احتدام السباق الرئاسي في تونس

[أ ف ب/فتحي بلعيد] الرئيس التونسي منصف المرزوقي يلوح بالعلم الوطني في إحدى المحطات الانتخابية خلال حملته يوم 14 ديسمبر 2014 بالعاصمة التونسية. مع اقتراب الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة المقررة في تونس الأحد 21 ديسمبر، اشتدت المنافسة في الحملة الانتخابية الرئاسية بين الرئيس منصف المرزوقي وزعيم حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي.

وتتواصل الحملة في تونس إلى غاية 19 ديسمبر في حين تمتد في الخارج إلى 17 ديسمبر.

وقام المرشحان بجولات ميدانية للتواصل المباشر مع الناخبين.

وركزت جولات المرزوقي على مناطق الشمال الغربي التي صوتت في الجولة الأولى لفائدة منافسه. وتعهد المرزوقي خلال حملته بحماية الحريات ومنع عودة الاستبداد وتحقيق التوازن السياسي وإنعاش الاقتصاد وتنمية المناطق المحرومة ومكافحة الإرهاب.

كما حذر من عودة الهيمنة.

وفي المقابل، شملت حملة السبسي في جزء كبير منها مدن الجنوب التي كانت فيها الغلبة خلال الدور الأول لمنافسه حيث كان على موعد مع الشباب على الخصوص.

وتضمن برنامجه الانتخابي العديد من النقاط منها صون هيبة الدولة وتحقيق الأمن ودفع الاستثمار وتنمية المناطق المهمشة وتمتين وحدة المجتمع والدفاع عن حقوق المرأة إضافة إلى تخفيض بطالة الشباب وتفعيل قانون مكافحة الإرهاب.

ويعتبر الجنوب التونسي مركز الثقل الانتخابي للمرزوقي، في حين يعتبر الشمال والشمال الغربي ومدن الساحل أهمّ مراكز الثقل الانتخابي لمنافسه وذلك استنادا إلى نتائج الجولة الأولى.

واتّسمت هذه الحملة الانتخابية بالاتهامات والانتقادات السياسية المتبادلة بين المرشحين رغم مطالبة هيئة الانتخابات بالابتعاد عن الخطاب المتشنج.

المرزوقي اتهم قائد السبسي بأنه مرشح المنظومة القديمة، وأنه يسعى إلى الهيمنة السياسية على مفاصل الدولة والالتفاف على قيم الثورة. في حين يتهم أنصار نداء تونس المرزوقي بتجنيد السلفيين المتشددين في حملته الانتخابية.

أيوب مقراني، طالب في الصيدلة، 23 سنة، علق بالقول “يبدو أن المتنافسين غير واعين بخطورة خطابهم وما يمكن أن ينتج عنه من دخول البلاد في مناخ من التوتر والانقسام”.

وأضاف الطالب “كنا نتمنى أن نرى منافسة نزيهة وشريفة بين الطرفين وحملة راقية، إلا أننا وجدنا صراعا لا أخلاقيا على كرسي الرئاسة”.

أما محمد عزيز بن عمارة، ميكانيكي، فيؤكد أن هذه الحملة بدأت ساخنة بالنظر إلى ثقل المتنافسين. وأعرب عن أمله في أن تخف حالة التوتر خلال الأيام القادمة حتى يذهب التونسيون إلى الانتخابات في هدوء.

في هذا السياق، وجه كل من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والرباعي الراعي للحوار والمجتمع المدني المختص في مراقبة الانتخابات، نداءات لمطالبة المرشحين بضرورة احترام مبادئ الحملة الانتخابية.

ودعت الهيئة الطرفين إلى الكف عن الخطابات والتصريحات الاستفزازية، وتهدئة الأوضاع والحفاظ على الوحدة الوطنية.

ومن المتوقع أن تشهد الجولة الثانية تقاربا كبيرا بين المرشحين، بالنظر إلى أن الفارق بينهما في الجولة الأولى لا يتعدى 6 بالمائة.

وأعلنت عدة أحزاب، منها حزب الاتحاد الوطني الحر الذي جاء في المركز الثالث في الانتخابات التشريعية وله 16 مقعدا، ويتمتع بقدرة هامة على التعبئة، تأييدها لقائد السبسي.

كما سبق وأعلن حزب آفاق تونس (8 مقاعد) وحزب المبادرة (3 مقاعد) والحركة الدستورية والعديد من المرشحين للرئاسة عن دعمهم لنداء تونس في الجولة الثانية.

في المقابل، يحظى المرزوقي بدعم كبير من قواعد حركة النهضة التي يصل عددها إلى نحو 900 ألف ناخب، إضافة لدعم حزبه المؤتمر من أجل الجمهورية (4 مقاعد) ودعم أحزاب صغيرة أخرى.

غانمي من تونس لمغاربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى