صورة وتعليق

الزمان أنفو _ أجل كانت هذه الصورة أياما قليلة بعد وفاة والدتى، رحمها الله، زينب بنت عبد المعطى ولد الحسن، تغمدها الله برحمتها ورفعها و والدي في الفردوس الأعلى من الجنة.
فعلا رحلت عن دنيانا، زينب بنت عبد المعطى ولد الحسن، تللك المرأة الآدرارية، الأصلب من شم جبال أطار، تلك الجدر الحجرية المتراكمة العنيدة القوية.
كانت والدتي أقوى منها، رحمها الله.
وكانت أشد وفاءً من السموأل، ذي القصة الشهيرة في هذا الصدد الأخلاقي الرفيع، ومع هذا كانت حنونة بصور خالدة، تذكرك، بقوله جل شأنه: “وحنانا من لدنا وكان تقيا”.
ورغم هذا التاريخ الحافل، ورغم أنها ربتني غير مدلل نسبيا، لا تصدقوا هذه وحدها تماما، أنا صادق في هذه الفقرة الأخيرة، بنسبة مئوية” %”، لا أستطيع تحديدها، لأني كنت وحيدها.
المرأة مهما كانت صلابتها، عندما لا تنجب إلا مرة واحدة، قد تضعف غالبا في هذه، ومهما كانت خصوصيتها، في الصلابة المدعاة!.
ولذلك في مرات كثيرة، رغم ما ادعى من عقيدة ومعرفة عن قصة البشر الطويلة المزمنة الحتمية مع الموت، دون تمييز، إلا أنى كنت أفكر، من حين لآخر، كيف سأواجه الحدث، إن حصل و أنا حي؟!.
فعلا بعد صراع مع مرض قلب مفاجئ، تطور سريعا، وفي ظرف أسبوع فحسب، رحلت روح أمي يوم الأربعاء، من أحد أسرة مستشفى صباح بنواكشوط، فجر يوم الثالث من رمضان 1437هجرية، الموافق 7/6/2016.
فعلا صبرت واحتسبت، لله الحمد، ونجحت في التماسك الظاهري، مع هزة وزلزال المصيبة.
والحمد لله على كل حال، فلا مصيبة بعدك، يا جدي، خاتم المرسلين، خير الخلق طرا، عليك أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
اللهم ارحمها، وسائر موتانا وموتى المسلمين.
لكن الصورة الحالية المنشورة، التي أخذتها عدسة ما، أفشت بعض ملامح الحزن الدفين المتجدد.

عبدالفتاح اعبيدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى