القصيدة اللغز بين نزار وتوفيق

الزمان انفو ـ التقيت بشاعر سعودي بارز راح يحدثني عن القصيدة المكتشفة لنزار قباني التي ضمها موقعه على الشبكة العنكبوتية، وكيف أنها تمثل إضافة نوعية إلى منظومة قصائد نزار، وأغدق في مديح تلك القصيدة، حتى أوشكت أن أظن أن نزارا لم يكتب غيرها، والقصيدة بعنوان:

«صلى عليك الله»، ومن أبياتها:

عز الورود.. وطال فيك أوام

وأرقت وحدي والأنام نيام.

ومنها:

وتمزقت نفسي كطفل حائر

قد عاقه عمن يحب زحام

حتى وقفت أمام قبرك باكيا

فتدفق الإحساس والإلهام

أنت الحبيب وأنت من أورى لنا

حتى أضاء قلوبنا الإسلام.

والقصيدة زاخرة بالابتهال والإنابة والتوبة والرجوع إلى الله، حتى أنها لفتت نظر الداعية السعودي المعروف الشيخ عائض القرني فأثنى عليها حينما قرأها في موقع الشاعر نزار قباني، وكذلك فعل غيره ممن قالوا: «إنه برغم كل ما كتبه نزار ـ رحمه الله ـ كان قلبه ممتلئا بالإيمان، والدليل هذه القصيدة التي وضعها البعض على الشبكة العنكبوتية في موقع نزار».

وفي غمرة الضجة التي أثارتها هذه القصيدة ظهر الشاعر السعودي المعروف يحيى توفيق حسن ليقول للجميع إن هذه القصيدة قصيدته، وإنها موجودة في دواوينه منذ 13 سنة، كما أنها نشرت مرات في أكثر من صحيفة سعودية دون أن يلتفت إليها أحد.

وقد أحزن الأمر الشاعر يحيى توفيق لأن أولئك الذين ظلوا طويلا يتشككون في شاعريته يكيلون المديح اليوم بسخاء لقصيدة من قصائده لمجرد أنها نسبت إلى الشاعر الكبير نزار قباني، وإن كنت أظن أن على توفيق أن يشعر بالانتصار بعد أن تأكد له أن الناس بما فيهم بعض الأدباء يقعون تحت تأثير استهواء الاسماء، وأن للنجومية الكبيرة جدا كنجومية نزار قدرتها الإيحائية التأثيرية على المتلقي.

ذات يوم لجأ الموسيقي الألماني كارل ماريا فيبر إلى إعلان وفاته بعد أن تعرض إلى هجمات شرسة من قبل النقاد والصحافيين، وحينما تسابق الجميع للإشادة به ظهر من جديد ليقول لهم: «لم يعد بوسعكم اليوم أن تقولوا شيئا سلبيا عني»، وقد كفى نزار الشاعر توفيق من اللجوء لمثل ذلك، فبإمكانه اليوم أن يقول لكل الذين تجاهلوه شاعرا: «لن يكون بوسعكم بعد اليوم أن تقولوا شيئا سلبيا عن قصائدي».

 

محمد صادق دياب

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى