في رحيل شيخ جليل /سيد ولد عمار ولد النمين

 

الزمان انفو:
قضى اليوم أبونا و أستاذنا و إمامنا لمرابط ولد محمدفال ولد الطالب محمد تغمده الله بواسع رحمته وأدخله فسيح جناته و ألهمنا و ذويه الصبر و السلوان وإنا لله و انا إليه راجعون
وكان قد ولد رحمه الله في العشرينيات من القرن الماضي في مدينة تجكجة من أبوين شريفين من مشيختين مشهورتين ،مشيخة اجداده آل خليفة ولد الطالب احمد ولد اكدلحاج المشهورين بالفقه و القضا والتدريس و التصوف ،ومشيخة اجداده من امه آل الشيخ احمدو ولد الشيخ محمدالحافظ مشيخة الطريقة التيجانية في غرب افريقيا،في هذا الحضن نشأ و تربى ناهلا من معين الاخلاق الفاضلة و القيم النبيلة و العلوم النافعة و متنقلا بين كتاتيب و محاضر مجتمعه وقدحضر حلقات الدرس عند كل من السالم ولد اسلمو ولد عبد الودود الآبيري(ببكر بن عامر) و لمرابط الحاج بن السالك بن فحفو المسومي(كلاكه) و لمرابط بدين ولد المخطار الجكني (انواشيد) فحفظ القرآن و جميع المتون المقررة مثل:أمهات البراهين في العقيدة للسنوسي( الكبرى و الصغرى و الوسطى) و المرشد المعيين في الضروري من علوم الدين لابن عاشر و مختصر عبد الرحمن الاخضري و رسالة ابن أبي زيد القيرواني و مختصر ابن أبي المودة خليل ابن اسحاق والآجرومية لمحمد ابن آجروم الصنهاجي وملحة الاعراب للحريري و ألفية ابن مالك في النحو ولامية الأفعال في الصرف،و المراقي في الاصول و طلعة الانوار في الحديث لسيدي عبدالله ولد الحاج ابراهيم و تحفة ابن عاصم في القضاء، إلى غير ذلك…..
انخرط في سلك التعليم فكان من خيرة مدرسي اللغة العربية و كان له الفضل في تنشئة طلابه على حب العربية و الإسلام و حصن هوياتهم و غرس فيهم أصالة الانتماء في زمن اضحى الإمبتات و التغريب سيدي الموقف،كما عمل مستشارا في الإدارة الجهوية للتعليم في تكانت و في تلك الفترة شكل خلية نحل يلتقي فيها جميع بغاة المعالي من زملائه و طلابه كل عملهم هو تحصيل العلم نسخا و تدوينا و إقراء فنظم مكتبته و خصص لها ركنا من داره و كانت قبلة للباحثيين و المستفتين …
بادر إلى تنظيم المكتبات الأهلية صونا لكنوزها و نوادرها في رابطة تسمى رابطة اصحاب المخطوطات و حفظ التراث التي ظل يرأسها كما كان رئيسا لرابطة العلماء في تكانت،زاول المرحوم بإذن الله انشطة و وظائف متعددة مثل إمامة المسجد و وظيفة الموثق العرفي المؤتمن و قد استطاع أن يجمع النوازل النثرية لسيدي عبدالله ابن الحاج ابراهيم و نظمي محمدالعاقب ابن ميابة و الشيخ احمدو ولد محمد الحافظ لها موائما بين هذه النصوص بألوان مختلفة فدون النثرية باللون الأسود و نظم محمد العاقب باللون الاحمر و نظم الشيخ احمدو باللون الأخضر مما سهل تحقيق هذه النسخة من طرف القاضي و العالم محمدالامين ابن محمدبيب العلوي ،وله غير ذلك من الأعمال الخادمة للعلم و التراث و ذالك محفوظ في كنانيشه
تقبل الله منه هذه الاعمال الصالحة و جعلها في ميزان حسناته و بارك في خلفه و جعلهم خير خلف لخير سلف و بمناسبة هذا المصاب الجلل فإننا نعزي انفسنا و جميع أفراد عائلة المغفور له بإذن الله و ساكنة تجكجة و حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى