آن لنا أن ننتهي من ملف عصابة الحرابة / سيدي علي بلعمش

الزمان أنفو _

يمكن أن ننتقد النظام القائم بأي شيء بل من واجبنا أن نفعلها حتى تستقيم كل الأمور ، لكن لا مقارنة على الإطلاق و لا وجه للتشابه بين النظام القائم و عصابة حرابة ولد عبد العزيز . و ما يحاول البعض تسويقه من خلال المطالبة بمحاسبة “الجميع”، ساذج و تافه و كلمة باطل يراد بها باطل: الفساد سمة عالمية حتى في البلدان المتقدمة جدا في المجال الديمقراطي ، لا سيما في دول العالم الثالث، لكن ما فعله عزيز و عصابة حرابته لا علاقة له بالفساد بل كان نهبا تدميريا على المكشوف، لكل شيء في هذا البلد.
و اعتقاد ولد عبد العزيز و ذبابه و عقاربه أن باستطاعتهم أن يحتموا بفساد الآخرين ، هو جريمة أخرى من جرائم عزيز لأن الآخرين تم توريطهم بسبق إصرار و ترصد و عليهم اليوم بالفعل أن يثبتوا أن توريطهم تم بوعي منهم و أن ما قاموا به من فساد كان الوسيلة الوحيدة لتفادي شرور المجرم عزيز حتى محاصرته و تخليص البلاد من ورطته كما حصل بالضبط.
رغم ذلك كله، يمكن أن نتكلم عن كل شيء بعد رمي ولد عبد العزيز خلف القبضان . و لست أفهم لماذا لا يطال التجريم اليوم من يدافعون عن جرائم عزيز في حق شعبنا و بلدنا من أقلام و حناجر مأجورة ، لا تُخفِي خيانتها للوطن و لا تستحي من إنكار جبل ثروات هذا المجرم الظاهرة لعيان الجميع من قصور و مؤسسات ضخمة و حسابات مصرفية داخلية و خارجية تغص بالسيولة المنهوبة من خيرات بلدنا .
حتى المجرم عزيز نفسه يعترف بثرواته بل لا يمكن أن ينكرها لأنها ماثلة أمام العيون، رغم أن الظاهر منها لا يمثل 5٪؜ من حقيقة ما نهب من ثروة هذا الشعب المستباح.
فما هو الفرق اليوم بين المأجورين للدفاع عن جرائم عزيز و المأجورين لإخفاء ممتلكاته المنهوبة من أموال الشعب ؟
-لو كانت لهذا النظام وسائل إعلام محترفة ، تتمتع بما تحتاج من حرية و جرأة و مهارات، لما كان أي أحد اليوم يستطيع أن يتجرأ على الدفاع عن جرائم عصابة حرابة ولد عبد العزيز.
– لو كان لدينا قضاء يتألم لما لحق بشعبنا البريء من مآسي بسبب تولي هذا المجرم للحكم خلال عشرية الشؤم و الجمر ، لحول دفاع أي مأجور عنه إلى جريمة خيانة عظمى كاملة الأركان و القصد و الإساءة إلى شعبنا و بلدنا .
– لو كانت لدينا نخبة وطنية تغار على الوطن من القلب لما استطاع أي من الخونة المأجورين ، المدافعين عن المجرم عزيز اليوم، أن يخرج إلى الشارع ما تبقى من حياته..
على من يعملون على خلط الأوراق ، أن يفهموا أنهم سذج أكثر من عزيز و خونة أكثر منه .
و على لفيف المحامين المكلفين بالدفاع عن ممتلكات الشعب و مصالحه ، أن يطالبوا بمحاكمة هذه الأقلام و الحناجر المأجورة من أموال الشعب للإساءة إليه ، بتهمة الخيانة العظمى .
كل ما يطلبه شعبنا اليوم هو محاكمة عصابة حرابة عزيز التي عاثت فسادا في بلدنا و استرجاع ممتلكات الشعب المنهوبة دون وجه حق.
و على من يعملون على خلط الأوراق من حملة شعار “محاكمة الجميع” من أجل عدم محاكمة أي أحد ، أن يفهموا أنهم الحلقة الضائعة في هذه الجريمة المعقدة التي يجب تتبعها لفك كل الغاز هذه اللعبة القذرة.
آن لهذا الملف أن يفتح على مصراعيه لتدارك ما أمكن من خيرات البلد المنهوبة التي يتم تهريبها إلى الخارج منذ أكثر من عامين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى