الشرطة والضريبة.. مشهد يومي بلون السخرية على قارعة الطريق

الزمان أنفو (نواكشوط) – في مشهد يتكرر بعفوية ممزوجة بالسخرية والاعتياد، تحولت مواقف تحصيل الضرائب البلدية على أحد محاور نواكشوط إلى طقس يومي له طابعه الخاص، كما توثقه تدوينة أدبية بعنوان “الشرطي والطريق”، نشرتها الأستاذة والمدونة المعروفة بـ”الدهماء ريم”.

وتروي الكاتبة تفاصيل علاقتها الممتدة منذ سنوات مع شرطي بلدي يلازم كميناً ثابتاً على شارع حيوي بالعاصمة، حيث أصبح من معالمه الباهتة. تبدأ الحكاية كل عام حين تضع مبلغا رمزيا في صندوق سيارتها لتأمين “راحة البال”، من مضايقات الشرطة وأعوان المجموعة الحضرية.

التدوينة ترسم ملامح الشرطي: بذلة مترهلة، كمامة متسخة، وروح مرحة، تطالبها همساً بـ”الضريبة”، ثم بإشارة خفية بـ”النصيب الشخصي”، فيما تحاول هي الموازنة بين “البخل” و”الوطنية”، قبل أن تستسلم في النهاية لما تصفه بـ”اللعبة السرية” على قارعة الضعف الإنساني.

تُجسّد القصة نموذجًا لعلاقة المواطنين البسطاء برجال الشرطة في سياقات غير رسمية، يتقاطع فيها الواجب مع الابتسامة، والسلطة مع التسامح، وتغلفها لمسة إنسانية عابثة تخفف من قسوة واقع إداري مألوف.

وتختم الكاتبة بتساؤل مضمَّن في الحنين: “أيعقل أن يتحول الكمين لفخٍّ من فخاخ الحنين؟”، لتمنح الشرطة “تحية أحسن منها”، في لحظة نادرة من الإنصاف غير المشروط.

اضغط لقراءة التدوينة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى