صديقي حسن

كتب الدكتور حمه ولد عبدالقادر :

الزمان أنفو-
-هو طبيب ماهر في تخصصه. تلقي تكوينه في بلاد الغربة ثم تشاء الأقدار أن يشتغل في مركز صحي لتبدأ حياة مليئة بالمطبات.
-بعد أن كان ضمن فريق يضم عشرة خبراء من أمثاله يجد نفسه الأخصائي الوحيد في المنطقة.
-بعد أن كان يجري جميع الفحوصات و الأشعة بمجرد إشارة للممرضات يكتشف أن الفحص الفولاني غير متوفر و أن اسكانير في أغلب حالاته متعطل و إن وجد فلا بد للأسرة من يومين من “اجميع تاغنجه” لتحصل علي ثمنه.
-بعد أن كان يعاين مرضي علي قدر كبير من الوعي يزورون الطبيب مع بداية الأعراض و يلتزمون بتعليماته لاحظ أن مرضاه لا يأتون إلا في نهاية مشوار قادهم إلي جميع “ألحجابه” و “المتايه” و التقليديين و خضعوا لتجارب جميع أفراد الأسرة بالمعني الشامل.
-بعد أن كان مرضاه يتوفرون علي تأمين صحي شامل يتكفل بمصاريف العلاج صار يكتب وصفة فيتجول بها ذوو المريض فلا يجدونها في أغلب الحالات و إن حالفهم الحظ يجدون نصف الجرعة من بديل مصنوع في بلاد الواق واق.
-كان يبرمج عملياته و يجريها في وقتها المحدد أما الآن فعليه الانتظار حتى يجد المريض جمعية أو فاعل خير “يتكفل” بالمصاريف
-بعد أن كان يعيش لنفسه و لأسرته الصغيرة تبنته القبيلة و صار له بنو عمومة كثر و أصهار عليه أن يساهم في حل مشاكلهم الطبية من معاينات و فحوصات و حجز مواعيد لدي زملائه لجميع من يمرض من القبيلة. و في أغلب الأحيان التخلي عن جميع الالتزامات المهنية لمرافقة فلان أو علان إلي الطبيب.
-كان دخله مريحا جدا جدا فوجد نفسه يتقاضي 250 ألف قديمة و هو أب لعدة أطفال يأكلون و يشربون و يلبسون و يلعبون و يسافرون……فأضطره ذلك إلي العمل في القطاع الخاص لتوفير حاجيات الأسرة.
-اقترض من البنك بشروط مجحفة. انقلبت حياته إلي عمل متواصل من الثامنة صباحا حتى الواحدة فجرا. سيان في ذلك يوم الجمعة و الأحد و يوم العيد….
-ربح بعض المال و لكنه خسر أشياء أخري. خسر صحته بسبب العمل المتواصل دون راحة مع الإدمان علي الدخان و القهوة لمقاومة ضغط العمل.و خسر أغلب الأهل و الأصدقاء الذين لم يعد يشاركهم فرحا و لا ترحا و قد يعجز في بعض الأحيان حتى عن الرد علي المكالمات و الفوكالات.
– كبر أبناؤه في غفلة منه. لاحظ متأخرا جدا ضعف مستوياتهم الدراسية و لات حين مناص
-و ربح الكثير من المعارك ضد المرض. ربح الكثير من صالح الدعاء عن ظهر غيب.
– خفف ألاما و شفي علي يديه الكثير من البشر.
-أجري مئات العمليات الناجحة عاد أصحابها إلي مزاولة حياتهم اليومية..


-فشلت بعض عملياته الجراحية لأسباب لم يكلف أحد نفسه البحث فيها.
-صديقي حسن يموت مرة في كل مناسبة وطنية عندما يشاهد التكريم لمن لا يستحق.
و يموت مليون مرة حين يري مدون الحي يصفه بالجزار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى