مهرجان ” فصك ” الدولي … عندما يتعانق التاريخ والفكر والصوفية

الوئام الو طني:ثلاثة أيام في قلب الصحراء توافد الألاف من البشر من جميع دول المنطقة إلي منطقة ” القيش” في قلب صحراء تازيازت لتعيش في جو من كرم الضيافة وعبق التاريخ ، مع أحفاد عقبة بن نافع فاتح الأدلس والصحراء ، قريبا من مرقد سليله الإمام الشيخ سيدي محمد الكنتي قطب زمانه ، فرصة كانت للم الشمل بين أبناء وأحفاد الإمام الذين أتو من كل حدب وصوب يحدوهم الشوق لإحياءالمأوية السادسة لرحيل جدهم ، في استلهام للماضي واستشراف للمستقبل

وبهذه المناسبة  افتتحت مساء الخميس 25/ 04/  2013 في “القيش” على بعد 12 كم من شركة تزيازات موريتانيا النسخة الأولي من مهرجان ” فصك”  الثقافي الدولي المنظم من طرف  هيئة الشيخ سيدي محمد الكنتي، وذالك من طرف المكلف بمهمة بوزارة الثقافة والشباب والرياضة السيد : محمد ولد أحمد ولد الميداح

في كلمته نوه فيها  بجهود الهيئة التي مكنت من تنظيم هذا المهرجان الذي يعتبر لبنة جديدة تضاف إلى بناء صرح الثقافة الوطنية.

 تبعتها كلمة لرئيس الهيئة محمد ولد الشيخ ولد جدو نوه رحب فيها بالحضور المتميز للمشاركين في هذا المهرجان، خاصة وفود الدول المجاورة.

 وقال بأن  المهرجان يأتي في سياق محاولة الهيئة إحياء الثقافة الأصيلة الوسطية حسب تعبيره . وذالك بحضور عدد من الشخصيات بينهم  ممثلون للفضاء الثقافي الصوفي المحلي والإقليمي، وقد تعاقب على منصة الخطابة ممثلي الوفود المشاركة ، وبعض المدعوين من شعراء وأتباع الطريقة القادرية، التي يعتبر الشيخ سيدي محمد الكنتي نزيل “فصك” أحد أهم رموزها ومؤسسيها . كما أشار إلي ذلك يحي ولد طالبن المفوض السامي للمهرجان ، وهو ما تم تأكيده من خلال مداخلة ممثل أسرة أهل الشيخ القاضي، الذي ركز على الدور المميز الذي لعبته الأسرة الكنتيه بشكل عام في نشر العلم في ربوع القارة السمراء وتعاليم الدين الحنيف وكذا دورها الرائد في نشر الطريقة القادرية ، والتي لا تزال الدرع الواقي والحصن المانع من التطرف والغلو.

أما ممثل الأسرة الكنتية في جمهورية السنغال السيد عبد الرحمن بن أبي نعامة الكنتي، فقد ألقي كلمة شدت الجميع وأثرت في كل الحاضرين، لما تميزت به من فصاحة وبلاغة وروعة ركزت في مجملها على ما للعائلة الكنتية من محامد وإسهامات علمية وثقافية في ربوع القارة الإفريقية، وكذا تمسك أسرة أبو نعامة  بهذه الشمائل التي ظلت تمثل نبراسا للهداية قطف الجميع ثمارها في شبه المنطقة .

قبل أن يختتم بدعوة أبناء عمومته إلي جعل هذه السنة عادة يتم تنظيمها دوريا وبشكل تناوبي في البلدان السبعة المجاورة والتي تعرف وجودا مكثفا لهذه المجموعة ، مبديا استعداده لمزيد من الإسهام في تطوير الفكرة وإعطائها المكانة اللائقة  ، قائلا في نفس السياق إن الأمر يجب أن يكون أكبر من مجرد تظاهرة ثقافية أو فكرية بحيث يجب أن يعمل الجميع على أن يكون للأمر بعد إقليمي ودوليي يسمح بالتواصل ويدفع العلا قات الدولية إلي مزيد من التعاون والتعاطي الإيجابي الذي تمثل هذه المجموعة سفيره الدائم .

 

كما عرض على هامش التظاهرة جملة من المخطوطات تعود الأسرة أبو نعامة وبعض المؤلفات والمصنفات من تأليفه كإسهام في وضع صورة لمال هذه الأسرة من إسهامات علمية ،

أما مثل الوفد المغربي ” الديش ”  فقد قال بدوره إن مثل هذه التظاهرة التي تأتي في سياق إحياء تراث العائلة وفتح الباب أمام التواصل بين أفراد العائلة الواحدة ، ويعتبرها سابقة وعملا جبارا يجب أن يكون له ما بعده ، فبقدر ما هو إسهام في التواصل وصلة الرحم يجب أن يكون كذالك دعوة لمزيد من العطاء الثقافي والفكري المتواصل بين شعوب شبه المنطقة، مبديا استعداد المجموعة في المغرب لمزيد من المساعدة والتعاون في أداء الواجب .

وكان الوفد الجزائري قد أرسل كلمة قرأت علي مسامع الحاضرين باسم نائب رئيس مجلس الشعب الجزائري، الهامل، وهو أحد إفراد الأسرة الكنتية  ضمنها اعتذاره وعدم قدرته على الحضور لأسباب وفاة والدته ، وحرص في كلمته علي إبداء دعم الحكومة الجزائرية لهذه التظاهرة .

وكانت التظاهرة قد شملت جملة من المحاضرات والندوات ألقها كوكبة من المفكرين والباحثين تناولت الدور المميز والرائد للأسرة الكنتية واسهما تها العلمية وكذا مميزات الطريقة القادرية .

وشاركت الوفود في زيارة جماعية لضريح الشيخ سيد محمد الكنتي في ” القللب الخظر” “بفصك” كما نظمت على هامش التظاهرة مسا بقات في الرماية وسباق الجمال.

إسهامات بعض الجهات في تمويل التظاهرة :

رئاسة الجمهورية 4 ملاين أوقية ، تازيازت 1 مليون و200 ألف أوقية ، وزارة الثقافة 1 مليون ، موريتل موبيل 600 ألف أوقية ، اسما سيد 6 مليون أوقية .

وكانت مجموعة ” المتقبرين”  أي مجموعة “كنتت الساحل ” قد ساهمت مساهمة إضافية تمثلت في 15 مليون وبناء وتجهيز عشرات الخيام ، معتبرين أن الكل ضيوف عليهم بما أنهم أهل الأرض ، كما ساهم رجل الأعمال أفيل ولد اللهاه ، والإطار محمد عبد الله ولد سيداتي الملقب بللاه بمبالغ معتبرة تضاف للجهد الجماعي للمجموعة التي رصدت للمهرجان مبلغا ماليا وصل 30 مليون إضافة إلي بعض المساهمات والمساعدات التي قدمتها بعض المجموعات القبلية في الشمال .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى