بين الثورة والوفاء: المختار ولد داداه في مرآة “الموت ولا الدناء” قراءة في تدوينة أحمد المصطفى حول شهادة أحمدُ ولد عبد الله

الزمان أنفو _ في تدوينة عميقة وموثقة، كتب القارئ النهم والكاتب والقاضي المتمرس أحمد المصطفى تحليلاً دقيقًا ومكثفًا لصورة الرئيس المؤسس المختار ولد داداه، كما تجلت في صفحات كتاب “الموت ولا الدناء” للدبلوماسي والوزير الأممي السابق أحمدُ ولد عبد الله. رأى المصطفى أن هذه الشهادة المكتوبة بموضوعية بالغة، ربما تُعد من أصدق ما كُتب عن شخصية ولد داداه، بعيدا عن التقديس الحزبي أو العداء السياسي.

ففي أكثر من موضع، يُظهر أحمدُ ولد عبد الله تقييماً نقدياً لشخصية ولد داداه وسياساته، دون أن ينزلق إلى التجريح أو الإنكار الكلي للفضل. ويكشف من خلال سرده أن المختار، رغم سمو نواياه وصدق رؤيته، كان “ثوريًا أكثر مما ينبغي، وصداميًا في علاقته بفرنسا بدرجة لا تتناسب مع واقع بلده الفتي وإمكاناته المحدودة”.

أحمدُ ولد عبد الله، الذي لم يكن من مناصري حزب الشعب ولا محسوبا على منظومة المختار، أبدى تحفظات كثيرة على قرارات حاسمة اتخذها الرئيس الأول لموريتانيا، منها تعويم العملة وإنشاء “الأوقية”، وتأميم شركة “ميفرما”، ومراجعته لاتفاقيات الاستقلال، وهي قرارات أثارت جدلاً واسعًا آنذاك، وظلت مثار نقاش تاريخي حتى اليوم. بل إنه – كما يشير المصطفى – أيّد لفترة الانقلاب الذي أطاح بالمختار سنة 1978،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى