صحفي شهير: من غيبني عن مهنة الصحافة هو الغائب لا أنا

الزمان أنفو _ فخامة الرئيس: أنا عبد الله السيد..ها أنا ذا ؟


أحيانا تفرض الظروف على الإنسان أن يتخلى عن نكران الذات وأن يتحدث عن نفسه.
وقد أرغمتني الظروف اليوم أن أتحدث عن نفسي لأول مرة رغم أن نفسي المطمئنة قد قتلتها في الله منذ زمن بعيد.
والسبب أن ديوان الرئيس محمد الشيخ الغزواني رئيسي الذي منحته أول صوت أدلي به في انتخابات رئاسية، قد أسند الى مجموعة من بقايا الانظمة السابقة مجموعة من المتنفذين المعادين للمهنيين الحقيقيين الذين يحكمون اليوم المجال الاعلامي الرسمي، (وما أغرب ذلك) تنظيم مؤتمر صحافي ،فانتقوا قائمتهم وأقصوني منها مع آخرين لا أقاس بهم مهنيا ولا دورا ولا أداءا ولا تاريخا في المهنة.
أعضاء المجموعة خانوا الرئيس بفعلهم المشين هذا وأوقعوا الرئيس وديوانه في ظلم صحافي دعي نظراؤه ولم يدع فشعر وهو في سنة تقاعده الاولى أن النظام الجديد كسابقيه، غير مهتم به ولا شأن له في زهرة شباب هذا الكاتب التي قضاها من 1975 حتى 2018 محررا ومخبرا ورئيس تحرير ومدير تحرير ومدير عام مساعد قبل أن يعزله ولد عبد العزيز ظلما على أساس قبلي.
الدليل على الإقصاء أن مجموعة المتنفذين اقترحت على الرئيس الا يدعى اي مراسل لوسيلة اعلام اجنبية ليكون اللقاء مع الصحافة المحلية ولكي أقصى أنا ومن لا يروق لها، فأعلن الرئيس ذلك في مقدمة اللقاء ليكذبوه في نفس اللقاء بدعوة ( مراسل وكالة فرانس برس، صحيفة الحياة، فرانس 24 وآخرون).
لو خلت قائمة المدعوين من المراسلين الدوليين لقبلنا الامر لكن أن يعلن الرئيس معيارا للحضور ثم يجري خرق المعيار في الحضور فذلك خيانة للرئيس وإقصاء لنا.
يا فخامة الرئيس: هؤلاء خانوك فينا وأقصىوني وأنا أطالب بحقي، فمنذ أيام والجميع يتصل علي : لما ذا لم تحضر لقاء الرئيس، ألست من جيل التأسيس؟
فلا أجد جوابا فالامر محير وغريب: كيف غبت.. ألست من؟؟..ألست من؟؟
المجموعة نفسها سبق أن أقصتني (هنا أشكرها) عن مؤتمرات عزيز وذلك مفهوم وشرف لي، أما أن يغيبني أفراد لا علاقة لهم بالمهنة عن لقاء دعا له رئيسي الذي ساندته لا بالنفاق وإنما بالقلم المؤثر، لقاء مع أخي في الله ففخامة الرئيس ابن مشيخة صوفية كبرى وأنا ابن الشيخ محمد الحافظ وسيدي مولود فال مشيختين صوفيتين عريقتين.
المجموعة المتنفذة اقترحت على الديوان الاعتذار للاستاذ الزميل الحسين ولد محنض في إطار تدارك مرتبك، لبعض أخطائها الكثيرة التي أفشلت أول خرجة للرئيس، وطرحت علي الاسئلة من كل جانب، حول ما إذا كان الديوان
اعتذر لك: فكان جوابي: لا.
-فخامة الرئيس،
-السادة أعضاء الديوان،
-أعضاء اللوبي المحترم،
أنا عبد الله السيد، مع كوني كاتبا صحافيا والارشيف موجود، أجيد قرض الشعر بلا تكلف وقد قلت عندما أقصيت بينا واحدا لكنه يحمل في تجاويفه قصيدة ناطقة:
غيبت لكن مع معي قد غيب القدم: وغيب الخبر الإكسير والقلم
أقول لرئيس الجمهورية ولديوان رئيس الجمهورية ولمجموعة المتنفذين، وللشعب الموريتاني أن مساري في الاعلام الوطني مسار طويل جدا ومن محطاته:
– يوم دشن الرئيس المؤسس الوكالة الموريتانية للصحافة عام 1975، كنت واقفا عند يمينه شابا حدث السن مخبرا صحافيا .
-توليت منذ لك التاريخ الى تقاعدي الاداري، جميع مهام التحرير من مخبر صحافي غطى المؤتمرات، لمحرر، لمحرر مترجم لكاتب صحافي لرئيس تحرير الاخبار لمدير الاخبار.
قمت بقيادة مشروع “نبراس” مع الوزير عزيز ولد داهي (مهندسا خبيرا آنذاك) وحددنا منهجية نقل الوكالة من عصر التلكس الى عصر المعلوماتية.
– توليت رئاسة تحرير اليومية “الشعب” وإدارة تحريرها ثلاث مرات، وأنا (مع زميلي موسى ولد حامد) من فتحتها لجميع كتاب الرأي سنة 2005 وأزلت عنها التحنيط،
– أصلحت إدارة الاخبار في الوكالة وقد توليتها اربع مرات والصحافيون موجودون فاسألوهم،
كنت المعلق السياسي للوكالة لسنوات ( من الشهود على ذلك زميلي اعل عبد الله الذي كان يترجم التعليقات الى اللغة الفرنسية).
– توليت منصب مدير عام مساعد للوكالة قادما اليه من قاعة التحرير لا من دهاليز النفاق، وساعدت المدير العام ديكو سوداني بما يلزم .
-قمت بطلب من زميلي شيخنا النني ابان ادارته للوكالة، بدورات تكوينية لزملائي في الوكالة وهم موجودون فاسألوهم.
خارج الاعلام العمومي:
– اختارتني وكالة يونايتد برس انترناشنال من عدة صحافيين، مراسلا لها في غرب افريقيا وتقاريري منشورة في كبريات الصحف العربية ومترجمة في كبريات الصحف الاخرى،
-اختارتني صحيفة ” القدس العربي” مراسلا لها وتقاريري موجودة خلال الفترة من 2003 حتى يوم أمس.
إقصائي غير مبرر وحتى لو تقرر معيار تغييب المراسلين الدوليين فاللازم في نظام طبيعي،،أن أستثنى من ذلك.
سأظل بخبرتي ومن موقعي من أجل موريتانيا، داعما للرئيس محمد الشيخ الغزواني: لا أريد مقابل ذلك جزاء ولا شكورا؛ فأنا إعلامي متقاعد لا أريد منصبا ولا امتيازا ولا تعيينا.
نعم..هذا هو أنا عبد الله السيد، من غيبني عن مهنة الصحافة فهو الغائب لا أنا..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى