حول التطورات العسكرية الأخيرة على الحدود مع مالي/ محمد شيخنا

مشاركة الرائد السابق محمد ولد شيخنا في ندوة من صالون المدونين مساء الاحد 6 يوليو 2025

الزمان أنفو _ مشاركة في ندوة بدعوة من صالون المدونين مساء الأحد 6 يوليو
2025 حول التطورات االعسكرية الأخيرة على الحدود مع مالي.
https://www.facebook.com/share/v/1JMijmP6MH/
التمدد الجواري للحركات الإسلامية المسلحة (مثل جماعة نصرة الإسلام و المسلمين JNIM )، وتأثيرها على الحدود والهوية الأمنية الموريتانية، مع توصيات ممكنة

بسم الله الرحمن الرحيم،

السيدات و السادة،
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

في ظل العواصف السياسية والأمنية التي تهب اليوم على دول الجوار، تبدو مالي في قلب العاصفة، لكن الخشية الحقيقية لا تكمن فقط من وضع الحكومة المالية، بل من تموقع الحركات الإسلامية المسلحة التي باتت تُعيد تشكيل المشهد الأمني في المنطقة الجنوبية بعد الشمالية الشرقية لموريتانيا.
تتوسع جماعة نصرة الإسلام زالمسلمين JNIM في مناطق التداخُل التاريخي عندما ما يعرف ب “مالـي المفيـدة” (Mali utile): حيث بدأت تنساح و تتجذر ضمن فضاء التجمعات الإفريقية و حيث المراعي الخصبة، الغابات، و الاتصال بروافد النهر وطرق النقل الدولية .

لقد شهدنا مؤخرا استطالة أذرع هذه التنظيمات إلى الشريط الحدودي، مدعومة ببنية تحتية كافية، وخبرات قتالية مخضرمة، مستغلة بعض الفراغ الأمني وتقلبات الوضع المالي .
فإذا فقدت مالي مستقبلا السيطرة على هذه الحدود، فإننا سنواجه كيانًا لادولتيا مجاورا لا يُعترف به لكن لا بد من التعامل معه واقعيا . مع ذلك فقد رأينا خارجيا أنه إذا استتب الأمر لأي جهة جهادية في أي دولة فإن العالم سيتعامل معها . كان ذلك في أفغانستان و في سوريا بدرجة ما .
⚠️ الخيارات الممكنة لموريتانيا في مثل تلك الظروف :
1. الصدام (الأمني والعسكري):
لن ندخل في تفاصيل .
2. المتاركة و هي ذا ت سقف حدي إذ هي بالمضمون : ظرفيا اتركك و تتركني لكن بالموازاة اخترقك و تخترقني لما يستقبل 3.المشاركة البراغماتية:
دعم جهود تقارب غير معلنة أو حتى سرية بين الحكومة المالية و معارضتها المسلحة، بما قد يقارب بينهما و يخدم الاستقرار في المنطقة. هذا طريق محفوف بمخاطر التورط لكنه قد يحقق تهدئة نسبية أو ربما تقارب أو حتى توافق.

🛡️ توصيات

أولا . تحصين الجبهة الداخلية:
مشروع “مواطنة جامعة” واقعية، قائمة على دمقرطة متوازنة.
تعزيز اللحمة الوطنية وتحفيز المشاركة الشعبية لمنع اختراق الدولة عبر الحدود.
ثانيا تعزيز القدرات العسكرية و الاستخبارية على الخصوص..
ثالثا. المساعدة الدبلوماسية غير المباشرة:
دعم تفاهمات بين الجانب المالي وقيادات المعارضة المسلحة، بعيدًا عن الأضواء والشد العلني.
أن نصبح بمثابة “وسيط محايد و مستور” يسعى لاستقرار مالي بما ينعكس إيجابًا علينا.
رابعا. بناء حدود منضبطة:
تركيب سياج أو جدار بطول الحدود من ضفاف نهر السنغال حتى فصالة، مع بوابات مراقبة و نقاط دخول و خروج معروفة و مدروسة و ذلك
لمنع التدفق الحر للمسلحين و للأسلحة والوسائط الاستراتيجية (مثل الدراجات النارية) و كذلك المهاجرين غير المنظمين، و أيضا الماشية الوطنية دون رقابة.
خامسا : تطوير الرعي على نهج عصري:

تحويل الإنتاج التقليدي إلى نموذج “تربية مكثفة” (Élevage intensif).
تقليل عدد رؤوس الماشية إذا تجاوز معدلات الاستدامة، وتوزيع فائضها بشكل اقتصادي حكيم.

🧭 الخلاصة:
في ظل وضع هش ومناخ خطير، نحن أمام مفترق استراتيجي:
النسق الأول: تحصين البلاد داخليًا وأمنيًا عبر تعزيز القدرات وإغلاق الثغرات الأمنية حدوديًا.
النسق الثاني: نهج دبلوماسي واستراتيجي قائم على دعم لمصالحة مالية محسوبة بين الحكومة المالية و معارضاتها العسكرية .

وشكرًا لحسن استماعكم.

السلام ورحمة الله https://www.facebook.com/share/v/1JMijmP6MH/
محمد ولد شيخنا
-.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى