مادة من “قلم رصاص”: كتاب الهدهد / المختار السالم
ريشة بلا ألوان..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كامرأة بلا عشاق…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكسماء بلا غيم..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيها الشاعر خذ حكمة التلال من طلاسم الفجر..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولا تصغ إلى “ناجي” ولا “ولد ابنو”، ولا “ولد الطالب”.. فكل من هؤلاء تزوج قصيدة تشرب الخمر والجمر..
كلهم صَلبَ الهدهد في أهداب بلقيس..
كلهم سحر البحر والبر، خاصم الرمل والنخل، واغتسل بغيم صلاة العشاء قبل دخول “مدينة الكلاب”.. وقبل تشكيل منسقية المعارضة والحزب الحاكم..
سوف تضيء الظلال الموجيّة كل جفن فوق سراب ضحاياه..
وستبقى القدس خارطة أحلام “ولد أبنو”.. فيما يشرب ناجي دمعة بغداد.. ويوقد “ولد الطالب” ناره ليدفئ الهاربين من الأندلس..
***
أيتها الريشة المعلقة بقلبي..
هناك ألف بلبل بلا حنجرهْ..
هناك ألف قبرهْ..
تبيض في أمان من خــف ناقة البسوس..
هنا مليون ببغاء.. بظل واحد تعمر المقابرْ..
وهناك نافورة من الشمع المعطر بزوايا النسيانْ..
في بلاد البرزخستانْ..
***
أيتها الريشة المبللة بماء الإنس وسحر الجانْ..
هل ترين البلابل تلتهم ألوان الشتاءْ..
بين باء وتاءْ..
حين تنامُ الشمس.. تنتشر الأوهامْ..
فهل يدرك الشاعر ورطته بين نهدين نابضين..
وساقين يضلان وقع المقامْ..
أيتها الريشة..
هذا نداء الهدهد حين يوقع الفجر تصريح الأحلامْ.