فقط حين تنتفى الانتقائية و الاستهداف

بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن-اسطنبول

الزمان أنفو _ بعض من الكتبة لا يتورع عن الإساءة لنفسه و نوع حبر قلمه،فرغم الطابع المتميز لكتابات أحد زملائنا،إلا أنه سطر هذه المرة جملا قصيرة،قد لا تليق بقامة إعلامية مثله،فعلى الأقل مثل هذه المحاكمة لا تصلح قطعا للإبراق ببريد، يعبر عن بعض المعانى العامة الموضوعية.
فحين نقول “محاكمة العشرية”، أول ما يخطر فى أذهاننا، محاكمة الثنائي، عزيز و غزوانى.
فأين حديثنا الجريئ عن غزوانى ،و لو إعلاميا و سياسيا،و عند الاقتضاء قضائيا، بصورة منصفة،و لو عبر محاكم دولية، تسمح حتى بمحاكمة من يحكم حاليا،إلا أن فتح ملفات ولد غزوانى و بعض أقاربه و مقربيه لم يقدم عليه من الصحافة،إلا ربما كاتب هذا البريد الجوابي و عدد قليل من المدونين المدافعين عن الرئيس السابق،محمد ولد عبد العزيز،عجل الله فرجه.
أما حين نصحو على ملف قضائي تم تسريب أغلب مكوناته، وقت العرض و المحاسبة،فذلك قطعا خلاف قوله جل شأنه:”وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا”.
انتظرنا محاكمة العشرية، لإيصال رسائل مطلوبة بحكمة و بإلحاح،حتى لا يظل المال العام مهدرا مستغلا مهينا،من قبل سائر الأنظمة المتعاقبة،منذو 1978 و إلى اليوم،دون مهابة و حصانة و حسن تسيير، يضمن الصالح العام،حاضرا و مستقبلا،بإذن الله،لكننا فوجئنا بتنحية كل ملف ذى صلة بغزوانى أو بعض أقاربه،مثل صيد الأتراك المشبوه،الذى طالما كتب عنه غير واحد،أكثر من واقعة و قرينة و دليل على استعجالية فتح هذا الملف الثقيل الضار. المريب باستمرار و عمق،للأسف البالغ،لكن وزارة عدل ولد غزوانى أوحت بإبعاد كل ملف ذو طبيعة بحرية،حتى لا يمس جناب الرئيس الحالي، محمد ولد الشيخ الغزواني و تجاوزات بعض المقربين منه عائليا فى القطاع المذكور،بوجه خاص،دون أن تسلم المنطقة الحرة أيضا من تلاعبهم و استغلالهم البشع،للنفوذ المتاح هذه الأيام، إلى ما شاء الله.
ثم إننا لاحظنا خلو الملفات الباقية من أي وجه معروف من المتهمين،المنحدرين من العصابة،ولاية الرئيس،التى يحاول إقحامها و توريطها،لتحقيق أغراض مشبوهة،لا تتماشى مع الطابع الجمهوري المتوازن الجامع.
كما لا يخفى على المتابع محاباة ولد بوعماتو و إبعاد كل الملفات،مثل سونيكس و غيرها،مما قد يدل على مدى تورطه فى استغلال النفوذ للحصول على ثروات طائلة مشبوهة بامتياز،و فى حقب متنوعة و قطاعات عديدة،جمع منها ثروة ضخمة،تستحق أكثر من لجنة برلمانية و أكثر من محاكمة العشرية!.
هذا قليل من كثير، من أوجه الاستدلال البين المقنع المفحم بانتقائية محاكمة عزيز و استهدافه هو شخصيا،بعيدا عن دعوى محاكمة العشرية،أو إنصافه نسبيا،من خلال إحضار مشتركيه فى بعض أوجه تسيير محاكمة العشرية،المثيرة للجدل المشروع،على رأي البعض.
ثم إن المتهم بريئ حتى تتأكد براءته أو إدانته،أما سجن رئيس سابق،قبل محاكمته و فى أجواء استهداف شخصي و جهوي مكشوف،لم تسلم منه بعض وجوه الشرق الموريتاني و لا اترارزه و لا غيرها،فإن دل على شيئ فإنما يدل على الرغبة الحمقاء فى التصعيد و التوتير و تصفية الحسابات الضيقة الأفق و الخطيرة الأثر،على المدى القريب و المتوسط و البعيد،لا قدر الله.
و أما البريد الوارد الأساسي، من هذه المحاكمة المغرضة المكشوفة و سجن الرئيس السابق،فهو تضاؤل نسبة الوفاء و الصداقة فى بلادنا و فشو و انتشار شهادة الزور أو ما يسير فى ركبها من الشهادات المغشوشة و تحت و وفق الطلب، التى دأب بعضنا على استسهال جرمها المقرف المقزز الفاضح،و العياذ بالله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى