خطاب الوزير الأول اليوم بقصر المؤتمرات

alt” لم يعد الناس يختلفون في أن المنظومة التربوية هي التي يقع عن طريقها التفاضل بين الأمم، بناء وإنتاجا، واستيعابا وتنمية، وتطورا وإبداعا، واستقرارا ورفاها. فكثرة الأرصدة المالية، وضخامة الموارد الطبيعية، وكثافة السكان البشرية، ليست ذات شأن، ما لم تنتج المنظومة التربوية مصادر بشرية، عميقة الإيمان، عالية الكفاءة، قوية التكوين والتدريب.

لقد عرف النظام التربوي الوطني عدة إصلاحات، وأنجز فيه الكثير من الاستراتيجيات بهدف تطويره والرفع من مستواه. وبرغم كل المحاولات، لا يزال تعليمنا فاقدا لمصداقيته، يتميز بتراجع المستويات وعدم الملاءة مع حاجيات السوق المهنية. إضافة إلى ضعف القيادة التربوية وسوء التخطيط ونقص التدريب والتكوين. وإدراكا منا جميعا للتعثرات الكبيرة، التي شهدها نظامنا التربوي، إلى حد العجز عن تلبية المتطلبات العادية للتنمية، فضلا عن آمال وطموحات الأمة؛ فقد كلفت الحكومة -بناء على تعليمات من رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز- لجنة مستقلة، من أصحاب الاختصاص، بالإشراف على تنظيم منتديات وطنية للتربية والتكوين. وسخرت لها الوسائل المناسبة وأعطيت الوقت الكافي لتقوم، حسب صيغ مرجعية محددة، بتصور إطار ناجع، وجامع لمنظومتنا التعليمية، يشارك كافة أطياف المجتمع وفعالياته في تصور وبلورة ملامحه العامة.

أيهاالسادةوالسيدات

إن المعطيات المتوفرة تؤكد بأن بلادنا تتوفر على فرص شغل كبيرة، وهي فرص مرشحة لأن تزداد باطراد، بفعل ما شرعنا في تنفيذه من ورشات في مختلف المجالات. إلا أن منظومتنا التربوية -نتيجة لتراكم الاختلالات عبر الخمسين سنة الماضية- ما تزال بعيدة عن المستوى المطلوب لمواكبة أبسط المتطلبات التي نحتاجها. ففي الوقت الذي نلاحظ فيه نقصا كبيرا في المهارات والكفاءات العلمية والتقنية على كافة المستويات، كالطب والهندسة وغيرهما، يعاني الكثير من خريجي نظامنا التربوي من البطالة لعدم ملاءمة التكوين مع احتياجات سوق العمل. وهذا ما يجعلنا نركز على التكوين العلمي والفني والمهني باعتباره أنجع وسيلة للاستجابة في آن واحد، لتلبية الحاجة الملحة لفئاتنا الشابة إلى التوظيف ومواكبة الطلب المتنوع والمتنامي لسوق العمل والاقتصاد الوطني.

أيها الحضور الكريم

وتشكل الجلسات الوطنية هذه، تتويجا لهذا المسار التشاوري الموسع، وفرصة لتقديم حصاد المراحل السابقة، أمام النخب، والفاعلين الرئيسيين في البلاد. وأملنا كبير، في أنكم ستناقشون العروض المقدمة وتثرونها، وتتوصلون إلى نتائج علمية وفنية بحتة، يمكن أن تؤسس لاستراتيجيات متكاملة، وبرامج عملية قابلة للتنفيذ. وتنفيذا للوعد الذي تعهد به رئيس الجمهورية في برنامجه الانتخابي، فإن الحكومة ملتزمة بتنفيذ ما ستتمخض عنه منتدياتكم هذه في إطار الأولوية الممنوحة للتربية والتكوين. وعلى بركة الله أعلن افتتاح الجلسات الوطنية للمنتديات العامة للتربية والتكوين.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى