انطلاق عملية البذر الجوي لموسم 2025: استراتيجية وطنية لمكافحة التصحر واستعادة الغطاء النباتي

نواكشوط – الزمان أنفو: أشرف وزير الدفاع وشؤون المتقاعدين وأولاد الشهداء، حنن ولد سيدي، صباح اليوم، رفقة وزيرة البيئة والتنمية المستدامة، السيدة مسعودة بنت بحام، وقائد الأركان العامة للجيوش الفريق محمد فال الرايس الرايس، على انطلاق عملية البذر الجوي لسنة 2025، وذلك من مقر قيادة أركان الجيش الجوي بالعاصمة نواكشوط.

وتأتي هذه العملية، التي تنظم في إطار فعاليات الأسبوع الوطني للشجرة، تجسيدًا للتوجهات الاستراتيجية لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في مجال مكافحة التصحر والتغيرات المناخية، ودعم الأمن البيئي وتحسين ظروف معيشة السكان في المناطق المتأثرة بتراجع الغطاء النباتي.

وفي كلمتها بالمناسبة، أكدت وزيرة البيئة أن عملية البذر الجوي، التي تم استئنافها سنة 2022 بعد توقف دام سنوات، أثبتت نجاعتها، حيث ساهمت حتى الآن في تغطية أكثر من 3.3 مليون هكتار، ومن المقرر أن تشمل هذا العام مساحة تقارب 6.1 مليون هكتار، مع التركيز على المناطق الأكثر جفافًا وهشاشة بيئية.

وقدّم مدير حماية الطبيعة واستعادة الأنواع، السيد الحسن ولد مولود، عرضًا تقنيًا حول آليات البذر الجوي، وأنواع البذور المستخدمة، ومراحل التحضير والتنفيذ، مؤكدًا أهمية هذه العملية في تسريع استعادة الغطاء النباتي في المناطق الواسعة التي يصعب الوصول إليها بالوسائل التقليدية.

وقام الوفد الوزاري بعد ذلك بمعاينة عينات من بذور الأصناف المحلية المقاومة للجفاف، التي سيتم إسقاطها جوًا بواسطة طائرات سلاح الجو الوطني، في تعاون متواصل بين وزارتي البيئة والدفاع.

وتُعتبر عملية البذر الجوي من أبرز التقنيات الحديثة المستخدمة في إعادة تأهيل النظم البيئية المتدهورة، وقد أثبتت فاعليتها في عدد من الدول الإفريقية والآسيوية، لما توفره من تغطية سريعة لمساحات واسعة، بكلفة أقل وجهد بشري محدود، مقارنة بالغرس اليدوي التقليدي.

وتطمح موريتانيا من خلال هذا البرنامج إلى تعزيز الغطاء النباتي، ومكافحة تآكل التربة، ودعم التنوع البيولوجي، خصوصًا في ظل التحديات المناخية المتزايدة التي تواجه منطقة الساحل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى