القوات السورية تسيطر على مطار الضبعة وواشنطن تلوح بالحظر الجوي

‘القدس العربي’ـ وكالات: دان مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة الاربعاء تدخل ‘مقاتلين اجانب’ الى جانب قوات الجيش السوري في القصير وطلب تحقيقا من الامم المتحدة حول اعمال العنف في هذه المدينة، في الوقت الذي سيطرت فيه القوات النظامية السورية مدعومة بحزب الله اللبناني على مطار الضبعة العسكري شمال المدينة، والذي يعد معقلا اساسيا لمقاتلي المعارضة لا سيما منهم المتحصنين في شمال المدينة.

جاء ذلك فيما قال البيت الأبيض إن كل الخيارات ما زالت مطروحة بشأن سورية بما فيها احتمال فرض منطقة حظر طيران. ودعت وزارة الخارجية الامريكية حزب الله الى سحب مقاتليه من سورية على الفور. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض في بيان صحافي ‘كل خيار متاح للرئيس ما زال مطروحا على الطاولة فيما يتعلق بسياستنا بشأن سورية. يشمل هذا بالطبع احتمال إقامة منطقة حظر للطيران’. ومن جهته قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاربعاء ان الحكومة السورية ليس لها شروط مسبقة لحضور محادثات السلام المزمع عقدها في جنيف لكنها تنتظر مزيدا من التفاصيل. وقال المعلم متحدثا من دمشق لقناة الميادين التلفزيونية في بيروت ان حكومته لم تقرر بعد تشكيل وفدها في المؤتمر المقترح عقده في جنيف. وفي أول رد فعل رسمي بشأن المؤتمر الذي تعد له الولايات المتحدة وروسيا وافق الائتلاف الوطني على اعلان اطلعت عليه رويترز يقول انه متمسك بهدف ابعاد الاسد وكبار مسؤولي حكومته. وفي خطوة لافتة، توجه رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان الى البقاع في زيارة مفاجئة لتفقد ثكنة قيادة الفوج الحدودي البري في رأس بعلبك، ثم انتقل الى عرسال متفقداً الحاجز الذي تعرض الثلاثاء للاعتداء الاجرامي واستمع الى شرح تفصيلي من الضباط عن كيفية حصول الاعتداء. وبعد ساعات على انتهاء زيارة سليمان سقط عدد من الصواريخ على منطقة الهرمل مصدرها المعارضة السورية. وأكد مصدر قيادي في حزب الله لـ ‘القدس العربي’ إن هذه الصواريخ تُطلق من على الحدود السورية اللبنانية وأن الطيران الحربي السوري قصف هذه المواقع. لكنه اضاف ان هذه الصواريخ هي من عيار 107 ويمكن حملها على دراجات نارية واطلاقها بسهولة ومن هنا الاستمرار بإطلاقها. وكان قرار في مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة يندد بتدخل مقاتلين اجانب قدمته الولايات المتحدة وقطر وتركيا تم تبنيه من المجلس بـ 36 صوتا مقابل معارضة صوت واحد (فنزويلا). وامتنعت ثماني دول عن التصويت في حين لم تصوت دولتان. وروسيا والصين ليستا حاليا من الدول الـ47 اعضاء المجلس وبالتالي لم تتمكنا سوى المشاركة في النقاشات من دون التمكن من التصويت. واتفق الدبلوماسيون على قرار ‘يدين تدخل المقاتلين الاجانب الذين يحاربون لحساب النظام السوري في القصير ويعرب عن عميق القلق لمشاركتهم التي تزيد الوضع الانساني وحقوق الانسان سوءا ما ينعكس سلبا على المنطقة’. ويدين القرار مشاركة حزب الله اللبناني في المعارك لكن من دون تسميته. وبعد ان دان ‘المجازر الاخيرة المرتكبة في القصير’ طلب القرار من لجنة التحقيق المستقلة حول سورية (التي تعمل بتفويض من مجلس حقوق الانسان) فتح تحقيق خاص حول احداث القصير’ ورفع تقرير في ايلول (سبتمبر). كما دان القرار كافة اعمال العنف في سورية من كافة اطراف النزاع وطلب من السلطات السورية السماح للعاملين في المجال الانساني المكلفين اغاثة المدنيين خصوصا في القصير ‘بالوصول اليها بحرية ودون قيود’. الى ذلك قال مصدر عسكري سوري ان ‘الجيش السوري سيطر على مطار الضبعة بعد عملية عسكرية بدأت صباح الاربعاء عبر ثلاثة محاور رئيسية من الغرب والشمال والجنوب الغربي’، ما اسفر عن ‘تحرير المطار وسقوط عشرات القتلى من المسلحين المتمركزين داخله’. واضاف المصدر ان جثث العديد من هؤلاء ‘لا تزال موجودة في المكان، كما تم اسر العديد منهم، عدا عن الذين قاموا بتسليم انفسهم’. ويشكل المطار الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة في نيسان (ابريل) الماضي، المنفذ الاساسي للمقاتلين المتحصنين في شمال مدينة القصير التي اقتحمتها القوات النظامية وحزب الله من الجهات الجنوبية والغربية والشرقية قبل نحو عشرة ايام. وعرضت قناة ‘المنار’ التلفزيونية التابعة لحزب الله اللبناني صورا مباشرة قالت انها من داخل المطار، وظهر فيها عدد من ضباط القوات السورية وجنود على دباباتهم. وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن قال في اتصال صباح الاربعاء ان ‘تعزيزات من حزب الله وقوات المهام الخاصة في الحرس الجمهوري السوري ارسلت الى القصير’، موضحا ان هذه القوات، كما عناصر الحزب الحليف لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، مدربة على خوض حرب الشوارع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى