نداء 20 دجمبر

نظرا لقناعتنا الراسخة بأهمية تعزيز ثقافة الحوار الجدي والشامل والذي سيبقى هو المخرج الآمن والأسلوب الأمثل لحل كل الخلافات ولتجاوز كل المشكلات التي تهدد وحدة وبقاء بلادنا.

ونظرا لأننا نعيش في منطقة غير آمنة، وفي ظرفية تاريخية مقلقة انهارت فيها دول وتفككت أخرى وذلك على الرغم  من أنه لا أحد كان يتوقع لتلك الدول أن تتفكك بتلك السرعة التي تفككت بها.

ونظرا لتفاقم المشاكل والتحديات التي تهدد بلادنا بسبب غياب الحوار السياسي والاجتماعي والثقافي بين الأطراف المعنية بهذه القضايا والملفات، وهو الشيء الذي قد تستغله جهات خارجية للإضرار ببلدنا.

نظرا لكل ذلك فقد تقرر إطلاق هذا النداء من أجل إرساء ثقافة الحوار، وذلك على اعتبار أن الحوار سيبقى هو الوسيلة الأنجع والفعالة التي ستمكننا  من تجاوز كل القضايا والمشاكل العالقة : سياسية كانت أو اجتماعية  أو عرقية أو شرائحية.

ونظرا لأن الحوار السياسي يبقى من أهم القضايا المطروحة الآن، ونظرا لأن تأخر إطلاقه  سيزيد من حدة التحديات والمشاكل العالقة مما قد ينتج عنه أزمات سياسية بالغة التعقيد وهزات اجتماعية بالغة الخطورة قد لا نستطيع التحكم في مآلاتها.

ونظرا لتعثر كل المحاولات التي بدأت منذ عام تقريبا من أجل إطلاق حوار جدي بين السلطة والمعارضة، مع عدم إطلاع الرأي العام على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تعثر تلك المحاولات. 

نظرا لكل ذلك فقد قررت مجموعة من الشباب الموريتاني ومن الأطر المهتمين بالشأن العام من مختلف المشارب والاتجاهات، من بينهم الموالي والمعارض والمستقل، أن توجه هذا النداء إلى الشعب الموريتاني، والذي سيشكل الانطلاقة الفعلية لتأسيس كتلة شبابية ضاغطة من أجل إرساء وتعزيز ثقافة الحوار، ومن أجل جر الأطراف المعنية بملف الحوار السياسي إلى طاولة حوار جدي وشامل تناقش فيه كل المشاكل والقضايا السياسية والاجتماعية العالقة.

ومن أبرز الأساليب التي سيعتمدها الموقعون على هذا النداء للضغط على الأطراف المعنية بملف الحوار السياسي:

1 ـ  القيام بأنشطة متنوعة وفعالة لترسيخ ثقافة الحوار مع جمع أكبر عدد ممكن من التوقيعات على هذا النداء.

2 ـ  تشكيل لجنة من الموقعين على النداء ستتولى الاتصال والتفاوض باسم “نداء 20 دجمبر” مع كل الأطراف المعنية، وذلك من أجل تذليل كل الصعاب التي تعيق انطلاق الحوار.

3 ـ  إصدار بيانات وتنظيم نقاط صحفية للتعبير عن رأي وموقف الأغلبية الصامتة من الشعب الموريتاني والتي تعتبر أن الحوار الجدي والشامل ضرورة لابد منها لحماية البلاد من المخاطر المحدقة بها.

وفي النهاية فإن الموقعين على هذا النداء يتعهدون للرأي العام  بأنهم سيطلعونه ـ أولا بأول ـ على تفاصيل أنشطتهم وجهودهم المبذولة من أجل إطلاق وإنجاح الحوار، وفي حالة فشل تلك الجهود ـ لا قدر الله ـ  في إطلاق الحوار، أو في حالة تعثرها  في أي مرحلة من مراحله، فإن الموقعين على “نداء 20 دجمبر” سيقدمون في ختام مسعاهم تقريرا مفصلا سيحملون فيه مسؤولية فشل الحوار لمن يتحمل فعلا تلك المسؤولية.

نواكشوط : 20 دجمبر 2015

عن الموقعين:

محمد الأمين ولد الفاضل (كاتب وناشط في المجتمع المدني)

فاطمة بنت أنجيان (ناشطة حقوقية)

أحمد ولد بوسيف (ناشط في المجتمع المدني)

محمد ولد دحان (ناشط سياسي)

السالك ولد إنلَّ (ناشط حقوقي)

محمد الأمين ولد بوكه (ناشط سياسي)

للتوقيع على النداء:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى