فرصة الإقلاع الأخيرة / سيدي علي بلعمش

الزمان أنفو ـ الطلائع الموريتانية (حتى لا أستعمل كلمة النخبة المُشوَّهة مثل حامليها) ، تتطلع اليوم إلى زمن أفضل ، تبحث عن ملامحه في مرآة مرافعات الحملة القادمة ، قبل نتائجها..

و لأن أكثرهم من أجيال السبعينات و الثمانينات ، المحافظة في كبرياء ، المشاغبة في صمت ، العنيدة في صبر ، سيكون للطلائع حتما تأثير بالغ في هذه الانتخابات ، لما ترى بوضوح أنها تشكله من مخاطر على البلد محليا و إقليميًا و دوليا من جهة و لشعور هذه الأجيال بخطورة تزايد منتحلي صفة النخبة على الواجهة الأمامية المشوِّهة للقرار السيادي المركون في غبار مرآب الكذبة..!

منذ نشأتها حتى اليوم ، تبحث موريتانيا عبثا عن فرصة للإقلاع تمتلك كل وسائلها و أسبابها ، لم تعد تتحمل تأخرها و لا سرقة وعود حملاتها..

ستكون هذه الحملة صعبة جدا عكس ما يتوقعه الكثيرون و سيكون ما بعدها حساب دقيق لا تعتذر لأحد عن تسفيه نعوته ، في القطيعة مع ماضينا الآثم .

على من لا يفهم أن الزمن تغير لصالح إقلاع لم يعد منه بد ، أن يفهم أن الشعب الموريتاني المكلوم أصبح يعرف جيدا ما يريده و كيف يصل إليه . و هي ليست مرحلة خطيرة و لا معقدة إذا لم تجد من يحاول إجهاضها بإصلاحات مكذوبة و ديمقراطية متحايلة..

المصلحون الحقيقيون هم من يتمتعون بأعلى روح تسامح و يتفننون في التجاوز عن كل هفوات الماضي ، لكن التسامح في ما مضى لا في زمن الإصلاح و التجاوز عن منطق زمنه لا عن بلطجة استمراره..

سيكون على الجميع أن يتمتع بروح رياضية و باع طويل و أريحية التائب من الذنب ، الواثق من قدرتنا على الانتصار على كل عيوبنا و نواقصنا ..

✅ الإقلاع يحتاج حربا لا هوادة فيها على الفساد ..

✅ الإقلاع يحتاج النهوض بمستوى تعليم نوعي..

✅ الإقلاع يحتاج إرادة جماعية صادقة ..

✅ الإقلاع يحتاج حتما ، عقليات أخرى من زمن آخر ..

فليستعد المفسدون للعبور الأخير ..
نعم ، نعم ، نعم (…)

“احملوا أسماءكم وانصرفوا
وأسحبوا ساعاتكم من وقتنا، و أنصرفوا
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة
وخذوا ما شئتم من صور،
كي تعرفوا
انكم لن تعرفوا
كيف يبني حجر من ارضنا سقف السماء”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى