعد أسبوع من “الزن” على متن سيارة “التويوتا استرلتس” المؤجرة، التي جبت بها أطراف في المدينة الشاطئية، وقمت حينها بالكثير من “العمل الخيري”..

كان السلفي الخديم ولد السمان يرافقني إلى محل للتصوير لاخذ صورة له لإرفاقها بخبر سأرسله للزميل “رياض أحمدالهادي” الذي كان يرأس تحرير جريدة القلم،ورغم ضعف الوسائل حينها فقد وصل الخبر في وقته وظهرت صورة الخديم لاول مرة في الإعلام مرفقة بحكايته التي اتهم فيها المدير الجهوي للأمن حينها محمدعبدالله ولد آده بالإشراف على عملية توقيفه بمسجد بحي “لنيمروات” ونقله في سيارة صغيرة رفقة افراد من الشرطة إلى “كابانو” وتعذيبه وتركه مقيدا ليقضي الليل كلَه في التدخرج في اتجاه المدينة..ورغم ان قصَته تلك كان مبالغا فيها، فقد كان ينشط بقوة في مجال الدعوة تمهيدا لاصطياد بعض الشباب لاكتتابهم لاحقا في التنظيم الذي بايع تنظيم القاعدة و نصَب الخديم اميرا عليه في موريتانيا..

وصلنا جزيرة لاس بالماس وكانت لنا هناك أيام من السهر والإستماع لأحاديث المهاجرين السريين والعلنيين، جعلني بعضها أرثي لحالهم، وأرفض البقاء هناك رغم إشارة صديقي “الحاج ابنو” بالبقاء هناك للكفاح من أجل نيل الحقَ بالعمل والسكن هناك..

وكتب هناك فقرات من روايتي “القرية العائمة” التي لم تر النور، وربما لن تراه؛ بشكلها ذلك؛ أبدا لما بها من أدب قليل الأدب، فقد كنا حينها نقرأ باستمتاع موسم هجرة الطيب صالح،وخبز محمد شكري الحافي..

يتبع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى