قصة مؤثره

كتب حبيب الله أحمد:

الزمان أنفو _ يكثر الحديث عن العقوق مع الأسف فى مجتمعنا المسلم الفاضل
بنت تطرد أمها من المنزل
شاب ينحازلزوجته ويبعد والدته عن سكنها الاصلي
أما قتل الإبن لامه وحالات هجر الوالدين من طرف الأبناء فحدث ولاحرج
لا احب الخوض فى هذا الموضوع فحتى ذكرالعقوق ليس مناسبا ولاينبغى تعويدالناس على مجردنطق هذه العبارة القبيحة ولكن أحيانا لايكون العقوق جبلة وليس فطريا وليس وراثيا وحتى لدى الحيوان تلاحظ تعاطفا متبادلا بين الصغار والكبار
فى صورة بديعة ظهرت غزالة تسلم نفسها لوحوش مفترسة لتشاغلها عن صغيرها
عندما ابتعد وزال خوفها عليه تركتهم ينهشون لحمها بهدوء
فى صورة أخرى جراء صغيرة تحاول إنقاذ الكلبة الام وسحبها من ترعة وقعت فيها بكفاح رهيب ومهيب ومؤثر
اروى لكم قصة حقيقية دون زيادة أو نقصان
قبل سنوات كان لدي صديق طيب مرح وخلوق لم الاحظ عليه شيئا خارج المالوف
كان متوسط الحال لديه سيارة ومهنة مدرة للدخل وزوجة ومنزل ووضعه مستقر( ظاهربا)
كان الابن الوحيد لأمه وهو بكرها ولديه 6اخوات
توفي والده فاختارت امه الهجرة من العاصمة إلى مدبنة داخلية صغيرة خوفاعلى بناتها من اجواء العاصمة وقد انشب الفقر مخالبه فيهن ولولا فضل الله ثم اريحية اقاربهن لقتلهن الجوع والعري
يبدو أن الآم كانت تعول على ابنها( صديقى) للتكفل بها وبالبنات فهو شاب طموح مثقف ولديه شهادات دراسية ومهنة متوسطة توفرله دخلا معتبرا
مرة هاتفتنى تتحدث وكانها تبكى
ليس نغمها الذى أعرف
لم يكن صوتها طبيعيا
تشوبه بحة اوغصة اوحرقة
قالت إن ابنها لم يتصل بها ولم يزرها منذ ذهابها إلى الداخل وبقائه فى العاصمة
تقريبا هجرها لخمس سنوات
تهدج صوتها تقطع قائلة إنها لاتريد مالا ولاشيئا سوى رؤية ابنها البكر ورؤية طفله فقدتزوج دون استشارتها وبها شوق يطير النوم من عينيها لرؤيته والبنات يتحرقن شوقا لرؤيته فهو بالنسبة لهن ملح حياة واب ثان لم يغيبه الموت
صدمت حقيقة
دارت الأرض من تحتى
لربما بكيت تاثرا
هل يعقل أن صديقى الطيب المهذب الخلوق المكافح يهجر امه واخواته كل تلك السنوات
ولماذا
لماذا
بحثت عنه وكاننى تحت التخدير لا اصدق شيئا ولاافهم شيئا
وجدته قلت له سيارتى متعطلة على طريق الشاطئ ناحية ميناء الصداقة واريد أن تذهب معى لنتدبر أمرها
كانت حيلة لاستدراجه
بكل ود ركبت معه فى سيارته
وعندما اقتربنا من الميناء طلبت منه التوقف فى منطقة مهجورة وفضاء مفتوح هادئ
دون مقدمات وقبل أن يسألنى عن اي شيئ سردت له مغالبا دموعى مكالمة والدته
صعق وارتجف ثم اسلم نفسه لصمت دامع
كان موقفا صعبا فأنا كاننى مصعوق كهربائيا نقل الصعقة لشخص آخر
فهم بسرعة أن حكاية تعطل السيارة مجرداستدراج لابتعد به عن اجواء الصخب وليسمع منى بهدوء موضوع والدته كأننى قصفته بالآر بى جى
امتقع لونه غسلت الدموع وجهه وبسرعة قفلنا راجعين نحو المدينة ….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى