كيف يحدث كل هذا في القصر؟

كتب سيدعلي بلعمش:

الزمان أنفو _

فخامة رئيس الدولة رجل بدوي النزعة و الانتماء و السيد مدير ديوانه رجل بدوي التفكير و الثقافة .
و البداوة ليست معرة بل هي ثقافتنا و انتماؤنا و فخرنا و خصوصيتنا الرائعة. لكن ثقافة البداوة ليس من عادتها التعاطي بانضباط مع النظام و ضبط السلوك و الالتزام و خصوصية الرموز.
يحتاج رئيس الدولة اليوم إلى مدير ديوان يفهم ما يُسمح به و ما لا يُسمح به في إدارة شؤون القصر و لقاءات الرئيس و الايتيكيت ، لا إلى رجل يجهل هذه الأمور و يتحرَّج من السؤال عنها.
ـ قبل أسابيع نقل التلفزيون الوطني بالصور، لقاء بين رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء و رئيس أرباب العمل و لم يبرر خبرُ التلفزيون هذا اللقاء و لم يُشفع بالتصريح التقليدي للضيف.
تساءل البعض هل هي رسالة من الرئيس إلى الشعب بأن رئيس أرباب العمل يحتل هذه المكانة في القرار السياسي بالبلد؟
و استغرب البعض ، هل أصبح رئيس أرباب العمل يحتاج إلى لقاء مع الرئيس و رئيس الوزراء معا لأن أيا منهما لا يستطيع حل مشكلته منفردا؟
و احتار البعض، ما هي هذه المهمة السرية إلى هذا الحد التي يحمل رئيس أرباب العمل؟
و علق البعض ، إذا كانت مهمة رئيس أرباب العمل سرية فلماذا نقلها من قبل التلفزيون و إذا كانت عادية فلماذا لا يتم تبريرها بالحديث عن أسبابها؟
و من الواضح أنه مجرد خطأ صنعته حقيقة الظرف ، لم يلاحظه الرئيس و لم يدركه مدير ديوانه و لم يتداركه مدير التلفزيون كأمر غير مقبول.
بعد ذلك بأيام ، كان لقاء الرئيس مع ولد إزيد بيه . و لم يتم تبريره بأي شكل رغم معرفة الجميع بمواقفه المعادية للنظام و الشعب و كتاباته المتحدية للجميع . و ما كان باستطاعتنا أن نفهم سوى أنه رضوخ من رئيس الجمهورية لإملاءات ولد عبد العزيز (و هذا ما حملته ـ بشكل أو بآخر ـ كل التحليلات التي تناولته) .
و لا يفهم ولد الغزواني و لا مدير ديوانه أن القصر ليس بيت أحد أفراد القبيلة يستقبل فيه من يشاء ؛ كل ما يحدث في الرئاسة يهم الشعب الموريتاني و يمس سلبا أو إيجابا من سمعته و كرامته و مصالحه . ولدى ولد الغزواني بيته الخاص يستقبل فيه من يشاء.
ـ قبل ذلك بأسابيع أو أشهر، استقبل ولد الغزواني مدة ساعتين، دكتورا لم يدخل المدرسة قط ، مصاب بحالة انفلات عقلي، يتندر بها الجميع.!!؟
و لا يخلو يوم من أخطاء بروتوكولية في القصر، لا ندري لماذا يتم التهاون معها إلى هذا الحد و لا لماذا يصر مدير الديوان على عدم الاستعانة بغيره من العارفين، لتفادي ما أمكن منها؟
لو حصل هذا في أي بلد آخر لقامت الدنيا و لم تقعد و لكانت قضايا رأي عام ساخنة تتعاورها الأقلام اللاذعة و الآراء النزقة بما يعبر عن غضب الشعب و استياء النخب، من إهانة رئاسة الجمهورية.
ثمة شعور طاغ لدى البعض (هو جزء من هذه العقلية البدوية)، بأننا شعب يعيش في دولة ولد الغزواني و لا نملك هنا سوى أن نقول إنه أمر مضحك فقط ؛ لقد جعل ولد عبد العزيز كل شيء ممكنا في هذا البلد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى