جسر مدريد: علامة مضيئة في مسيرة التحديث… وإنجاز يترجم رؤية الرئيس غزواني للتنمية المستدامة
عبدالله محمدبون:

الزمان أنفو _ في قلب العاصمة نواكشوط، يقف جسر مدريد شامخًا كأحد الشواهد البارزة على التحول العمراني الذي تشهده موريتانيا في ظل قيادة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني. فمنذ تدشينه، شكّل هذا الجسر نقلة نوعية في مجال تنظيم حركة المرور، وساهم في تخفيف الاختناقات في واحدة من أكثر النقاط حيوية في المدينة، مجسدًا بذلك إحدى ثمار الرؤية الرامية إلى بناء بنية تحتية عصرية وفعالة.
يمثل جسر مدريد مثالًا على التخطيط المسؤول الذي يوازن بين الكفاءة والتكلفة، حيث أنجز بتكلفة مالية معقولة مقارنة بجسور أخرى لاحقة مثل جسر الحي الساكن وجسر باماكو، رغم أن هذه الأخيرة تطلبت استثمارات أكبر دون أن تحقق تأثيرًا نوعيًا يفوق ما حققه جسر مدريد. هذا التفاوت يسلط الضوء على أهمية التقييم الدقيق للمشاريع، ووضع معايير واضحة ترتكز على الجدوى الفعلية، وليس فقط على حجم الإنفاق.
إن ما تحقق على مستوى البنى التحتية خلال السنوات الأخيرة، ولا سيما في عهد فخامة الرئيس غزواني، يعكس إرادة سياسية قوية في الدفع بعجلة التنمية وتحسين جودة الحياة للمواطنين. ويأتي جسر مدريد ليكرس هذا التوجه من خلال فعاليته واستمراريته كمعبر حيوي يربط بين أحياء مهمة في العاصمة ويُسهم في انسيابية الحركة الحضرية.
لكن ورغم هذه الأهمية، فإن الجسر – كسائر المنشآت العمومية – لا يزال عرضة للإهمال والتشويه، بفعل سلوكيات غير مسؤولة مثل رمي النفايات، التخريب، والكتابات العشوائية على الجدران. وهي مظاهر تُنذر بهدر استثمارات الدولة وتشويه معالمها الحضرية.
من هذا المنطلق، تتعاظم الحاجة إلى تكامل الجهود بين الدولة والمجتمع. فالحفاظ على الإنجازات الوطنية مسؤولية مشتركة، تستدعي من السلطات تكثيف حملات التوعية والصيانة، ومن المواطنين التحلي بالروح المدنية، خاصة في صفوف الشباب الذين يُعوّل عليهم في حماية مكاسب الوطن. كما أن إدماج مفاهيم “الثقافة المدنية” في المناهج الدراسية يُعد خطوة ضرورية نحو ترسيخ سلوك حضاري يحترم الممتلكات العامة.
خاتمة:
ليس جسر مدريد مجرد منشأة خرسانية؛ بل هو شاهد حضاري على مرحلة من الرشد في التخطيط والبناء، وتجسيد حي لرؤية فخامة الرئيس غزواني في تشييد دولة حديثة تُؤسس لمستقبل تنموي متوازن ومستدام. والرهان اليوم هو على وعي المواطن، ليبقى هذا الإنجاز صامدًا وجميلًا، يروي للأجيال قصة وطن يبني ويصون.